قال رجل الأعمال والخبير في تجارة التجزئة والمواد الغذائية خالد الأمين في برنامج الوسط الاقتصادي الذي يبث اليوم على موقع الوسط أون لاين: «إن شح السيولة دفع الشركات والتجار إلى المزيد من التخفيضات بهدف الاستمرارية وليس الربحية».
وأضاف «أن السلة الغذائية في البحرين من أكثر الأسعار تنافسية في دول الخليج والعالم».
هل لك أن تعطينا صورة عن التخفيضات التجارية في البحرين في الوقت الحالي؟
- عمليات التخفيضات ليست على مستوى البحرين أو على مستوى الخليج، اليوم على مستوى أوروبا وعلى مستوى العالم كله، الأزمة الاقتصادية ألقت بظلالها على العالم، أثرت على السيولة لدى المواطنين، سواء في البحرين أو في أي دولة أخرى في العالم.
شح السيولة والدخول المالية عند الطبقة الوسطى فرض بسبب الأوضاع العالمية، مما دفع المصنعين والمنتجين والتجار إلى التخفيضات، للوصول إلى الزبائن، التخفيضات جارية على قدم وساق في جميع أنحاء العالم وخصوصا في الكماليات كالملابس وإلى جانب المواد الغذائية.
كان في السابق، يتم التخفيض على معروضات بهدف التخلص من المخزون، أما اليوم هل التخفيضات بسبب السيولة؟
- اليوم مثل ما تقول التكتيك أو العملية التسويقية التي تتم من قبل التجار أو من المصانع أو حتى من الوسطاء بين المصانع وتجار التجزئة، تغيرت وفق التطورات الاقتصادية في العالم.
العملية التسويقية متغيرة، إذ يتم بيع البضاعة بأسعار ارخص من السعر السابق، وذلك لعدم وجود السيولة الكافية عند المواطنين.
حتى التاجر يستطيع إنفاق بضاعته عليه أن يضحي بجزء من أرباحه، ويبيع البضاعة بسعر أرخص، لتكون في متناول يد الجميع، ومن ثم المصانع تبتدئ تشتغل مرة ثانية، تشتغل وتبيع في نقطة واحدة وهي نقطة التضحية بجزء من الأرباح من قبل المصانع والتجار.
حالياً التخفيضات هل هي مرتفعة؟
- نعم التخفيضات مرتفعة، على مر السنين لم أرَ تخفيضات تصل إلى 70، 75 و80 في المئة، طبعاً مرتفعة.
نحن في البحرين ما نقول تجاوزنا الأزمة، ولا نقول نحن في منأى عن الأزمة، لكن السيولة شحت، وعلى أساس يبيع التاجر كميات كبيرة عليه عمل تخفيضات، ويقلل من أرباحه، وإلا سينطبق عليه المثل: «يأكل عليه الدهر ويشرب»، وسيظل محله لان الجميع كلهم قاعدين يعملون تخفيضات.
لكن الانخفاض إلى هذا المستوى يمكن أن يخلق مشكلة أخرى، وهي يمكن أن يؤدي إلى خسائر في المنتجين، لان البيع بسعر التراب يمكن يؤدي إلى خسائر؟
- صح، لكن لا يوجد شركة أو تاجر إلا يضع له احتياطياً للمخاطر وحماية، يضعون ميزانيات... اليوم يستعملون من هذه الميزانية، فهذه الميزانية في خلال فترة سنوات الأزمة المالية والكساد سيستعملونها، ولما ترجع الأمور تتحسن سيردون إلى جمعها، يعني مثل ما تقول هذا الملجأ الأخير لهم على أساس يستطيعون مواصلة الإنتاج ويستمر الموظفون في العمل، فالعمل ليس كله ربحية، العمل الأهم فيه الاستمرارية والمبدأ، متى ما وجد، متى ما نجح العمل.
يعني حاليا التركيز على الاستمرارية وليس الربح؟
- بالضبط، نحن اليوم في عالم لا يرحم، نحن في ظل أزمة عالمية، وكل يوم تتفاقم الأمور، ليس لدينا فقط في الخليج، تتفاقم في أوروبا وفي أميركا، والأزمة العالمية للآن لم تنتهِ. يعني الاستمرارية مطلوبة إلى حين تتضح الصورة بوضوح كامل.
متى تتوقعون وضوح الصورة؟
- أنا شخصيا برأيي المتواضع، أتوقع الصراحة مع فترة سنة إلى سنتين.
يعني في العام 2013؟
- تقريبا إذا لم يكن قبل، لان لازم البنوك والمؤسسات المالية ترجع تبني العلاقة التي ضاعت بينها وبين أصحاب المال، الثقة ضاعت ويجب أن ترجع وتبني هذه العلاقة.
كيف ترجع هذه العلاقة، بإيجاد حلول مالية أفضل بالالتزام بالمنتج المصرفي، اليوم البنوك التي عندنا وبعض بنوك العالم تعمل في بناء العقارات وتطوير المستشفيات، كل هذه الأعمال ليست منتجات مصرفية.
تقصد أن البنوك دخلت في اختصاص غير اختصاصها؟
- اختصاص غير اختصاصها، والذي قاعد يصير عندنا في البحرين، بنوك تعمل مطاعم، بنوك تنشئ بنايات، بنوك تأجر بنايات، أصبحت شركات عقارية وليست شركات مالية، فالالتزام بالقوانين والقواعد المالية للبنوك وللمصارف العالمية هذا راح يرجع الثقة بين المستهلك المالي وبين أصحاب المال الذين يسيطرون على السيولة في العالم وبين البنوك، نعم سترجع آجلا أم عاجلا، ولكن ستأخذ لها وقتاً لان الأزمة التي حدثت ليست صغيرة إنها أزمة طوقت العالم.
هناك بعض الاقتصاديين يرون أن بالأمس في 2007 و2008 كنا نعاني من ارتفاع الأسعار، من مشكلة ارتفاع الأسعار، أما اليوم فإننا نعاني من مشكلة انخفاض الأسعار وهذا يتعلق بالنسبة إلى المنتجين؟
- مع احترامي حق المحللين الاقتصاديين ووجهات نظرهم، ارتفاع الأسعار شيء طبيعي في زمن تكون فيه السيولة متوافرة بشكل غير طبيعي، وفي زمن النجاحات في عالم المال والأعمال بلا حدود، وفي زمن ان الشركات التي تفتح على طول تحقق أرباح.
ولكن بعد شح، والانخفاضات في الأسعار، معناه أن هناك مشكلة مالية لدى المواطنين والموظفين وتقلصت رواتبهم والمزايا التي يحصلون عليها.
اليونان رفعوا من سن التقاعد من 60 إلى 65، وبدال ما يستلمون 14 شيك يستلمون اليوم 12 شيك، فهذا ضروري يحدث في العالم، وهذا متوقع وأي قارئ للاقتصاد العالمي والنكسات التي صارت في السابق، يعرف ذلك، التاريخ يعيد نفسه، وعلينا أن نرتب أمورنا ونعمل خطط على أساس ننجح كدولة اقتصادية وكشركات موجودة في هذه الدولة الاقتصادية، وعلينا التركيز على الصناعة وعلى التصدير.
ننتقل إلى نقطة أخرى، كيف ستكون أسعار المواد الغذائية في رمضان؟
- المواد متوافرة كل عام، والأسعار في متناول الجميع، اليوم يقولون إن 10 كيلو الطحين في السعودية بدينار، طيب يا جماعة في البحرين 10 كيلو بدينار، بنفس العملة ما هي إلا تغير في الأوزان، وبعدين إنت تطرح وتجمع هذي عملية تسويقية، المواد متوافرة بأسعار جدا مرضية، عندنا الجسر بيننا وبين السعودية حق المواد الطازجة والألبان وعندنا اكتفاء منهم... السنة الماضية حدث أن العصائر قلت، والسنة ما اعتقد يتكرر ذلك.
كما أن التجار لديهم مخزون لمدة 6 شهور، فليس هناك أي مشكلة، والجسر مع السعودية يوفر لنا كل شيء، فمسألة وفرة المواد ما اعتقد أن هناك مشكلة، نحن كتجار أغذية نجتمع مع وزير التجار نجتمع مع رئيس غرفة تجارة الصناعة البحرين نتعاون مع جميع الجهات الحكومية والعامة بأن كل شيء متوافر، الأسعار تنافسية فهناك 5 آلاف سوبر ماركت، والأسعار الموجودة في البلد في متناول الجميع، هل هناك بلد يوجد فيه سعر كيلو اللحم بدينار غير البحرين؟ تعتبر السلة الغذائية في البحرين من أكثر الأسعار تنافسية في دول الخليج والعالم.
العدد 2879 - السبت 24 يوليو 2010م الموافق 11 شعبان 1431هـ