لم يكن أشد المتشائمين يتوقع القرعة الصعبة التي وقع فيها منتخبنا الوطني لكرة اليد في مشاركته الأولى ببطولة كأس العالم بالسويد إلى جانب أبطال العالم في النسخ الثلاث الأخيرة «ألمانيا، فرنسا وإسبانيا» إلى جانب أفضل فريقين في القارة الإفريقية «تونس ومصر»، حتى بات الجميع يفكر في نتائج الخسائر الثقيلة المتوقعة للمنتخب في مبارياته الخمس بالمجموعة الأولى.

هنا لا بد لتفكيرنا في الاتحاد والمنتخب، التركيز على المشاركة الإيجابية المشرفة على رغم صعوبتها، وأن لا يدخلنا الشك والريبة قبل دخولنا معترك المنافسة، فتبدأ الأحاديث هنا وهناك من أن المنتخب سيغادر وسيعود بالطريقة ذاتها، وهو ما يجبرنا على عدم الإعداد الجيد لمثل هذه المشاركة، لأنه وفي الأساس، لم يكن أحد، قبل وبعد إجراء هذه القرعة، يتوقع أن يحقق المنتخب وخصوصا في مشاركته الأولى ما عجزت عنه منتخبات شاركت لأكثر من مرة كالكويت وقطر والسعودية وحتى اليابان وكثير من الدول الغربية.

لا بد أن يفكر الاتحاد والمنتخب ولاعبوه، أن الهدف من هذه المشاركة ليس تحقيق البطولة أو حتى التأهل إلى الدور الثاني، هذا كان قبل إجراء القرعة، فكيف لنا أن نغير هدفنا السابق، وهو المشاركة المشرفة واكتساب الخبرة والثقة في مثل هذه المحافل العالمية التي من شأنها مساعدة اللعبة ومنتخباتها في الوصول إلى مستويات راقية، سيما وأن متوسط أعمار غالبية اللاعبين ينتظر منه المشاركة في مرات مقبلة في محافل كهذه، وبالتالي الدخول في صراع يكون هو الأقرب في الفوز أولا بالبطولة القارية التي وصلنا فيها إلى خط النهاية لولا المارد الكوري الجنوبي.

في الجانب الآخر، يجب علينا التذكير على إنهاء المشاكل الشخصية التي يعاني منها الكثير من العناصر المهمة في المنتخب الوطني وخصوصا في الجانب الوظيفي، الذي لم يتحقق منذ الوعود التي وعدوا بها بعد البطولة الخليجية المصاحبة بمسقط العمانية ومن بعدها التصفيات الآسيوية الأخيرة والتي ستؤثر بلا أدنى شك في مستوى اللاعب ذاته، وبالتالي وضع هذا الموضوع أحد أهم البنود والتوصيات التي يجب على مجلس الإدارة أو حتى اللجنة الأولمبية الالتفات إليها قبل الدخول في صلب الإعداد الجدي للبطولة العالمية بالمشاركة في البطولة الودية في اليابان الأيام المقبلة، وخصوصا بعد صدور قانون التفرغ الرياضي الذي سيعين اتحاد اليد في المرحلة المقبلة التي تنتظر المنتخب فيها مرحلة طويلة من المعسكرات والدورات الخارجية التي تتطلب أن يحظى اللاعبون براحة نفسية تعينهم على تقديم أفضل المستويات، إذا ما عرفنا أن المقترحات التي قدمتها اللجنة الاستشارية لإعداد المنتخب قد وضعت في اعتبارها ضرورة المباريات والمعسكرات الخارجية الكثيرة التي سيتطلب حينها أن يكون لقانون التفرغ الرياضي دوره فيها.

في النهاية، لا يجب أن يغيب عن الاتحاد أو حتى المنتخب ولاعبيه أن الإعداد لكأس العالم هو إعداد لبطولات آسيا المقبلة لأنه إذا أراد منتخبنا تكرار الإنجاز فعليه لعب مباريات عديدة حتى يكتسب اللاعبون الخبرة التي تؤهلهم للمنافسة على اللقب الآسيوي مستقبلا وليس لتحقيق الإنجاز العالمي الذي من الصعوبة بمكان الاقتراب منه وملامسته في أول مشاركة.