العدد 2874 - الإثنين 19 يوليو 2010م الموافق 06 شعبان 1431هـ

العمليات الجراحية... وموسم التخفيضات!

علياء علي alya.ali [at] alwasatnews.com

لم تعد مواسم التخفيضات مقصورة على الملابس والمواد الغذائية والمنزلية والأثاث والسيارات، بل تعدتها لتشمل العمليات الجراحية!

وتأتي الإعلانات ونصوص الترويج عنها في عبارات مستفزة من بعض المستشفيات الخاصة، حتى يكاد القارئ يظن أن العملية الجراحية نُزهة داخل حديقة غناء أو حلم جميل بحيث ينام المريض ويصحو بعد ساعات فإذا هو أنحف وأجمل وأصح وأكثر شبابا وغيرها من سمات العافية!

وتُصور بعض الإعلانات للقارئ - ضمنيا - أن العمليات الجراحية فيها تكاد لا تكون مؤلمة، ولكن يبقى السؤال: أيُ عملية تخلو من الألم بل الآلام، حتى لو كانت من أصغر العمليات؟ كما توحي الإعلانات للقارئ أيضا بأن نسب النجاح مضمونة 100 في المئة وأن لا آثار جانبية، واستدراج المرضى إلى نتائج غير واقعية البتة، وكأن أدوات العمليات الجراحية ليست مشارط ومباضع وأجهزة ومناظير بل عصا سحرية على غرار أفلام الكرتون.

هذا الوهم الذي تنسجه هذه المستشفيات يجُر الويلات على المرضى، كما يجرها على وزارة الصحة التي تستقبل المرضى الذين يدخلون في مضاعفات من جراء هذه التجارة المربحة، وربما يُشارف مريض على الهلاك بعد عملية جراحية غير مدروسة في مستشفى خاص حتى إذا وجد الجراح الخاص بأن المريض في تدهور سارع إلى نقله إلى مجمع السلمانية الطبي حتى يتخلص من مسئولية علاج المضاعفات التي دخل فيها المريض، وإذا قُدر أن يتوفى المريض يحصل المستشفى الخاص على مكسب آخر وهو أن الوفاة تُسجل في مجمع السلمانية وليس فيه.

من حق أي مستشفى خاص أن يُعلن عن خدماته وما يُقدمه من إجراءات علاجية وما يحتوي عليه من طواقم عمل متخصصة وكفاءات، لكن من المُعيب حقا أن يكون الترويج عن عملية جراحية كما الترويج عن قطعة أثاث أنيقة، وذلك يُنافي نُبل وإنسانية وسُمو مهنة الطب.

الموضوع بحاجة الى وقفة مهنية وأخلاقية تعيد الأمور الى نصابها الصحيح لتردع كل من يتخذ من مهنة الطب وشكل الإنسان وهيئته وسيلة تجارية لتحقيق أرباح بدلا من واجب الطب الحقيقي وهو إنقاذ الأرواح.

إقرأ أيضا لـ "علياء علي"

العدد 2874 - الإثنين 19 يوليو 2010م الموافق 06 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 1:34 م

      شنو قالوا خاصة

      وين الوزارة عن ها المستشفيات؟
      لو يعطونهم تراخيص ويخلون القرعة ترعى ؟
      في مستشفى يسوي جراحة لمرضى كبار في السن وصحتهم ما تتحمل يدخلون في عملية أصلا..
      وعلى كل الحالات اللي تتحول من ها المستشفيات إلى الطوارئ في حالة سيئة
      ليش الوزارة ما تفتح عينها شوي
      ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    • زائر 2 | 1:58 ص

      لو الحريم يفهمون شوية

      لوحريمنا الله يهديهم يفهمون شوية ان الجمال جمال الروح مو الجسد جان إحنا بخير، وهذا ما يعفي الرجال من المسؤلية

    • زائر 1 | 1:15 ص

      من أمن العقاب أساء الرخصة

      أستادة علياء وما خفي أعظم ...
      المشكلة أن هذا هو سلك التطبيب في البحرين وفي ظل غياب القوانين والانظمة .... إذا غاب القط إلعب يا .......

اقرأ ايضاً