يطلّ لبنان والمنطقة العربية والإسلامية على مرحلة هي الأخطر والأصعب، في غياب الشخصية الإسلامية الكبيرة المتمثلة بسماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (رضوان الله عليه)، الذي ملأ المراحل السابقة علماً وعطاءً وجهاداً، وكرّس منهجاً سياسياً عنوانه قضايا الأمة، وعدم السماح لأي تكتيك من شأنه التأثير على الاستراتيجية فيما هي القضايا الكبرى، وهذا هو المنهج الذي علينا أن نستهدي به، والخط الذي نسير عليه، في ملامستنا لهذه القضايا وللمراحل القادمة.
إن ما يجري على مستوى العالم تبرز ملامحه أكثر من خلال صفقة دولية كبرى، تتحرك فيها الدول الكبرى لضمان سيطرتها على مواقع المستضعفين في العالم، ومنع نشوء قوى ودول مناهضة، ومن هنا يبرز الحرص الأميركي والأوروبي والروسي على منع الجمهورية الإسلامية في إيران من النهوض علمياً، والسعي المتواصل لهذا المحور لمنع قيام حالة سياسية مستقلة في العالم تتمثل بعدد من الدول المناهضة؛ ومن هنا بدأ هذا المحور الدولي بإحكام حلقة المؤامرة والحصار السياسي، وحتى الاقتصادي، على الجمهورية الإسلامية في إيران، للتهويل والضغط عليها، وربما لتهيئة الظروف لمحاولة استهدافها أمنياً...
إننا نشعر بكثير من الخطورة حيال تصريح الرئيس الروسي، الذي أعلن فيه أن «إيران تقترب من الحصول على وسائل إنتاج سلاح نووي»، لأن هذا الكلام يمثل تناغماً مع الكلام الأميركي والصهيوني والأوروبي الذي يحاول أن يسلّط الضوء على البرنامج النووي الإيراني السلمي، فيما يتوارى الحديث عن مئات القنابل النووية التي يملكها العدو الصهيوني، وعما يزيد على سبعة آلاف رأس نووي تملكها كل من روسيا والولايات المتحدة الأميركية، وهو «رقم جنوني» على حد تعبير الرئيس الكوبي السابق، فيدل كاسترو، الذي قال إن «الحرب القادمة في الشرق الأوسط لن تكون إلا نووية».
وفي موازاة هذا التهديد الاستكباري الدولي نلاحظ أن هذه الدول أطلقت يد العدو لكي يواصل زحفه الاستيطاني داخل فلسطين المحتلة، وفي القدس بالذات، التي تتعرض لعمليات هدم جديدة، فيما يواصل العدو حصاره لقطاع غزة، ويمنع سفن المساعدات الخيرية من الوصول إليها، ويشن الغارات على القطاع فيقتل المزيد من الأبرياء والمدنيين، وخصوصاً النساء، من دون أن يحرّك العالم المستكبر ساكناً...
إن هذا يؤشّر إلى أن حلقة المؤامرة بدأت تتسع، وأن العالم المستكبر بصدد إطلاق يد العدو أكثر لكي يوسّع من دائرة عدوانه، ليتجاوز الأراضي الفلسطينية المحتلة، لتصل المسألة إلى لبنان الذي يتحدث مسؤولو العدو عن أن الأوضاع فيه «آيلة للتدهور ابتداءً من أيلول (سبتمبر) المقبل».
إننا نحذر من مؤامرة كبيرة وخطيرة تستهدف وحدة المسلمين وخصوصاً في لبنان، من خلال خطة دولية كبرى، رُسمت معالمها أمريكياً وصهيونياً، حيث يُراد للعناوين القضائية الدولية التي بدأت بالسودان، وانتقلت إلى لبنان، أن تفعل فعلها في البناء اللبناني الداخلي، وفي الواقع الإسلامي بخاصة...
إننا نريد للجميع في لبنان أن ينتبهوا إلى خطورة المؤامرة القادمة التي تمّ التحضير لها داخل كيان العدو، وفي الدوائر الاستكبارية العالمية، في سياق خطة متكاملة لإسقاط الهيكل على رؤوس الجميع، ولإشعال نار الفتنة التي نحذّر من أنها لن تصيب الذين ظلموا خاصة... وعلى الدولة بكل مسؤوليها، وجميع الفاعليات ومن يملكون عناصر التأثير من هنا وهناك، أن يكونوا على قدر المسؤولية، وأن يستعدوا لإسقاط حلقة المؤامرة القادمة، والتي يعرف الجميع أنها انطلقت من مواقع معادية، وأنها تهدف في نهاية المطاف للدخول في صفقة مساومة كبرى على حساب أمن البلد، ولحساب أمن العدو، ولا مشكلة عند المعدّين والمخططين والمنفّذين من إدخال دول إقليمية في هذه الصفقة التي يراد لها تغيير الأوضاع على مستوى المنطقة كلها.
وإننا ندعو الجميع إلى حماية المقاومة، والانتباه إلى ما يُحاك جنوباً، وإلى ما يتطلع إليه العدو من تعقيد علاقة «اليونيفيل» بأهل الجنوب، والدخول في معمعة أمنية أو سياسية معقدة، كما ندعوهم لحماية أمن الناس وسلامهم الداخلي الذي يُراد له أن يكون عرضة للهزّات التي تأكل الأخضر واليابس، في صيف لبنان الحار وخريفه الدافئ.
إقرأ أيضا لـ "علي محمد حسين فضل الله"العدد 2871 - الجمعة 16 يوليو 2010م الموافق 03 شعبان 1431هـ
فضل الله في القلوب
على الرغم من أنني من مقلدي السيد علي الخامنئي لكن فقدان عالم وفقيه بوزن السيدمحمد حسين فضل الله قدس سره الشريف خسارة كبيرة لأتباع أهل البيت عليهم السلام ولكن انشاء الله يكون هذا السيد الجليل خير خلف لخير سلف
معكم معكم ياعلماء
السيد فضل الله الانسان العلم المثقف الواعي المنفتح سيبقى لنا في نفوسنا نورا ولن يغيب " رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه منعم من قضيى نحله ومنهم من ينتظر" فالى الامام قدما ياشبل الاسد ونحن معكم.
سيبقى اسم السيد علما خفاقا
مرحبا بك ايها الشبل ولا حرمنا الله من ضوء ابيك
هذا الشبل من ذاك الاسد..
اسال الله ان يقصم بكم شوكة اعداءه وان يوحد بكم كلمة الحق فى سبيل هداية الامه ونصرها انه يميع مجيب الدعاء..كما يسرنى ان ارفع الى مقامكم الطاهر اسمى آيات التهانى والتبريكات بمناسبة مواليد ابطال كربلاء (ع)ودمتم خير خلف لخير سلف. ابو غدير البحرانى.