في الرابع من أغسطس/ آب 2009، احتفل الرئيس الأميركي باراك أوباما بعيد الميلاد الـ 89 لكبيرة مراسلي البيت الأبيض، هيلين توماس، واشترى بنفسه الكعكة وحرص على تقبيلها أمام المصوّرين!
كان يومها يحتفل أيضاً بعيد ميلاده الـ 47، ولكن لم يمر أكثر من عشرة أشهر على هذا الاحتفاء، حتى أجبرتها إدارته على الاستقالة، لأنها دعت في لحظة صدقٍ، إلى عودة اليهود إلى بلدانهم الأصلية، من روسيا وبولندا وألمانيا... وترك فلسطين لأهلها لتعيش المنطقة كلها بسلام.
كانت إقالة هيلين الشهر الماضي مؤشراً واضحاً على اتجاه الريح الغربية في هذه المرحلة، التي ستضرب أيضاً جنرالين (أميركي وفرنسي) لمجرد أنهما شكّكا في إمكانية ربح الحرب في أفغانستان. هذه الريح ستطيح أيضاً بمراسلة إحدى أشهر القنوات الأميركية، حتى تصل موجة تقليم الأظافر إلى السفيرة البريطانية في لبنان فرانسيس غاي!
كانت إقالة هيلين اللبنانية الأصل فضيحةً، فهي سيدةٌ عجوزٌ عاصرت عشرة رؤساء أميركيين على مدى نصف قرن، حتى أصبحت جزءًا من القطع الأثرية في البيت الأبيض. ولم يشفع لها تاريخها ولا محاولة تعديل موقفها، فألفت نفسها على قارعة الطريق. بل تمت ملاحقتها إلى خارج حديقة البيت الأبيض، حيث تم إلغاء عقودٍ لها لإلقاء محاضرات في بعض المعاهد المتخصصة، كما تخلت عنها شركتها الإعلامية التي عملت معها منذ التسعينيات.
قبل يومين، وعلى الموجة الأميركية ذاتها، أقالت شبكة «سي إن إن» الصحافية اللبنانية الأصل أوكتافيا نصر، بعدما كتبت على موقع «تويتر» الإلكتروني رسالةً أشادت فيها بالمرجع الديني الراحل محمد حسين فضل الله. ورغم تعبيرها لاحقاً عن أسفها للقناة، إلا أن قرار الإقالة كان نهائياً، ولم تشفع لها خدمتها طوال عشرين عاماً.
حوادث الملاحقات الخمس، التي ستبقى شاهدةً على العصر، وقع ثلاث منها في الولايات المتحدة (ماكريستال وهيلين وأوكتافيا)، واثنتان في أقرب حلفائها، بريطانيا (غاي) وفرنسا (الجنرال فنسان ديبورت الذي سيعاقب عقاباً شديداً)! وإذا كان مفهوماً سبب الغضب العارم على هيلين توماس بسبب تجرؤها على «إسرائيل»، وإذا كان ممكناً فهم دواعي طرد جنرالين يشكّكان في الانتصار في أفغانستان، لدواعٍ نفسية وأمنية واستراتيجية كبرى، إلا أن من الصعب تفهّم ملاحقة الناس بسبب التعبير عن آرائهم الشخصية بصدقٍ وعفويةٍ.
في حال أوكتافيا نصر، أبدت إعجابها بشخصية المرجع الراحل في موقع «تويتر»، وكان ذلك كافياً لإطلاق حملة من «إسرائيل» انتهت بإقالتها خلال 24 ساعة. ورغم اعتذارها بخطأ تقديرها، إلا انه لا مجال للتسامح مع مثل هذه الآراء.
وإذا كانت أوكتافيا مجرد صحافيةٍ، ويمكن التخلّص منها في أي وقت في بلدٍ ديمقراطي كبير، فإن الواقعة وانعدام التسامح تكرّر مع سفيرة بلدٍ غربي أعرق ديمقراطيةً، لأنها وقعت هي الأخرى في «خطأ التقدير»! فبلدها هو الآخر لا يسمح لرأي صريح في شخصيةٍ كل جرمها أنها تصدّت لمخطط السيطرة على «الشرق الأوسط الجديد»!
إنها موجةٌ مكارثيةٌ جديدة... فرنسا ستعاقب مدير معهد جيوشها الجنرال ديبورت، وأميركا طردت كبير مراسلي بيتها الأبيض، وكبير جنرالاتها الذي وعدها بالنصر في أفغانستان، وأتبعته بأوكتافيا الخبيرة بشئون الشرق الأوسط... بينما ركّعت بريطانيا سفيرتها في لبنان لأنها قالت «إن العالم يحتاج أكثر لأمثال فضل الله من البشر الذين يستطيعون تخطي الحواجز بين الأديان»
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2865 - السبت 10 يوليو 2010م الموافق 27 رجب 1431هـ
تخبط امريكا
للحين جنرالين وثلاث نساء..... الله يزيدهم، تردى الامريكان مختبصين، ومشروعهم الجهنمي أخذ يترنح وإن شاء الله عما قريب سيسقط.
عادي عدنا خير في البحرين
عدنا اكثر منهم وعدنا تلاعب بالمفاهيم والمصطلحات وشغل جايد على الوتر الديني والطائفي
هل هناك علاقة مكارثية ؟
الحملة الشعواء على البرنامج السلمي النووي الإيراني والذي لايريد اليهود الصهاينة أن يولد ومطاردات أي عمل تقني للدول حتى لايكون مثل وقدوة يحتذي به للشعوب الإسلامية ، هل له علاقة مكارثية بمسلسل المطاردات«جنرالان وثلاث نساء»؟ إذا كان الأقرباء هكذا يعمل بهم فكيف بالأعداء كما يسمونهم ؟والعجيب الغريب إن بعض العرب يصدقون ويحرضونهم على إخوانهم المسلمين .
وأخيرا والزبده هل للعدو مصداقية وعهد وميثاق للأصدقاء قبل المخالفين ؟ وصدق الله في كتابه الكريم (هم العدو قاتلهم الله أنى يأفكون ...)
مكارثية جديدة
اعتقد الكلمة صحيحة وليست خطأ مطبعيز وهي نسبة الى مكارثي
الجنرال الامريكي الذي كان يلاحق المعارضين لحرب فيتنام في الستينات وكل من يعارض الحكومة الامريكية ويتهمم بالشيوعية ولذلك تم سجن آلاف وطرد الاف من وظائفهم من بينهم سفنانين وسينمائيين وصحفيين
بهلول
lإلى زائر 2
مكارثية ليست خطأ مطبعي ، هي نسبة إلى مكارثي أحد المتنفذين في الإدارة الأمريكية في الخمسينات أو الستينات شن حملة عشواء قاسية لإقصاء و سجن المناهضين لليمين الأمريكي الحاكم بدعوى ميولهم للإتحاد السوفييتي و الصين و الإشتراكية .
لا أدري من يشبهه عندنا !
ما هذا ؟
شكرا على المقال
ما هذه الكلمة : مكارثيةٌ التي وردت في المقال بداية آخر فقرة ، هل هي خطأ مطبعي أم تجديد في الكلمات ؟
عش رجبا تر عجبا
سيدي الأستاذ قاسم حسين وكم سائل عن حاله وهو عالم .. ألم تسمع المثل عش رجبا تر عجبا ، فالمسلسل الذي تتحدث عنه مستمر وسيستمر ،، وقد نسمع أن أشخاص فصلوا من عملهم لأنهم ركبوا سيارة يابانية خطأ بدلا من أمريكية ، أو أنهم سلكوا طريقا مستقيما بدلا من من الطريق الملئ بالمطبات ..