أعلنت «باين آند كومباني» أمس أنه استناداً إلى الإقبال المميز خلال موسم التسوق في فترة أعياد العام الماضي، فإنه من المتوقع أن ترتفع عوائد قطاع السلع الفاخرة على المستوى العالمي بنسبة 4 في المئة (وفقاً لأسعار الصرف الثابتة) وذلك من 153 مليون يورو في العام الماضي إلى 158 مليون يورو خلال العام الجاري (2010). جاء ذلك خلال مؤتمر الرابطة الإيطالية لشركات السلع الفاخرة «فوندازيون التاغاما»؛ إذ أصدرت «باين أند كومباني» النسخة المحدثة لربيع العام الجاري من دراستها نصف السنوية بشأن سوق السلع الفاخرة العالمي.
وتعتبر التوقعات الإيجابية للعام الجاري بمثابة تراجع حاد على الانخفاض السنوي في عوائد قطاع السلع الفاخرة خلال العام الماضي والتي بلغت نسبته 8 في المئة. وإن الزيادة المتوقعة على مدى العام وبنسبة 4 في المئة ستؤدي إلى زيادة معدلات النمو وبنسبة تتراوح بين 5 إلى 10 في المئة في النصف الأول من العام، تليها زيادة في النصف الثاني وبنسبة تقدر من صفر إلى 5 في المئة. ويقول معدو الدراسة إن عوامل كنمو العائدات القوي على مستوى متاجر بيع السلع الفاخرة بالتجزئة وبنسب تتراوح بين 15 إلى 20 في المئة، وتعزيز أسس الناتج المحلي الإجمالي على مستوى العالم، وعودة رحلات السفر الدولية وارتفاع ثقة المستهلك، قد أسهمت في خلق مناخ إيجابي يحفز على النمو.
ولعل الدرس الأهم المستفاد من الأزمة الاقتصادية هو أن العلامات التجارية الكبرى كانت مهيئة بشكل أفضل لمثل هذه الأوضاع الاقتصادية والتعامل معها. وشهدت 2 في المئة فقط من العلامات التجارية التي يبلغ عددها 220 علامة نمواً بأكثر من 5 في المئة خلال العام الماضي، وهو ما يمثل 10 في المئة من السوق ككل. وبلغ عدد العلامات التجارية التي شهدت انخفاضاً بنسبة تزيد على 15 في المئة نصف العلامات التجارية التي تمت دراستها؛ إذ لم تحقق سوى 20 في المئة في مبيعاتها الإجمالية. وقالت كلاوديا دي أربيزيو، شريك لشركة «باين آند كومباني» في ميلان والمعد الرئيسي لهذه الدراسة: «يخلق هذا الاستقطاب ظروفاً خصبة للتركيز في السوق. ومع استحواذ العلامات التجارية الكبرى على حصة أكبر في هذا السوق، سيمثل العام الجاري فترة يؤدي فيها البحث عن رأس المال إلى ظهور المزيد من عمليات الاندماج والاستحواذ ومكاتب حقوق الملكية الفكرية الخاصة بالسلع الفاخرة».
ويعزز الانتعاش في سوق السلع الفاخرة هذا العام من مبيعات فئات المنتجات الأساسية كافة لهذا القطاع؛ إذ من المتوقع أن تنمو مبيعات الألبسة والساعات والمجوهرات بنسبة 4 في المئة هذا العام، والإكسسوارات والأحذية والجلود بنسبة 5 في المئة. أما العطور ومستحضرات التجميل فمن المتوقع أن تنمو بنسبة 2 في المئة خلال العام الجاري. وأضافت دي أربيزيو: «نشهد تلاشي ظاهرة «التردد في شراء السلع الفاخرة» المؤقتة من الأسواق الناضجة؛ إذ يترافق ذلك مع استئناف الرغبة في شراء السلع الفاخرة بين الزبائن المعتادين على شراء مثل هذه السلع».
وبالنظر إلى المناطق الجغرافية، نجد أن الصين وآسيا (باستثناء اليابان) ستستمر في دفع عجلة النمو في هذا القطاع على المستوى العالمي، وبنسب متوقعة بنحو 15 في المئة و10 في المئة على التوالي. أما بالنسبة إلى الأميركتين فيتوقع أن تحقق نمواً بنسبة 4 في المئة وأوروبا بنسبة 3 في المئة؛ ما يشكل نقطة تحول حاسمة في مناطق الأسواق الرئيسية للسلع الفاخرة. وستشهد اليابان وحدها مزيداً من الانخفاض وبنسبة 3 في المئة عن العام الماضي.
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة «فوندازيون التاغاما، سانتو فيرساس: «تعتبر التوقعات الأخيرة مشجعة، ففي خضم أسوأ أزمة تضرب هذا القطاع، أظهر مصنعو السلع الفاخرة قدرات متميزة في التعامل معها؛ الأمر الذي حقق تعافياً بشكل أفضل وأسرع من كثير من القطاعات الأخرى. ودفعت تحديات الأعمال التي نجمت عن «الكساد الكبير» شركات تصنيع السلع الفاخرة للتركيز الشديد على زبائنها، وأعمالهم الأساسية ورفع سوية منتجاتهم من حيث التصميم والابتكار إلى مستويات أعلى».
العدد 2866 - الأحد 11 يوليو 2010م الموافق 28 رجب 1431هـ