إن أكثر ما يُفرح رسام الكاريكاتير وكما هو الحال لأي مقدم الى أي نوع من أنواع الفنون الصحافية أن يكون هناك تفاعل تجاه ما يقدمه، هذا التفاعل لا يكون السعي من ورائه لاستجداء التأييد والمديح والإطراء بقدر ما يهدف إلى فتح باب النقاش في الموضوع المطروح، سواء أكنت مؤيداً لوجهة نظر الرسام أو مُعارضاً هذا لن يؤثر في كم الاحترام والتقدير المتبادل بينكما.
لربما ان ما دعاني لكتابة هذه المقدمة هو فتح مساحة التعليقات المباشرة أسفل رسمي الكاريكاتيري الذي أنشره في الصحيفة بشكل يومي، وحجم ردود الأفعال التي أراها وطريقة التعليق وإبداء الرأي، إن الصحيفة أعطت القارئ الفرصة بأن يعبر عن رأيه بصوت عالٍ وأخرجته من طرحه في محيط ما هو جالس إلى محيط أوسع ينافس فيه كاتب الموضوع أو رسام الكاريكاتير نفسه.
إنها فرصة القارئ لأن يثبت له وللآخرين أنه بقدر المسئولية التي تجعله يعبر عن رأيه في الفكرة المطروحة وبشكل سوي حتى لو كان اسمه مستعاراً وهذا شأنه، وليتأكد أن هذه الكلمات المعدودات التي كتبها لها احترام وتقدير وتأثير لدى الرسام ولن تكون عابرة أو هامشية، فهي وسيلتك بأن تساهم في تطوير أفكار هذا الرسام عبر انتقادك إياه انتقاداً بناء وطرحك لمناقشات أكثر عقلانية وجدية، إنها ثقافة لنحسن التعامل معها.
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 2864 - الجمعة 09 يوليو 2010م الموافق 26 رجب 1431هـ