كمتابع للعبة كرة اليد، لم أكن أتصور أن منتخبنا الوطني للناشئين سيكون قادرا على مجرد الوصول للدور نصف النهائي لبطولة آسيا التي اختتمت بالأمس في العاصمة الإماراتية (أبوظبي)، لأسباب عدة، أهمها أن المنتخب لم يحظ بالاهتمام الحكومي المناسب فيما يخص الإعداد للمشاركة في البطولة، فالكل يعرف أن المؤسسة العامة للشباب والرياضة رفضت معسكر القاهرة لأسباب مادية.

وأهم الأسباب غير المشجعة بنتيجة إيجابية للمنتخب الوطني في البطولة أن الإعداد بدأ في وقت متأخر جدا، ولما بدأ الإعداد أصطدم بواقع مشاركة اللاعبين في دوري الناشئين وفئة الشباب والبعض يشارك على مستوى الفريق الأول، وبعد أن انتهت هذه الدوريات دخل اللاعبين في أجواء الامتحانات النهائية في المدارس أو الجامعات، ولحسن الحظ أن المنتخب القطري يستعد للبطولة ذاتها وهو ليس في مجموعة منتخبنا، فلولا ذلك لذهب المنتخب إلى أبوظبي بمباراتين وديتين فقط ضد كوريا الجنوبية.

كرة اليد في البلد أثبتت بأنها مصدر الإنجازات وبأيادي وطنية خاصة، فبعد أن تأهل المنتخب الأول إلى نهائيات كأس العالم في السويد العام المقبل ولا أحتاج للتذكير بكيفية الإعداد والظروف التي عانى منها المنتخب قبل خوض تلك التصفيات، جاء منتخب الناشئين بالأمس وأكد فعل بأن اللعبة قادرة على الإنجاز والتألق على رغم الصعوبات وقلة الإمكانات بالتأهل لنهائيات كأس العالم بالأرجنتين لأول مرة في تاريخ اللعبة على مستوى الناشئين.

الخلاصة، وللتذكير، وللتأكيد، والتنويه، أن اللعبة لا تحظى بالاهتمام المطلوب، فهي تأكد في كل مرة بأنها لعبة الإنجازات وتعزز المقولة المعروفة (ألعاب الصالات ألعاب الإنجازات)، لابد من المزيد من الاهتمام في المستقبل لهذه اللعبة ولبقية الألعاب الجماعية في الصالات حتى يتعزز رصيد الرياضة البحرينية أما الركض وراء لعبة واحدة والاستعانة بالـ (...) لن يحقق لرياضتنا شيء.

آخر السطور

أبارك لكل لاعبي منتخبنا الوطني للناشئين، وأشيد بهم على المجهود الكبير الذي قدموه خلال البطولة على رغم ضعف الإعداد والإمكانات، وخصوصا بالإشادة المدرب الوطني القدير عادل السباع الذي أثبت نفسه وأكد أنه محل ثقة من طالب به ضمن الأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية وما حققه مع المنتخب انتصار للمدرب الوطني البحريني ذو الكفاءة العالية على المستوى الإقليمي والقاري.