العدد 2881 - الإثنين 26 يوليو 2010م الموافق 13 شعبان 1431هـ

اقتراحات لتنشيط السياحة البيئية

أحمد العنيسي comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أكدت معظم الدراسات أن زيادة التشجير والبقع الخضراء للبلد تساعد في تنشيط السياحة البيئية النظيفة التي لها دور كبير في تلطيف درجة الحرارة، وطبقاً للدراسات البيئية فيما يخص التشجير أو زيادة البقع الخضراء فإنها تساعد على تنشيط السياحة العائلية النظيفة والنهوض بالاقتصاد، بدلا من السياحة الرخيصة التي تعتمد على الاتجار بالبشر.

فلو عملنا مسابقات مفتوحة على الصعيدين الرسمي والشعبي ولنبدأ بالصعيد الرسمي وقامت الدولة بوضع جائزة قيمة لأفضل وأنظف مدينة، كما قامت الدولة بمن يمثلها (الهيئة العامة لحماية البيئة أو البلديات) على مستوى المحافظات الخمس بعمل مسابقة بيئية لأفضل محافظة من ناحية التشجير وزيادة البقعة الخضراء أو أفضل حدائق بالمحافظات الخمس أو أنظف ساحل بالمحافظات - برغم كثرة السواحل المسروقة والمستملكة بأرخص الأثمان والتي بقي منها ما لا يتعدى 10 في المئة ويحزننا ما نراه في البقية الباقية المهملة وغير المستغلة- وذلك خدمة للسياحة العائلية في المناطق التي تطل عليها، فعلى سبيل المثال، الساحل الشرقي في جزيرة سترة المطل على منطقة سفالة الممتد من محطة الكهرباء شمالا حتى خزانات النفط جنوباً والذي تقع في وسطه مدرسة البنات الثانوية، بات مركزا للنفايات المختلفة من أخشاب وعلب وحديد وأكياس ورمال طينية من آثار الدفان التي وقع عليه. ونتيجة لهذا الدفان انخفضت كمية الأسماك إلى نحو النصف قبل عقد من الزمن وتقلصت أو اندثرت بنسبة كبيرة في السنوات القليلة الماضية بعد أن كانت تطفح على الساحل من كثرتها. فلماذا لا يتم إعادة تأهيل مثل هذه السواحل؟، وأين دور البلديات في تنظيف السواحل العائلية؟

زيادة المركبات الفسفورية والنيترات والمواد العضوية المتحللة من الأسمدة والتي تؤدي الى تكاثر الطحالب، تتحلل منها ميكروبات تستهلك غاز الأكسجين من الماء مما يهدد حياة الأسماك والقشريات وموتها ويقضي على كثير من أنواع الحيوانات والنباتات المستوطنة في قاع البحار. وقد حدثت الظاهرة بشكل جلي واكتسحت هذه الآفة سواحل كثيرة، ولاسيما دول بحر البلطيق (أكبر منطقة ميتة في العالم) والبحر الأسود وخليج المكسيك وشرق الصين ومضيق كاتيجات في السويد، ويهدد أيضا خليج تشيسابيك بالولايات المتحدة الأميركية والسواحل الاسكندينافية.

بالرجوع إلى موضوعنا الرئيسي بالدعوة لتلك المسابقات والنظر إليها بعين الاعتبار ودراستها دراسة مستفيضة سنجد، أنها مهمة جدا لديمومة زيادة البقعة الخضراء وكبح زيادة التلوث، وتعتبر المسابقات البيئية من أهم المشاريع التي تحافظ على حماية البيئة وما يترتب عليها من آثار إيجابية على البشر.

ونتذكر هنا في هذا المقام أن بلدية مدينة أبو ظبي قد فازت بجائزة منظمة المدن العربية عن فئة التخضير في دورتها العاشرة التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة. يأتي فوز البلدية بهذه الجائزة تقديراً لجهودها في مجال التخضير وبسط الرقعة الخضراء في أنحاء المدينة كافة، حيث إن مشاريع الزراعة التجميلية قد حظيت باهتمام كبير من حيث التأهيل والتطوير وروعي فيها الجوانب التراثية والتقاليد وعناصر البيئة المحلية طبقا لمعايير هندسة الزراعة في مدينة أبوظبي. فلماذا لا تحتذي مملكتنا الحبيبة بهذه المدينة العربية؟

إن زيادة البقعة الخضراء والتشجير لها فوائد كثيرة منها إضفاء الجمال على الطبيعة والحفاظ على درجات الحرارة معتدلة وتبعث راحة للنفس، وامتصاص الغبار والأتربة المعلقة بالجو والتقليل من أشعة الشمس الحارقة وتشجيع السياحة البيئية النظيفة، كما أن لها آثاراً فرعية، منها خفض نسب الكبريت المنبعث من مصانع التكرير، وتنقية الغازات السامة المنبعثة من المصانع البتروكيماوية ومصانع الاسمنت، وفي التقليل من نسبة التلوث الناتج من حرق البنزين، كالرصاص وأكاسيده وغاز أول وثاني أكسيد الكربون، وبعض المعادن الثقيلة وعدد من المواد الهيدروكربونية.

إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"

العدد 2881 - الإثنين 26 يوليو 2010م الموافق 13 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 10:40 ص

      اقتراح عام

      نقترح بحملة أهلية لتنظيف الساحل المذكور وزراعته لأن الحكومة ليس لديها اهتمام براحة المواطنين. فما رأيكم؟

    • زائر 3 | 10:36 ص

      شكرا لك دكتور

      مقال جميل وشكرا لكم.

    • زائر 2 | 9:22 ص

      استريح

      واهوا ظل مكان حتى نشجره ، او ظل نبات نشجر من خلاله اقول استريح بس

    • زائر 1 | 4:33 ص

      تعلموا من عمان

      يا جماعة عمان اللي تعتبر من الدول حديثة العهد بالتطوير إلا إنها قطعت شوطا كبيرا في تشجير كل شوارعها ومدنها بفضل حرص قائد مسيرتها السلطان قابوس على التشجير والزراعة والناس على أديان ملوكهم

اقرأ ايضاً