العدد 2879 - السبت 24 يوليو 2010م الموافق 11 شعبان 1431هـ

القرية النموذجية معروضة للبيع؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بدأ أهالي قرية المالكية أسبوعهم بقراءة مانشيت صحافي يقول إن أرض قريتهم «النموذجية معروضة للبيع بـ 36 مليون دينار».

الخبر منقولٌ على ذمة عضو مجلس بلدي الشمالية علي منصور، ومرفقٌ بصورةٍ جوية. والتفاصيل تقول إن الأرض التي وُعدوا بها قبل 4 أعوام «من أجل إنشاء مشروع قرية المالكية النموذجية، والبالغ مساحتها 6 ملايين قدم مربع، معروضة للبيع حالياً بمبلغ 36 مليون دينار».

وفي التفاصيل أيضاً أن أحد المكاتب العقارية المعروفة أكد أنه يقوم بالتسويق لبيع الأرض بسعر 6 دنانير للقدم المربع! وإذا عرفنا أن سعر القدم في المالكية قبل انهيار أسعار العقار قبل عام، بلغ 15 ديناراً، فهذا يعني أن السعر المطروح نزل إلى أقل من النصف. ويبدو أن الشركة تعاني في التسويق، وإلا لما تأخّر بيع هذه الأراضي الاستراتيجية الواقعة على البحر!

ولكن... من الذي سيشتري؟ لا تنسوا أن هذه المنطقة كانت مسرحاً لخلافات ومناوشات تصدّرت مانشيتات الصحافة قبل أربعة أعوام، في ما عُرف حينها بـ «جدار المالكية». وعادت للظهور مرةً أخرى قبل عامين، لتتحوّل إلى قضية رأي عام، وكُتبت عنها عشرات المقالات، التي تنتقد سياسة الاستئثار بالأرض، والتحكّم في أقوات الصيادين، وحرمان أهالي القرية من المتنفس الوحيد الذي يطلون منه على البحر.

اليوم ومع هذا الخبر، نكتشف أن سدس أراضي مشروع القرية النموذجية فقط استملكته الحكومة، بينما الخمسة أسداس الباقية معروضةٌ في السوق للبيع... وإذا تحقّق ذلك فعلى المدينة النموذجية الموعودة السلام!

بعد الإعلان عن تخصيص الأرض، قام المجلس البلدي بإجراءات المسح والتخطيط وإعداد الخرائط، بالتعاون مع شركتين أميركية وبريطانية. والوزارات الخدمية وضعت كل منها خطتها وتصوراتها لمشروعات القرية النموذجية. وزارة الإسكان خططت لإنشاء وحدات سكنية بالسُدُسِ المستَملك، واقترضت 27 مليون دينار لذلك. «الأشغال» خطّطت لإنشاء مرفأ كبير للصيادين، وطرحت مناقصة وتلقت العطاءات. «التربية والتعليم» أعلنت عن خطةٍ لإنشاء مدرستين. حتى وزارة «البلديات» وضعت خطة لإقامة ساحل نموذجي، فلا يجوز أن تكون القرية نموذجية والساحل غير نموذجي!

وزارة التنمية الاجتماعية جزاها الله ألف خير، أخبرت المجلس البلدي، بنيتها إنشاء مركزين اجتماعيين يخدمان الأهالي. بل إن أحد أصحاب الأيدي البيضاء، جزاه الله ألف خيرٍ أيضاً، أعلن نيته عمل مركز ثقافي واجتماعي على نفقته الخاصة!

بعد كل هذه المقدمات، والتطمينات، يستيقظ أهالي المالكية، ومعهم المجلس البلدي والوزارات، ليكتشفوا فرار الديك بعدما سخنوا الماء!

الأهالي كانوا يحلمون لسنواتٍ بشقق سكنية ومشاريع استثمارية وخدمات ترفيهية ومجمعات تطل على الواجهة البحرية، وأن يتحوّل الساحل الصغير الذي لا يتجاوز طوله مئتي متر، إلى ملعبٍ لأطفالهم. وبعضهم ذهب أبعد في أحلامه، فأخذ يتخيّل سوقاً شعبياً ومحلات حرفية ومركزاً لتدريب العمالة المحلية من أجل تحقيق سياسة «التنمية المستدامة»، إلى جانب مستشفى للولادة ومركز اجتماعي ومقر للصندوق الخيري وصالة كبيرة للأفراح والليالي الملاح!

يقول الفيلسوف بيدبا: عندما تزيد الأحلام تهرب الديوك، أو تُختطف لتظهر مرةً أخرى معروضةً للبيع في سوق المقاصيص!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2879 - السبت 24 يوليو 2010م الموافق 11 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 12:07 م

      طلب ورجاء يا سيدنا بحق امك الزهراء

      سيد قاسم
      هل لك ان تكتب عن ساحلنا نحن الذي سيقتل غداً؟!
      سيدنا قاسم
      تاريخ البحر وأهازيجه ولؤلؤه وأسماكه غداً ستكون في التاريخ المنسي
      سيد قاسم لا تنسى هذا الساحل
      هل لك ان تثير القلوب والانفس الغيورة على وطنها لتقف وقفة رجل واحد لمنع هذه الجريمة؟

    • المالكي | 6:33 ص

      ليس من شيم العرب

      اتمنى منك يا سيد قاسم ان ترجع الى تصريح رئيس مجلس النواب ، و مقولته المشهورة ( ليس من شيم العرب /) !!
      كيف نفم هذه المقولة مع هذه الحادثه ، الملك يهب و الارض و تكون امنية ان تكون المالكية نموذجية .. و الان الارض معروضه للبيع ، فهذا ليس من شيم العرب

    • زائر 13 | 5:13 ص

      سوق المقاصيص!

      عندما تزيد الأحلام تهرب الديوك، أو تُختطف لتظهر مرةً أخرى معروضةً للبيع في سوق المقاصيص!

    • زائر 12 | 3:44 ص

      مهموم

      عزيزي بهلول وستره مبيوعه لمن. لان فيها اتراك وعراقيين وسوريين ومصريين يبيعون فول وطعميه .

    • زائر 11 | 2:36 ص

      بهلول

      البحرين كلها مبيوعة يا سيدي ! الجفير على الأمريكان ، سافرة على البلوش ، المنامة على الهنود ، البسيتين على السودانيين ، الرفاع على السوريين و الباقي على المتنفذين ! مو بس المالكية !

    • زائر 10 | 1:57 ص

      غريب الرياض

      اليس من الغريب ان تقوم الحكومة بالوعود و العهود, و من ثم تتبخر هذه المنح و المخصصات. من اللي ما يحترم ارادة القيادة و ما ينفذ!! يمكن القيادةتراجعت في قراراتها؟ او ان القرارت حبر على ورق لتسكيت الناس. انشر حبيبي

    • زائر 9 | 1:53 ص

      اشد على يديك

      اومن يرى الجامعية تبيع الماء في الشارع يستغرب من شئ؟؟؟؟؟؟؟؟ (( اطلب منك يا من لديه القلم الجريه بالوقوف على موضوع هذه العاطلة )) رجاء لاتنسوها

    • زائر 8 | 1:51 ص

      صدقت ياا بو الحسنين (حتى الطير يهاجر من اوال)

      عندما قال وليد الكعبة واخ رسول اللة وخليفة النبي وقالع باب خيبر وزورج البتول وابو الحسنين والضارب ببدر وحنيين وشهيد المحراب-اوال وما تلاقي من اهوال حتى الطير يهاجر من اوال-هدا هو الواقع وهدا هي التنبؤات الدى وعد بها امير المؤمنيين

    • زائر 7 | 1:09 ص

      لا نستغرب

      ما عاد الشعب البحريني يستغرب من أي شئ.
      وبات يتوقع كل شئ .

    • زائر 6 | 1:04 ص

      المالكية لها اسلوبها الخاص في استرجاع الأرض

      الأرض ستعود ،، بسواعد المخلصين من أبناء القرية ،، ما نطلبه فقط أن تقف الوسط معنا ( كعادتها) و لدينا برنامج عمل وفعاليات قادمة،، وقد عُُرف أن أبناء المالكية لتكاتفهم لهم اسلوبهم الخاص في استرجاع الحقوق ..و هم بجهودهم وبأقلام الوسط، وكل المخلصين من أبناء البحرين ...سترجع الأرض من دون منّة من أحد .. وسنحتفل مع الوسط على الساحل ... بإذن الله تعالى

    • زائر 5 | 12:53 ص

      عادي عادي !!

      على رأي الممثل السعودي الحساوي ,,عادي عادي ,, لقد أدمنا تصديق الأخبار ثم نتفاجأ بكذبها ,, عادي يا أهل المالكيه عادي؟؟؟؟

    • زائر 4 | 12:49 ص

      الإنسان البحريني معروض للبيع والاستبدال وليس الأرض فحسب

      الإنسان البحريني معروض للبيع والاستبدال وليس الأرض فحسب

    • زائر 3 | 12:26 ص

      الله ياديرة العجائب

      انا اقول سيأتي اليوم وسنرى العجب العجاب سنرى السوري او الباكستاني او اليماني او اي مجنس من الجلف سنراهم يقولون لنا اخرجوا من ديرتنا احسن استر اليكم والينا هذا جاي اليوم ابشروا مو ايقول المثل عش رجبا تلقى عجبا الله المعين الواحد القهار اصبروا فأن الله مع الصابرين

    • زائر 2 | 11:06 م

      الجمل بما حمل

      الديرة كلها معروضة للبيع الأرض ومن عليها الجنسية والهوية والطبيعة وكل الثروات وما على هذه الأرض هو معروض للبيع وما يمنعهم من بيع ما تبقى هو مسألة المساومة على السعر وأحيانا خوف من بعض الإحراجات هنا وهناك وإلا فلا محذور من بيع الأرض وما عليها وسف يأتي ذلك اليوم الذي يسومونا فيه سوم العبيد

    • زائر 1 | 10:43 م

      عجيب تسأل وعندك الجواب ؟؟؟؟؟؟؟؟

      السؤال تكرر في أوقات مختلفة وأماكن مختلفة والكل يعرف الجواب ولمن يوجه السؤال ولكن لا مجيب الا بمزيد من الغموض والجهات الفاعلة فهل يأتي اليوم الذي نسمي الأشياء بأسمائها ونشير بالبنان اليهم هم ؟؟ اين ما وعدت به القرى والوفود الشعبية ؟؟؟بل مزيد من الاستحواذ ,,,,,,,,,,

اقرأ ايضاً