كثيرون من يرددون حديث المواطنة الصالحة، و أيضاً يرددون حكم القانون وغيرها من العبارات الجميلة، غير أننا نرى أن عدداً من هؤلاء يحتمون تحت أجندة الانتماءات الطائفية أو العرقية أو القبلية، ويكشفون أيضاً عن حقيقتهم في ممارسات عنصرية تخالف ما يقولونه بألسنتهم إزاء تفضيل هذا الطرف عن ذاك.
إن المواطن في الدولة التي يحكمها قانون عادل مستمد من عملية تشريعية ديمقراطية معبرة عن إرادة المجتمع له حماية القانون لا يحتاج إلى حماية الطائفة؛ وبالتالي يستطيع أن يمارس دوره وتصبح عليه واجبات بما فيها التضحية من أجل بلده الذي يعطيه العزة والاطمئنان ويحترم كرامته الإنسانية بغض النظر عن انتماءاته أو عقيدته أو عرقه أو غير ذلك.
وفي الحالة البحرينية فإن مؤشرات الساحة المحلية تشير إلى أن السياسات الحالية تحتاج إلى إعادة النظر في كثير من الأمور، بل ومن الضروري الاستماع إلى جميع الأطراف والعمل على تحسين أوضاع الناس التي من الطبيعي تطالب بحقوق هي من حقوقها المدنية.
وفي حال تحقيقها فإن ذلك سيدفع إلى تهدئة الخطابات السياسية التي ربما تنطلق من واقع مؤلم لفئات غير قليلة من الناس؛ لأن عدم معالجة الأسباب بجدية بعيداً عن أساليب الترويج والدعاية لواقع لا يتكلم الحقيقة قد ينتهي بلا شك إلى حالة من اهتزاز الثقة وأيضاً تشويش العلاقة التي بدورها تخلق الفروقات الطبقية بسبب عدم التوجيه الصحيح لمقدرات الدولة نحو تنمية متوازنة ونحو عدالة متساوية وتكافؤ الفرص بين جميع الأطراف المكونة للنسيج الأصلي للمجتمع البحريني.
أما الحلول الأمنية التي يلجأ إليها في كثير من الأحيان فإن آثارها مؤقتة في حال لو نجحت في تحقيق الأمن؛ لأن معالجة الجذور تتطلب النظر في سبل تحقيق العدالة الاجتماعية، وهذه تتطلب تحقيق مطالب عادلة تنصف الآخرين لا تهضم حقوقهم.
أما إذا كانت كل هذه الحقوق موجودة في الدستور فقط من أجل الشكل، بينما واقعاً يداس عليها كل يوم، فإن المواطن يصبح حينها خائفاً من الدولة ويلجأ إلى طائفته وإلى عرقيته وإلى قبيلته؛ كي تحميه من الظلم الذي سيقع عليه منها وهو ما يحصل الآن في واقعنا المعاش ومن خلال قراءة المشهد السياسي في البحرين الذي يجمل واقعه أكثر من معالجة القضايا بجدية واعتراف بالخلل من خلال إيجاد طرق وحلول تحقق معادلة تكافؤ الفرص بين جميع الأطراف بما فيها الاعتراف بالآخر.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2867 - الإثنين 12 يوليو 2010م الموافق 29 رجب 1431هـ
اخي الخليجي الكريم
صدقت واحزنني وصفك المتناهي قي الواقعيه .. فان كان يحزنك ذلك فمن لقلبنا المفجوع في هذه البلد ؟؟
خليجي
البحرين بلد يتميز أهله بحق بالطيبه والكرم ولكن للأسف لاأجد تلك الطيبه وذلك الكرم ممن يتقلدون المناصب ولاأقول ذلك مجاراةً لكاتبتنا الكريمه ولكن عندما نجد أمامنا شرق آسيا وجنوبها وشمالها ونادراً مانلتقي بأحبابنا وأهلنا أهل البحرين سواءً كان في وظيفه أو في الشارع وعند التنقل في شوراعها بين غابات الأسمنت اسير على التراب وكأني بدوله افريقيه فقيره ..!! هناك متناقضات كثيره يحزنني أن أراها في حبيبتنا البحرين !! أين سنجد المواطنه في بيئةٍ كتلك وعلى هذا الحال .
بوركت سيدتي
لكن هل من يسمع هذا الخطاب العقلاني الذي قلما نجد من يستطيع ان يتحدث به .. ؟ وضعت المشكله في نصابها ببضع كلمات بينما تتخبط دولة وشعب باكمله ولا اعرف ان كانت الدولة تتخبط فعلا او هكذا هي في غايه التنظيم وتمارس اجندتها الغير معلنه ضد شعبها في مفارقه عجيبه ففي كل الارض تعز الدولة شعبها وتحترمه وتنميه الا هنا فيداس عليه ويعتقل وتسلب منه الحقوق,, قبل الدولة اتمنى ان يسمع بقيه الصحفيين خطابك خصوصا من يحاول ان يصور المشكله في ممارسه البعض للاحتجاج لا في لم يمارس هؤلاء احتجاجهم