بحسب ما ذكرت صحيفة «الوطن» السعودية أمس فإن صحيفة «الأهرام» المصرية تحرشت بقناة «الجزيرة» القطرية من خلال تحقيق نشرته بتاريخ 9 يونيو/ حزيران 2010 في ملحق «الأهرام على الهواء» الأسبوعي، متضمناً الكثير من الهجوم على الفضائية القطرية، ومفسراً استقالة خمس من مذيعاتها الشهيرات بأسباب تتعلق بـ «أجواء تحرش» في القناة، من دون أن ينسب تلك الأقاويل إلى مصادر معلنة. وأعلنت «الجزيرة» عن رفع دعويين قضائيتين ضد «الأهرام»؛ إحداهما في المملكة المتحدة، والأخرى في القاهرة، مطالبة بتعويض يبلغ خمسة ملايين جنيه إسترليني، ومعتبرة أن محرري «الأهرام» لن يستطيعوا إثبات الاتهامات المشينة التي نسبوها للقناة ومديرها ونائب رئيس تحرير الأخبار فيها؛ ما سيوقعهم تحت طائلة عقوبات اقتراف السب والقذف. و «الجزيرة» تحاول الحصول على حكم قضائي ضد «الأهرام» في المملكة المتحدة، بدعوى أن الصحيفة لها نسخة دولية تصدر في لندن، وتحوي الموضوع محل النزاع.
المهم في هذا الموضوع - كما طرحته «الوطن» السعودية - أن القاهرة تحرشت بالدوحة، وهذه إشارة إلى القوة التي تمتلكها الدوحة بسبب قناة «الجزيرة»، وهو تأكيد إلى دور الإعلام في السياسة وفي الاقتصاد، وكيف أن تنشيط هذا القطاع يلقى أهمية كبيرة لدى جميع الدول التي تسعى إلى أن تعزز موقعها في مختلف المجالات. ونلاحظ كيف أن إذاعة «بي بي سي» تستطيع بسبب انتشارها واعتقاد أكثرية المستمعين بصدقتيها التأثير بشكل ملموس على القضايا التي تتطرق إليها.
ولا شك في أن قناة «الجزيرة» تعلمت من الـ«بي بي سي» كثيراً؛ لأن طاقمها التأسيسي جاء من لندن، وطرحت نفسها بالشكل الذي نعرفه اليوم جميعاً.
ما يهمنا بحرينياً هو أن نعيد النظر في طريقة التعامل مع الإعلام، إذ مازالت النظرة لم تتغير كثيراً، والجهات الرسمية تخشى إفساح المجال للإعلام البحريني بالانطلاق في مختلف مجالاته، وهذه الخشية لا تنفع كثيراً، ولاسيما في عصر تنوعت فيه الوسائل الإعلامية وأدواتها لتشمل المجال الإلكتروني الذي يشارك فيه المحترف والشخص العادي وكل من لديه رأي. وحبذا لو أن التغييرات في الأجهزة الإعلامية تشمل إعادة النظر بشكل جاد للانفتاح (من دون خوف غير مبرر) على الإعلام والسماح بتوسيع هذا القطاع على غرار الكويت مثلاً ودول أخرى وبذلك تستفيد البحرين أولاً وأخيراً.
كما أن البحرين لديها من الطاقات البشرية والإبداعية لتتميز في مجال وصناعة الإعلام تستحق من المسئولين الاهتمام بشكل أكبر ومواكبة تطور صناعة الإعلام في العالم فذلك جزء لا يتجزأ من مكونات عجلة الارتقاء والتطور ولاسيما عندما يكون هناك جو متنوع بين ما يقدمه الإعلام الرسمي عبر قناته المرئية وإذاعته المسموعة وبين ما يقدمه إعلام القطاع الخاص وهذا لا يتحقق إلا عندما تُفعّل القوانين التي تصاحب مرحلة الانفتاح بمعناها الصحيح.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2866 - الأحد 11 يوليو 2010م الموافق 28 رجب 1431هـ
بعيدون عن الانفتاح
لا شيء يدل على أننا مقبلين على انفتاح اعلامي لأن الإنفتاحات يجب أن تكون متوازية مع الإنفتاحات الأخرى في المجتمع وفي مؤسسات الدولة وما نراه هو تشنجات تزداد وتهميش يكثر يوما عن يوم وطائفية تهميشية في البرامج والمواد التي تقدم من خلال الإذاعة والتلفزيون - إذن لا شيء يبشر بالإنفتاح الإعلامي لأنه يكشف التشنجات الموجودة لذلك لابد من ترميم المواقع الأخرى لتنتقل عدواه الى الاعلام.