العدد 2865 - السبت 10 يوليو 2010م الموافق 27 رجب 1431هـ

القطان: التفريط في القدس تفريط في الدين والمسلمون مسئولون

في احتفال البحرين بذكرى الإسراء والمعراج... المفتاح: إنها إشارة رمزية إلى التآلف بين أتباع الديانات

الفاتح احتضن احتفال البحرين بالإسراء والمعراج   (بنا
الفاتح احتضن احتفال البحرين بالإسراء والمعراج (بنا

المنامة - وزارة العدل والشئون الإسلامية 

10 يوليو 2010

قال رئيس محكمة الاستئناف العليا الشرعية الشيخ عدنان بن عبدالله القطان إن حادثة الاسراء والمعراج تضع في أعناق المسلمين في كل الأرض أمانة القدس الشريف، وتبين أن التفريط فيه تفريط في دين الله، وسيسأل الله تعالى المسلمين عن هذه الأمانة إن فرطوا في حقها أو تقاعسوا عن نصرتها وإعادتها.

جاء ذلك خلال الحفل الذي نظمته إدارة الشئون الدينية بوزارة العدل والشئون الإسلامية مؤخراً بمركز أحمد الفاتح الإسلامي، تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة.

ومن ناحيته، أكد وكيل الشئون الإسلامية فريد المفتاح الدور الريادي الذي تضطلع به القيادة السياسية في بناء طريق الوحدة والتلاحم والتآلف ونبذ الفرقة والخلاف عبر التوجيهات والكلمات الخيرة الصادقة التي انطلقت من عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وقال إنه «رسم بها معالم مستقبلنا لنعيش معاً حياة هانئة مطمئنة مفعمة بالخير والتسامح مليئة بالبناء والإصلاح والنماء، لا تعكر صفوها خلافات مذهبية أو فتن طائفية أو أفكار دخيلة تريد فرض وصاية على المجتمع».

ووجه المفتاح دعوة لكل صاحب منبر دعوي من الأئمة والخطباء والدعاة ولكل منبر إعلامي «ليقوموا بدورهم في التوعية بتوجيهات القيادة وحث الناس على الالتزام والتمسك بها والعمل وفق مقتضاها حفاظاً على وحدتنا، وانطلاقاً ودفعاً لإنجاز وتحقيق المزيد من الإنجازات والمكتسبات».

وقال: «تأتي ذكرى الإسراء والمعراج، والأمة تمر بمنعطف تاريخي خطير، فمن خلافات مذهبية، وفتن ومحن فكرية ودينية، وأفكار دخلية وسلوكيات منحرفة، إلى قتل وإرهاب، وتطرف وفوضى، وخطف للدين واستغلال لقدسيته وتسخيره وتسييسه لتحقيق مصالح شخصية ونيل منافع حزبية وفئوية».

وأوضح وكيل الشئون الإسلامية أن الصيغة الإنسانية التي تعكسها معجزة الإسراء والمعراج على علاقات بني البشر، تؤكد مبدأ الامتداد الرمزي لرسالة الخير والتسامح والتراحم والسلم، إذ كان الإسراء لقاء بين كل الأنبياء في حضرة خاتمهم، كان تعارفاً بين قيادات الدين الواحد، وتحاوراً بين الأنبياء، كما كان الإسراء إشارة رمزية إلى لقاء الأقوام وأتباع الديانات والأجناس والثقافات تحت مظلة الأخوة الإنسانية العالمية ومنظومة القيم الأخلاقية التي تقوم عليها السعادة البشرية.

وتساءل المفتاح قائلاً: «إلى متى سنظل نجتر الماضي بسلبياته ومحنه، إلى متى نعيش أحداث ووقائع تاريخ مضى وانقضى، إلى متى سنظل نحمل الأجيال الحاضرة جريرة أحداث حدثت قبل مئات السنين، من دون أن نتوقف عند إيجابيات التاريخ وناصع مكنوناته الإبداعية الأخلاقية والحضارية؟ إلى متى ستظل معارك واجتهادات السابقين حكماً في رسم علاقاتنا، وخلافاتهم معكرة لصفو وحدتنا وتآلفنا؟ لماذا لا نعود بصفاء ونقاء وإخلاص إلى تلك المبادئ السامية، والإشراقات النبيلة في العلاقات الإنسانية الراقية؟»، مشيراً إلى أن مواسم الخير تتوالى لتذكرنا بتلك المعاني الواعدة، داعياً لاغتنامها بما يؤلف بين القلوب ويسهم في رص الصفوف ويساند مسيرة وحدتنا التي أصبحت أعلى وأسمى مطالب أمتنا.

ثم ألقى القطان كلمة بعنوان «الإسراء والمعراج... دروس وعبر»، أوضح فيها أن حادثتي الإسراء والمعراج كانتا محطة مهمة في حياة الرسول (ص)، وفي مسيرة دعوته في مكة المكرمة، بعد أن قاسى وعانى من قريش، فكانت تلك الحادثة تسرية وتسلية له عما قاسى وتعويضاً عما أصابه من بلاء وأذى. ومن جملة ما يستفاد من هذه الرحلة أوضح القطان بأنها جاءت تثبيتاً للمؤمنين ولكي تفرض الصلاة في أشرف وأعلى مكان، لعظمها وجلالتها، فهي عمود الإسلام وآخر ما وصى به الرسول (ص)، وتساءل: «فهل الصلاة مازالت معظمة لدينا؟ فالصلاة الصلاة يا مسلمون، اقدروها قدرها، وحافظوا عليها، وأقيموها بحقها في أول وقتها». وقال: «جاءت رحلة الإسراء والمعراج لتخبرنا بأن البعث والحساب حتمي، وكل سيحاسب، وتنقل لنا صوراً من العذاب لمن ارتكب بعض الكبائر من زنى ورباً وأكل مال الناس بالباطل وشرب للخمر وهجر الصلاة والكذب والغيبة والنميمة، فهل انتهينا عن هذه الكبائر والفواحش؟». وأضاف الشيخ القطان بأن رحلة الإسراء والمعراج تذكرنا بالقدس الحبيب الجريح، مسرى رسولنا الكريم، وتصرخ فينا: أيها المسلمون أما زلتم نائمون؟ أما آن الأوان أن تستيقظوا؟ فها هم الصهاينة الغاصبون المعتدون يحفرون لهدم المسجد الأقصى لبناء هيكلهم المزعوم فما أنتم فاعلون؟ وقد احتل مسجدكم الغاصبون.

دعوة للاكتشاف والإبداع

من جانبه، أوضح وكيل محكمة الاستئناف العليا الجعفرية الشيخ ناصر العصفور في كلمته أن هذه المناسبة يقف العقل البشري عاجزاً عن إدراك أبعادها وحدودها، فضلاً عن الوصول إلى معرفة حقيقتها، ويبقى الإنسان يتلمس ومضات وإضاءات عسى أن ينفتح من خلالها على بعض آفاق هذه الرحلة الربانية. وقال: «إن هذه الرحلة الاستكشافية هي رحلة إعجازية، لأعظم نبي وأكرم رسول والتي ينبغي للمسلمين أن يجعلوا منها مناسبة في كل عصر وفي كل مصر من بلادهم لانطلاقة علمية في مجال البحث والعلوم التجريبية وغيرها من أبحاث علمية وإبداعية، فنحن أمة نمتلك الطاقات والإبداعات والعقول والكفاءات ولسنا أقل من الآخرين شأناً وقدرة وعقلاً وقابلية وإمكانية»

العدد 2865 - السبت 10 يوليو 2010م الموافق 27 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 4:03 ص

      ولــــــ المحرق ـــــــــد ضد التجنيس

      نشكر الشيخ القطان ولكن النفريط في الوطن تفريط في الدين و البحرينيون مسئولون ....الا يعتبر فضيلة الشيخ ان التجنيس العشاوائي تفريط في الوطن وفي امنه وموارده وفي التركيبة الدميوغرافيه ويساهم في زيادة البطاله وتدني مستوى الصحه والتعليم والاسكان والكثير من الامور هذا غير الجرائم والاغتصابات وو الا يعد هذا تفريط في الوطن والمواطنين والختام نسأل الله ان يفرج عنا وعن اخوننا في فلسطين

    • لييبرو | 1:22 ص

      رد على (وش لك بالقدس)

      الحبيب القدس قضية اسلامية تبين وضع المسلمين ، وان صلح حال القدس صلح حال المسلمين وما يحدث في القدس من قتل واغتصاب ونهب اكبر ما يحدث في حياتك وديرتك احمد ربك على النعمة الي انت فيها تره عندك اخوان في القدس ما يعرفون وين يحصلون قصر خبز

    • محب البحرين | 12:39 ص

      حسافه يالبحرين

      سؤال: ماذا عن التفريط في البحرين؟

    • زائر 1 | 12:35 ص

      وش لك بالقدس؟

      ماتشوف ديرتنا وين وصلت من التجنيس وسلب الاراضي وازمة السكن والطائفية والمحسوبية وش لك بالقدس الديرة اللي ربتك واعطتك وعطفت عليك أولى يابوك خل القدس لاهلها

    • السمو | 11:17 م

      المسلمون منشغلون بايران

      المسلمون منشغلون بتحريض امريكا ام اسرائيل بشن الحرب على الدولة المسلمة ايران
      احنا وين وانت وين ياشيخنا العزيز
      عاشو المسلمين

اقرأ ايضاً