أعلنت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة عن إطلاق النسخة الثانية من مهرجان تاء الشباب الذي تحتضنه الوزارة بشعار «تعبير، تكوين، تغيير» وهي التاءات الثلاث التي تعبر عن كل نسخة من المهرجان الصيفي المتقدم به مجموعة كبيرة من الشباب البحريني.
وقالت وزيرة الثقافة في مؤتمر صحافي عقد في متحف البحرين الوطني ظهر الأحد 11 يوليو/ تموز 2010 إن المهرجان في نسخته الثانية «يعد تحدياً جديداً يخوضه الشباب البحريني الذي شارك طوال الفترة الماضية في العديد من الفعاليات الثقافية والإعلامية التي نظمتها الوزارة بخطى واثقة وإثبات آخر على قدرة الشباب على تقديم الفريد والمميز في مجال الفكر والثقافة والإبداع وتهيئة صف ثانٍ جديد من المثقفين والمبدعين».
و يشمل المهرجان الذي ينطلق في الخامس عشر من يوليو ويستمر حتى الثامن من شهر أغسطس/ آب المقبل العديد من المبادرات التي طرحها شباب في مجال العمل الثقافي والفني والمعماري من ورش وفعاليات وأمسيات شعرية وجلسات نقاشية حول العديد من القضايا الثقافية التي تلامس هموم الشباب بحضور عدد من المثقفين أبرزهم الكاتب خليل صويلح من سوريا و الكاتبة هويدا حافظ وغادة عبد العال من مصر والكاتب اليمني علي المقري والإعلامي المصري محمود سعد والمعماري الأردني العالمي راسم بدران.
وقالت وزيرة الثقافة إن المهرجان يجسد صورة ربط بين الجيل القديم والجيل الجديد للانفتاح على ثقافة الآخر والتفاعل مع النتاج الثقافي في مجال الكتابة والفن والموسيقى وغيرها، مما يبشر بجيل قادر على الانطلاق نحو آفاق العالمية، وصنع صف ثقافي قادر على النهوض بمشاريع ثقافية مستقبلية تضع البحرين على موقعها في خارطة الثقافة العربية والعالمية. وأوضحت الوزيرة أنّ الشباب في نسخة المهرجان الثانية يحتفون بالراحل وكيل الوزارة السابق محمد البنكي الذي أسس لهذا المشروع الشبابي واضعاً نصب عينه إمكانيات وقدرات هذا الجيل، وهو ما أثبته الشباب على أرض الواقع، وأشارت إلى أن الاحتفاء هذه المرة سيكون بفكر وكتابات الراحل واشتغالاته على العديد من الأصعدة سواء في الصحافة أو في الدراسات الأكاديمية أو الاشتغال الثقافي الذي حمل الراحل همّه طوال حياته. وأكّدت أن «حفاوة» لهذا العام ستستضيف أسماء كبيرة للحديث عن فكر الراحل، منهم المفكر العربي علي حرب ونخبة من النقاد العرب المهتمين بالفكر التفكيكي أمثال محمد شوقي الزين، عبدالله بريمي وسمير مندي، بالإضافة لتدشين كتاب خاص عن هذه الاشتغالات ساهم في مقالاته ودراساته أسماء لامعة من المثقفين العرب.
من جهتها قالت رئيسة اللجنة المنظمة لمهرجان تاء الشباب رندة فاروق: «تواصل هذا العام فرق تاء الشباب مسيرتها رغم غياب مؤسسها ولكن مع الدعم الكامل من الوزيرة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة ووكيل الوزارة عيسى أمين، وحب وحماس الشباب أمكن تذليل كل العقبات بحيث يكون التاء الثاني على مستوى من التميز والتألق بعد أن حقق خبرة جيدة من العمل في العام الماضي ومواصلة النشاط على مدى العام الماضي مع برامج الوزارة دون توقف بروح الأسرة الواحدة في جو من الألفة والمودة والعمل لأجل البحرين فقط دون النظر لأي اعتبارات أخرى».
وقالت: «جدير بالذكر أن المهرجان من ألفه إلى يائه تم العمل على تنظيمه من خلال الشباب أنفسهم إعلاميا وترويجيا وتنظيميا ومن حيث ابتكار الأفكار وبلورتها، ما يشير إلى أن هناك صفاً ثانياً يسعى إلى إثبات ذاته وحضوره على الساحة مقتحماً الأجواء وبقوة»
ويضم «تاء الشباب» هذا العام مجموعة من المبادرات الجديدة والمبتكرة التي أُضيفت إلى المجموعة الأولى من المبادرات التي تم اعتمادها في مهرجان العام الماضي، كمبادرة «كلنا نقرأ» التي تهدف للتشجيع على القراءة وتنمية ثقافة الحوار والنقاش وذلك عبر استضافة بعض الكتاب والشخصيات الثقافية ضمن حلقات نقاشية حوارية في المجمعات التجارية والأماكن العامة. و مبادرة «درايش» التي تطل بروح جديدة في مهرجان هذا العام عن طريق إطلاق العنان لفكر الشباب المعماري للمزاوجة ما بين الحداثة وأصالة التراث، واختزال المسافة ما بين الاحترافية في التصميم وعامة الناس، من خلال سلسلة من الورش والمناقشات والمعارض الفنية والتصميمية.
بالإضافة لمبادرة «تنصيص» وفيها يهدف الشباب لخلق جو إعلامي متزن عبر العديد من النقاشات بين أسماء إعلامية وبين إعلاميين من الشباب. كما يضم المهرجان مبادرة «تشكيل» التي ستحمل الطابع الفني التعبيري بشكله العام والتشكيلي بشكل أخص كالرسم، التصوير الفوتوغرافي، الخط العربي، المعارض الابتكارية في محاولة لخلق الحراك الحسي من خلال محاكاة المشاعر والانفعالات المختزلة في عالم يجمع بين الهواية و الاحتراف.
كما يضم المهرجان ورشاً عديدة وأمسيات شعرية تثري اللقاءات والفعاليات، ستطل عبر مبادرة «دوزنة بمجموعة جديدة من الترتيبات والدورات للاستثمار في الطاقات الشبابية وبحث العديد من الوجوه الثقافية مع الاختصاصيين في مجالات عديدة. وعلى غرار الاحتفاء بمدينة المحرق عبر فعالية «ولهان يا محرق» في العام الماضي، ستكون العاصمة البحرينية هذه المرة موضع المهرجان، في العمل الفني والمسرحي «هوا المنامة» والذي سيحتفي بالتاريخ التراثي والفني للمنامة، وسيسلط الضوء على التنوع الثقافي والسياسي والديني. فعاليات تاء الشباب بدأت فعلياً قبل نحو شهر بورش تدريبية داخلية حول فن الكتابة الصحافية وفن العمل ضمن المجموعة وفن كتابة السيناريو وكيفية القراءة للأطفال، وذلك بهدف تنمية مهارات أعضاء التاء الذين تجاوز عددهم الأربعمئة شاب وشابة من طلاب جامعات البحرين أو حديثي التخرج، كما تم تنظيم ورش تدريب إذاعية في الإعداد والتقديم على أيدي خبراء في الإذاعة، وقد وقع الاختيار على 16 من أصل 36 تقدموا لاختبار القدرات وسوف يبدؤون بالعمل في الرسالة الإذاعية اليومية التي سوف تغطي نشاطات التاء، علماً بأن هذه الرسالة قد بدأت فعليا منذ نحو شهر عبر أربع حلقات بثت على الهواء مباشرة من الإذاعة الشبابية 98.4 بعنوان (ألف تاء) مساء كل اثنين، وسوف تصبح يومية مع بدء فعاليات التاء، كما أن هناك رسالة تلفزيونية يومية معنية بتغطية نشاطات التاء على مدى شهر. وقدمت رئيسة اللجنة التنظيمية لمهرجان تاء الشباب الشكر للداعمين للمهرجان كشركة ميلاد ومنتزه عذاري على الرعاية الرسمية، وشركة طيران الخليج الناقل الرسمي ولضيوف المهرجان، وكذلك إلى ديار المحرق ومركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث ونادي المراسلين على الرعاية الفضية، وأيضاً إلى مؤسسة جواد وخيامي ومجمع السيف على الرعاية البرونزية.
العدد 2869 - الأربعاء 14 يوليو 2010م الموافق 01 شعبان 1431هـ