العدد 2875 - الثلثاء 20 يوليو 2010م الموافق 07 شعبان 1431هـ

الداعية العواجي يُكذِّب «ديرشبيغل»

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

قاسم حسين

كان مفاجئاً ما نشرته وكالة أخبار المجتمع السعودي من تصريحات نسبتها للداعية السعودي محسن العواجي، ترج 

الخبر أذاعته الوكالة الساعة السادسة من مساء الأحد، وكانت أغلب الردود عليه تعارض الكلام المنسوب للعواجي بشأن تأييد ضرب «إسرائيل» لإيران. وتباينت التعليقات صباح اليوم التالي بين مؤيد ومعارض، ما يكشف عن وجود أرضيةٍ مهيأةٍ لدى قطاعٍ من الرأي العام لقبول بل وتأييد مثل هذا العدوان الذي سيقذف بالمنطقة في أتون حربٍ رابعةٍ مدمّرة، لن تنجو منها أيّ من دولنا على الإطلاق.

قبل فترةٍ نسب الفرنسيون كلاماً مشابهاً لأحد القادة الخليجيين تم نفيه بقوة. ونشر الأميركان كلاماً آخر لسفير خليجي في واشنطن، تداركته خارجية بلاده بالقول إنها تصريحاتٌ أسيء فهمها ولا تعكس الموقف الرسمي ما يعكس أن الأرضية أصبحت مهيّأةً لسماع مثل هذه التصريحات. ومن هنا فإن قلةً قليلةً من المعلّقين شكّكوا في نسبة الكلام للعواجي، الذي نشر بياناً على موقعه ظهر الإثنين ينفي فيه الكلام المنسوب إليه. وألحقته الوكالة بالخبر بعدما قامت بتحديثه، مع رابطين لموقعه ولمصدر الخبر، مع إشارة إلى أنها بعثته إلى إدارة «ديرشبيغل» وتنتظر منها الرد على اتهامه لها بالكذب.

رد الشيخ العواجي كان واضحاً، في التبرؤ التام من تحريض عدوّ الأمة التاريخي على ضرب بلد إسلامي جار، معتبراً ذلك هراءً فارغاً «لا ينسجم مع الموقف الشرعي، ولا يسع أيّ مسلمٍ إلا الالتزام به، وهو التفريق بين العدو المغتصب الذي لا موقع له في التأريخ ولا في الجغرافيا... وبين الخلاف مع الإخوة المرتبطين تاريخياً وجغرافياً ولهم حقوق الإسلام والأخوة والجوار، فكيف يليق بعاقلٍ أن يحرّض الصهاينة الواجب جهادهم حتى تحرير كامل التراب الإسلامي على إخوانه في الجمهورية الإسلامية الإيرانية مهما بلغ الخلاف المعلن معهم». وأضاف «مهما بلغت حدة الخلاف مع الإخوة الإيرانيين فإنه محكومٌ بقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)، أما العدو الصهيوني فالموقف منه محددٌ مسبقاً ومحكومٌ بقوله تعالى (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قومٍ مؤمنين). وذكّر بموقفه في أحداث (حرب) تموز مع الإخوة ضد الصهاينة سابحاً عكس التيارين الرسمي والطائفي.

الرجال مواقف، ولا تقاس المواقف الرجولية بطول اللحية وكثرة العبادة، وإنّما بالوعي والبصيرة والحرص على مصير هذه الأمة التي تتناوشها الذئاب. فخلال العقد الأسود الأخير، احتلت أميركا بلدين مسلمين، (أفغانستان والعراق)، ولم تهتم هل أكثريتهما من السنّة أو الشيعة. وشنّت ربيبتها «إسرائيل» حربين مدمرتين أيضاً على لبنان وفلسطين، للقضاء على بؤر المقاومة الشريفة للمشروع الصهيوني، بغضّ النظر عن مذهب «حماس» أو «حزب الله».

المرحلة حسّاسة، فهناك انقسامٌ سياسيٌ حادٌ بالمنطقة، يُراد له أن يُحدِث فرزاً في المواقف على أساس طائفي، وبالتالي إدخالها في نفقٍ مظلمٍ لن تخرج منه أبداً، سينتهي بتتويج «إسرائيل» سيّدة للشرق الأوسط الذليل. والإعلام الغربي غير بريء، و «ديرشبيغل» أثبتت تورّطها في لعبة التضليل في أكثر من موقف وقضية، ما وضع مهنيتها وصدقيتها على المحك.

أخيراً... لعل هذه الواقعة تكون فرصةً لتعريف الجميع بالموقف الإسلامي الجامع لكل الشرفاء والأحرار، ومعرفة العدو من الصديق، وعدم اللهاث وراء سراب المبادرات التي تغري بمزيد من الحروب على بلاد العرب والمسلمين.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2875 - الثلثاء 20 يوليو 2010م الموافق 07 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 3:20 م

      انا موعجبي

      كم من العرب و مصر ليس لهم سفارات في اسرائيل وايران واقفه مع المقاومات سوريه , لبنان و فلسطين المحتلة و زيادة على هاشي اخر جمعة من شهر رمضان اليوم العالمي لفلسطين يضحكنيييييييييي

    • زائر 14 | 10:30 ص

      عجبي

      البعض يضحكني . وقوف ايران في قضايانا العربية . كم حرب خاضتها مصر و العرب لأجل فلسطين . و كم مرة ايران دخلت في حرب مع اسرائيل .عجبي

    • زائر 13 | 9:35 ص

      خخخخخ

      خاطري أسمع رأي جنوساني في الموضوع ..

    • زائر 12 | 9:01 ص

      اللهم احفظ ديار المسلمين

      من منا يتمنا من هذه الذويلة اللقيطة ان تضرب اي دولة اسلامية فهو منافق وليس مسلم تأكدوا جيدا اخواني ان الحرب اذا وقعت هذه المرة في المنطقة ستوقع خراب لامثيل له وستيتم الأطفال وترمل النساء فعلينا جميعا التكاتف ورص الصفوف سنة وشيعة العدو يستهدفنا جميعا يستهدف مقدساتنا كلنا عنده لانساوي قلامة ضافر هذا ما صرح به احد اكابر الصهاينه بأن المسلمين ما هم الآ بعوض فعلينا قتلهم جميعا وبون استثناء

    • زائر 11 | 8:36 ص

      ايران محروسة بعين الله

      المتداخل رقم5 هل هو مسلم عسى ان لايخيب ظني به واتمنه له الهداية من الله وان يرفع عنه غشواة الكراهية لجميع المسلمين بدون استثناء ولجميع الدول الأسلاميةايضابدون استثناء ازح عن قلبك هذه النقطة السوداء نقطة البغض وعلم ياأخي بأنها وسواس شيطانية الأسلام اخي العزيز دين المحبة الأعتصام بحبل الله مطلوب منا جميعا مرة اخرى لانقارن بين الصهاينة الحاقدين علينا وبين من يضحي من اجل نصرة الأسلام والمسلمين لك التحية مرة اخرى

    • زائر 10 | 7:30 ص

      اتركوا عنكم الحقد

      المتداخل رقم 5 الله ايشافي قلبه من الحقد الأعمى اخي العزيز طهر قلبك من الحقد والكراهية عندها ستعرف عدوك من صديقك لماذا يا أخي تحقد على ايران لوقوفها الى جانب قضاينا القوميه حتى انها دفعت هذه الفاتوره الباهضة في حرب 8 سنوات خضناها نيابة عن اسرئيل وامريكا لأنها انزلت العلم الأسرائيلى وطردت السفير واحلت بدل منه العلم الفلسطيني واقامة سفارة فلسطينية والله حرام عليك هذا اذا كنت مسلم حقا

    • زائر 9 | 6:17 ص

      ليس بغريب

      ليس من المستحيل ان يصدر مثل هذا من العواجي لان تاريخ شيوخ بلاده من المفتين وغيرهم ترى بوجوب ضرب ايران وعدم الدعاء لحزب الله وحرمة الوقوف بوجه اسرائيل وغيرها ، وليس من الصعب ان ينفي هو ما قاله
      انا اصدق كل ما يقال عنهم لاني اعرف ببواطنهم الذي ينكشف كل مره على فلتات لسانهم وليس اخرهم العريفي

    • زائر 8 | 4:35 ص

      اللهم احفظ الاسلام

      الجمهوريه الايرانيه مسدده من الله ومحفوظه بالله ومن الله ومن يحرض على الحرب فهو مريض بحقد الطائفيه وتابع للشيطان وعليه ان يعالج نفسه وينصح نفسه قبل ان يعالج امراض الناس بمواعظه وينصح الناس
      الهم احفظ بلاد المسلمين من اعداء الدين والانسانيه واكسر شوكت اعداء الاسلام وفلل جمعهم واركسهم الى الجحيم

    • زائر 6 | 4:00 ص

      1-1=1

      جاء في إحدى خطب أمير المؤمنين علي عليه السلام "ما اختلفت دعوتان إلا كانت إحداهما ضلالة" الخلاصة ابحث عن الكاذب

    • زائر 5 | 3:35 ص

      اللهم أهلك الظالمين بالظالمين

      اللهم أهلك الظالمين بالظالمين المجوس و الصهاينه وجهان لعمله واحد عليهم من الله ما يستحقون.

    • زائر 4 | 3:03 ص

      مشكلة العرب ؟

      المشكلة أن العرب تعيش فترة الضياع التام.
      --
      أي "هم" ليس فقط ضائعيين وأنما هم يؤمنون أنهم على الطريق الصحيح.
      --
      فهم يحتاجون سنين عديدة ليدركوا أنهم ضائعين فعلا .. حتى يبدأ تصحيح وضعهم.
      --
      متى يدرك الشعب العربي أن هذه الفترة التي يعيشها هي فترة تكريس الفساد والظلم والنهب والسلب، تكريسها دينيا وأحيانا ثقافيا.
      --
      متى يدرك أن المواطن العربي هو شخص مستعبد، مركع، مسحوق، مسخرة، مريض، مهزوز الشخصية ويعاني من أمراض نفسية خطيرة.
      --

    • zainab alderazi | 1:02 ص

      المأزق الإخلاقي

      نحن اليوم في مأزق اخلاقي اكثر منه وطني ، فالجميع كان يقول أنه بعد العراق سيكون دور ايران ، وللأسف العرب لايتعلمون فاهم أكثر عدوانية تجاه ايرانتشوية و امراض و فقر ، إلا ان من الصهيونية ، يدعون لتدميرها كل يوم من خلال قنواتهم وكأن الحرب عليها لاتعني تدمير المنطقة . كفانا فقر و تدمير الذي يرعاه جهلنا أكثر من عدونا.أن سيطرة اسرائيل اصبحتت تامه على المنطقة و مايقلقها تقاسمها مع آخر يملك سلاح نووي ، وهذا الآخر غير مقبول لإنه عدو يصعب تغيره لذا من الأفضل تدميره

    • زائر 3 | 1:01 ص

      ما ادري ليش امس المشرف تجاهل تعليقي!

      كتبت فيه .. بأختصار ان الدكتور العواجي مو معقوله يطلع منه هالكلام .

    • زائر 2 | 12:55 ص

      لا بل هي صوت للضمير!!

      يا أخي ليس ما نسمعه أو نراه من آراء نشاز إلاّ صوتاً لضمير قائلها,, وصدق من قال (ما أخفى إمرؤ شيئاً إلا ظهر في فلتات لسانه) وأخشى أن تكون تلك الأقوال بالونات إختبار ,أو بذرة تنمو ,,بعد أن تجد من يسقيها

    • زائر 1 | 12:41 ص

      انا شخصيا لم اضدق

      فالشيخ سبق له وان شارك في قنلة الكوثر في عدة برامج واعتقد ان هناك من يريد ان ينتقم منه ويسئ الى شخصة نكاية بتعامله مع قناة الكوثر الايرانية

اقرأ ايضاً