أخال أن الأخبار التي بدأت تنشر في الصحف الإفريقية عن الشكاوى والامتعاض الذي وصلت إليه تلك البلدان عن حالات التجنيس غير القانونية التي تقوم بها البحرين لن تنتهي ما دام التفكير «هو هو» لن يتغير، وكأننا على موعد مع حلقات متواصلة من مسلسل مدبلج درامي تقوم بصياغته أياد تسعى لتحقيق مصالح شخصية على حساب بلد بأكمله، وربما تكون الأخبار التي نشرها «الوسط الرياضي» شيئا بسيطا مما تكتبه الصحف الإفريقية عن البحرين.
لقد أصبحت أخبار التجاوزات التي تقوم بها البحرين لخطف أكثر من لاعب إفريقي للعب باسمها في منافسات ألعاب القوى تتصدر الصفحات الأولى من صحف تلك البلدان مع بنط عريض يصرخ بوجه القارئ عن جريمة اقترفتها دولة خليجية بحق أبنائها الذين ولدوا تحت جنباتها، حتى بات هؤلاء اللاعبون يتراكضون لتحقيق أمنيتهم وطلب الاستغناء عن جنسية بلدهم من أجل حفنة من الدنانير سيحصل عليها في حال لعب بالجنسية البحرينية، لدرجة أن الصحافة الكينية باتت تشن حربا شبه يومية على البحرين بعد أن خطفت بلادنا لاعبين صغار السن لإشراكهم في منافسات ألعاب القوى للضاحية، مؤكدة أن البحرين تقوم بما يشابه «تجارة الرق».
هل يا ترى أصبح اسم البحرين سهلا عند هؤلاء المسئولين لتتقاذفه البلدان الإفريقية وتتهمه بمحاولات لاسترقاق لاعبيها عبر إغرائهم بقليل من الأموال، حتى أصبحنا نصبح وبشكل يومي على أخبار لهذه الصحف تنقل فيها عن حقائق تتهم فيها البحرين بتهم قل ما توصف بأنها تعد جريمة في حق البشرية.
هذه من نتائج التجنيس غير السليم الذي تنتهجه بعض الاتحادات الوطنية بموافقة أكيدة من الجهات المسئولة، حتى أصبحنا نعيش على وقع أن هذا المنتخب ليس إلا اسما يطلق على نفر من اللاعبين يشاركون باسم وألوان بلد آخر، إذ كيف لنا أن نصف منصة تتويج بطولة الضاحية التي أقيمت في البحرين وقد تزينت بالبشرة الإفريقية، وكأن المسابقة أقيمت في إفريقيا، هل يا ترى يريدنا المسئولون أن نؤكد للجماهير أن من اعتلى صهوة المركز الأول هو بحريني وهو لا يعرف حتى أين تقع البحرين على خريطة العالم وما هي اللغة الرسمية التي يتحدثون بها.
في السابق كان اتحاد ألعاب القوى الاتحاد الأكثر ميلا لهذه العملية يرد سريعا على كل هذه الأخبار وينفي أن يكون هناك تجنيس لهذا اللاعب أو ذاك، لكن الآن وبعد أن عمدنا في نقل الحقائق من الأراضي الإفريقية، أصبح الجميع غير قادر على البوح بكلمة، فيا ترى ماذا سيقول، هل سيؤكدون أن الكينيين الصغار الذين يلعبون هذه الأيام في بطولة العالم للضاحية في الأردن ليسوا إلا بحرينيين ولدوا في منطقة جديدة لا يعرف اسمها في البحرين؟، بالتأكيد أصبحوا غير قادرين على نكران هذا الوباء الذي أمسى يستشري في جسد الرياضة البحرينية.
يجب عليكم أيها المسئولون أن تقفوا لحظة تأمل واحدة وتفكروا بروية وتقيسوا نجاح العملية الفاشلة التي خططتم لها من عدمها، وحينها في حال قلتم بنجاحها عليكم إيضاح أسباب النجاح لنا ولأولئك الذين يحاربون هذه العملية، وحين تعرفون أنها فشلت يجب أنْ تخرجوا بجرأة لتقولوا لأولئك الذين لا يعرفون إلاّ اللون الأحمر إننا خاطئون، وتبدأوا في العلاج.
مع قرب انطلاقة الدورة السداسية لكرة اليد يوم الأحد المقبل، أصبح الكثير يتساءل عن الحال الجماهيرية التي وصلت إليها اللعبة، حتى أصبحت المدرجات تخلو كثيرا من عاشقيها، إلا في مباريات بعينها، ومع افتقاد السداسية لفريق النجمة فإن مباراة جماهيرية يرتقبها الجميع كل موسم بين الأهلي والنجمة لن تحصل هذا الموسم، وعليه فإننا على موعد مع مدرجات خالية في بطولة يفترض بها أن تجتذب الجماهير، وهذا يدعونا لمطالبة الاتحاد بالعمل وفق رؤيته لإنعاش المدرجات من جديد وإعادة الحيوية لها من خلال وضع مجموعة من المحفزات والجوائز التشجيعية للجماهير، وعدم الاقتصار كذلك على الجماهير والدخول أيضا للملعب من خلال وضع جائزة لأفضل لاعب إن لم يكن في كل مباراة ففي كل جولة وهذا ما سيساعد على رقي مستوى السداسية.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2392 - الثلثاء 24 مارس 2009م الموافق 27 ربيع الاول 1430هـ