العدد 2393 - الأربعاء 25 مارس 2009م الموافق 28 ربيع الاول 1430هـ

رسائل من مناضلة وطبيب

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

قليل نلتقي بمناضلات فلسطين الباسلات داخل البحرين وقليل ممن التقيتهن كن بتواضع عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقة التي زارت مكاتب «الوسط» أمس وحلت ضيفة على «الوسط أون لاين».

عندما التقيتها وجدت أسارير وجه حمل هم وطن وشعب، وجه عكس قضية أزلية مازالت عالقة من دون حل بسبب الصمت العربي والتخاذل الدولي الطويل الأمد إزاء شعب يطالب بحق تقرير مصيره في أرضه المغتصبة.

علامات الزمن وقسوته خطت وجه هذه المناضلة التي قالت « أنتم في البحرين تعيشون في نعيم وحذار من الفرقة(...) أما نحن في غزة فالوضع مترنح لا استقرار ولا أمن والآن هناك من يسعى إلى تشتيت وتفريق الصف الفلسطيني يوما بعد يوم وهو ما بدا يرمي بظلاله حتى على باقي دول المنطقة التي تدخل في الوقت الراهن في تناحران ومواجهات أما على هيئة طائفية بغضية أو عرقية إلى غيره من الممارسات».

أبو دقة قالت إن ذلك «يختلف تبعا لخصوصية وظروف كل بلد في المنطقة، غير أن القاسم المشترك الذي يجمع الجميع هو الفرقة لا الوحدة الوطنية، فحال النفوس تغير كما هو حال المراحل التي كانت تدعو إلى لم الصف بكل تلا وينه دون فرق، فالوطن هو ما يجمع لا غير ذلك وما يحصل للفلسطينيين من تعثر واغتيالات ما هي إلا رسائل لتعقيد الوضع الفلسطيني وفرقته أكثر مما هو عليه الآن».

مدير مستشفى العودة يوسف موسى كرر ذات الشيء بالقول إن الانقسام وصل لحد كادر الأطباء فما يأتي من رام الله مختلف عما يأتي من غزة فهناك وزيران لجهتين مختلفتين، واحدة تصر على تنفيذ الأوامر لأنها مسئولة عن دفع الرواتب وأخرى لا إلى غيره من الممارسات التي بدأت تأتي حتى على حساب المريض الفلسطيني.

كل كلام موسى وأبو دقة مؤثر ودقيق ولا يعكس حال فلسطينية فقط بقدر ما هو حال عربية متنامية للأسف وعدم الالتفات إليها قد يؤدي إلى مزيد من التعثرات والانقسامات الداخلية على قضايا من المفترض أنها تجمع لا تفرق. إن الوضع في المنطقة قد يؤدي إلى نشوب صراعات جديدة بين فئة وأخرى وأيضا في ظل استمرار المسك بزمام مصالح ومكتسبات لا تلزم بفتح أفق وفضاء الحرية لتطوير العملية السياسية والاجتماعية داخل أي بلد عربي الذي أصبحت تحكمه مجموعة من الأعراف المتخلفة والقامعة في آن واحد.

فلسطين والعراق ولبنان وغيرها من دول الشرق الأوسط جميعها تقف عند مفترق الطريق الذي يقسم الشعوب إلى مجموعات تقاتل بعضها البعض، قد تختلف الأمور من بلد لآخر لكننا بكل تأكيد نستشعر بعضا من آثارها على ساحتنا الداخلية التي أصبحت لقمة سائغة لمن يريد أن يزعزع نسيج أهل البحرين الأصلي بأطيافه المعروفة منذ القدم وحتى اليوم.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2393 - الأربعاء 25 مارس 2009م الموافق 28 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً