العدد 2862 - الأربعاء 07 يوليو 2010م الموافق 24 رجب 1431هـ

أخبار فرنسية ساخنة!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بدأ الأسبوع الجاري بخبر استقالة وزيري دولة فرنسيين بسبب فضائح مالية «صغيرة»، وانتهى بخبر معاقبة جنرال فرنسي كبير لأنه انتقد الاستراتيجية الأميركية في أفغانستان. وما بينهما خبر عن فتح تحقيق حول اتهامات لساركوزي بالحصول على تمويل من تحت الطاولة!

ففي يوم الأحد الماضي، استقال وزيرا الدولة للتنمية الخارجية ولمنطقة باريس الكبرى من منصبيهما، لأن الأول استأجر طائرةً خاصةًً مقابل (116500 يورو) لحضور اجتماع في مارتينيك، بينما أنفق زميله مبلغ (12 ألف) يورو لشراء السيجار الكوبي! وتداولت الصحافة هذه المسألة لتذكير الفرنسيين بأن هذه التلاعبات من أموال دافعي الضرائب، ما دفع حكومة ساركوزي للإعلان عن حملةٍ لمناهضة ما أسمته «مظاهر البذخ».

بعد يومين فقط، كشفت وسائل الإعلام عن تورط ساركوزي نفسه، في استلام مبلغ 150 ألف يورو نقداً لدعم حملته الانتخابية العام 2007، وهو ما يتجاوز الحد الأقصى الذي يسمح به قانون تمويل الأحزاب بعشرين ضعفاً! وتبيّن أن الوسيط الذي تسلّم الأموال هو صديقه ومهندس سياساته الإصلاحية إيريك ويرت.

القصة بدأت باعتراف زوجة ويرت التي كانت تعمل في إدارة حسابات أغنى امرأة في أوروبا، بتسليم الأموال له حين كان يدير حملة ساركوزي الانتخابية. ويتهم الآن بعدم إصداره أمراً بإجراء تحقيق ضريبي بشأنها حين شغل منصب وزير المالية، تغليباً لمصالحه الشخصية، وهو ما نفاه بطبيعة الحال، فليس هناك سارقٌ أو متجاوزٌ للقانون يمكن أن يقر بخطيئته!

القضاء الفرنسي فتح تحقيقاً في الموضوع، وطالبت أحزاب المعارضة بضرورة كشف الحقيقة للجمهور، واعتبره أحدها ذلك معبّراً عن «أزمة سياسية وأخلاقية عميقة». وكشف أحد المواقع أن ساركوزي سبق أن تسلّم أيضاً «مغلّفات» تحوي أموالاً من عائلة تملك شركة مستحضرات تجميل شهيرة، مذكرةً بدعوته الناس للاقتصاد والتقشف. وبسبب حرج موقف ساركوزي، نظّم معسكره أمس (الأربعاء) هجوماً مضاداً، فاتهم اليسار باللجوء إلى أساليب اليمين المتطرف، واتهم الصحف التي انتقدته باستخدام «وسائل فاشستية»! بل إن مناصريه الحزبيين قاموا بتركيز هجماتهم على الموقع المذكور لإسكاته، وهدّد بعضهم بمقاضاته لأن ما قام به مخالفٌ للمهنية الصحافية والأعراف الديمقراطية!

الخبر الأكثر إثارة، وبعيداً عن الأموال و»المظاريف» المليئة بالنقود، هو إعلان وزير الدفاع الفرنسي ايرفيه موران أمس أيضاً، أن جنرالاً فرنسياً اسمه فنسان ديبورت، انتقد علناً الاستراتيجية العسكرية الأميركية في أفغانستان، ما يوجب معاقبته! وإنه - موران - بحث هذا الموضوع الجلل مع كل من رئيس أركان الجيوش، ورئيس أركان سلاح البر، حيث سيقترح الأخير شكل معاقبته!

المثير أن هذا الجنرال التعيس ديبورت لم يقل شيئاً أكثر من أن الاستراتيجية الأميركية في أفغانستان لا يبدو أنها فعالة!

الدليل على فعالية هذه الاستراتيجية وقوتها وصلابتها، أنها لا تحتمل حتى مجرد التشكيك فيها! فالرئيس الأميركي أطاح بالجنرال مكريستال قائد القوات الأميركية والأطلسية في أفغانستان لأنه شكك في الحرب! بينما تعاقب فرنسا جنرالاً (وهو مدير معهد الجيوش الدفاعي الذي يخرّج نخبة الضباط) بسبب تصريحاته «غير المسئولة»!

أخبار ساخنة من فرنسا... فساد مالي وتخبط سياسي، وشهاداتٌ من الداخل. ضريبةُ ظلمٍ تاريخي أوقعوه بالشعوب الفقيرة في الشرق، والتباشير بدأت تلوح: «سيُهزم الجمع (الأطلسي المتعجرف) ويولون الدُبُر».

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2862 - الأربعاء 07 يوليو 2010م الموافق 24 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 2:44 م

      ونزيدك يا سيد من الشعر بيت بأن زميلة لكم في السي إن إن أقيلت !!

      يتجلى زيف الديمقراطية الأميركية في عدة مواقف /وحرية الرأي والتعبير عندهم جريمة يعاقب عليها القانون / إذا لم تأت في صالح أميركا / فمجرد أن عبرت هذه الصحافية عن رأيها / فصلت من عملها في السي إن إن/ رغم إعتذارها / حول المرجع الكبير أية الله السيد محمد حسين ف...ضل الله (قدس سره ) /الذي حاولت المخابرات الأميركية في العام 1985 / في منطقة بئر العبد في بيروت من إغتياله وسقط العشرات من الشهداء / ونجى المرجع الكبير / وبذلك إرتكبت جريمة كبرى وإرهاب دولة بحق الأبرياء .

    • زائر 14 | 8:58 ص

      سبقتني يا رقم 13

      توني جاي بكتب تعليق عن خبر اقالة الصحفية الاميركية فإذا انت تكبت ما جال بفكري. واوجه الكلام إلى رقم 15 الذي كتب بالانجليزي، وبعد تريد المصادر؟ لو كنت متابع لما سألت الكاتب السيد قاسم عن المصادر لأن الفضائيات والصحف تبث هذه الاخبار والتقارير لكن يبدو انك في عالم آخر. والسيد يعلق على هذه الاخبار الهامة ويطرح رأيه الموضوعي، وهل حرام التعليق أو إبداء الرأي؟

    • زائر 13 | 8:38 ص

      إلى حجي أوكلاهوما

      يا حجي روح شوف آخر الاخبار... سي ان ان اقالت صحفية امريكية لانها عبرت عن رأيها بصورة ايجابية عن السيد محمد حسين فضل الله. هذه هي البلد التي تدرس فيها، بس اوصيك ان تلتفت لدروسك مادام انت في السياسة ميح.يمكن ترجع بالشهادة وتنفع نفسك واهلك.تحياتي لك سيد قاسم.

    • زائر 12 | 4:15 ص

      قراء يكتبون بدون فقاهة بالكتابة فيقعون بأخطائهم

      شكرا سيدنا على مقالاتك، اللي مو عاجبهم سيدنا وكتاباته، ما أدري ليش مهتمين بكتاباته ويمرون عليها كل يوم ويكتبون تعليقاتهم؟ بصراحة أمر يحير العاقل والمجنون
      حدث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له، يعني مو عاجبكم كتاباته وتقرون له!!!!!!!!
      شر البلية ما يضحك

    • زائر 11 | 3:39 ص

      فعلا اخبار ساخنة

      فعلا اخبار فرنسية ساخنة يا بو هاشم، والدليل هذه التعليقات المتنوعة على مقالك.بس لي تعليق على رقم 5 الذي كتب بالانجليزية.... المقال نوع من التعليق السياسي على احداث مهمة تتعلق بحياتنا جميعا كشعوب، ولا يحتاج إلى تخصص في علم الطب او الكيمياء لتكتب في السياسة خصوصا لشخص متابع مثل سيد قاسم، يرصد بوعي هذه الاحداث. واتمنى ان يتحقق ذلك: ان يهزم الجمع ويولون الدبر. كل الغربيين والانجليز والامريكان. مصداقا للاية الكريمة.

    • زائر 10 | 3:27 ص

      هلا باهل اووكلاهوما

      طالب اوكلاهوما يقول الدول الغربية مرت بأزمات أقسى من هذه بكثير و خرجت من نفقها بدروس و عبر. واريد اسألك ما هي هذه الدروس؟ منع حرية التعبيرظ قمع الآراء؟ طرد كل جنرال له وجهة نظر او يشكك في فعالية سياسة الامريكية في افغانستان؟ هذه دروس؟ هذه سياسة؟ ما الفرق بينها وبين الدول المتخلفة؟
      السيد يرصد بذكاء هذه التناقضات في السياسة الامريكية والغربية، وانت تقول يملا الفراغظ صدق من قال اللي ما يعرف الصقر يشويه.

    • زائر 9 | 3:24 ص

      لماذا لماذا لماذا لماذا

      ليش الغرب يبدو من تصرافته في دولهم انهم منفتحون و كل شي على الطاوله .... لكن هؤلاء الغربيون حينما يتعاملون مع دول اخرى يتعاملون بمنتهى السريه و المخابراتيه والجريمه مثل ما يحدث في فبسطين و العراق و افغانستان و دول الخليج. يجماعه لا يخدعونكم ترى هؤلاء مجرمون درجه اولى...

    • زائر 8 | 3:20 ص

      سؤال غريب

      ليس المهم ان اذهب انا او يذهب الكاتب لامريكا وبريطانيا ليعرف جرائمها، لانهم بكل بساطة هم الذين جاءوا لنا بجيوشهم واحتلوا بلداننا وسرقوا ثرواتنا ومارسوا علينا الظلم والعدوان.

    • زائر 7 | 3:14 ص

      الزائر رقم 5

      كل ما ذكر موجود بالصحف المحلية والعربية والدولية وما عليك الا أن تقرأها لتعرف المصدر
      يعطيل العافية يا سيد وللعلم ما يتم كشفه الا النذير من الواقع والفساد يملء الدنيا شرقاً وغرباً

    • زائر 6 | 3:02 ص

      رصدك دقيق

      الظاهر انك ترصد الاخبار بشكل يومي دقيق وتقرأ ما بين السطور وما تفوتك نشرة اخبار ولا تقرير سياسي. عيني عليك باردة. هالاخبار نفسها بدأت تنقلها الفضائيات اليوم بالتفصيل خصوصا معاقبة الجنرال الفرنسي، فضيحة كبيرة لعاصمة النو وقبلها للامريكان. أشكر مجهودك لوضعنا في الصورة. تذكرني بسعد محيو في صحيفة الخليج الاماراتية. بارك الله فيك.

    • زائر 5 | 2:30 ص

      I would like to ask the respected writer

      Have you been to the US, Europe? I see you're make lots of assertions in your columns, and from what I see they are all based on reports in tabloids and yellow journals.
      Second, it would be very decent to mention your sources if you're citing something. Critical readers cannot take everything you mention granted, especially if you're not specialist this particular field.
      It's irritating to see this kind of writers "expert in everything",

    • زائر 4 | 2:13 ص

      كفو والله كفو

      استأجر طائرةً خاصةًً مقابل (116500 يورو) لحضور اجتماع في مارتينيك، على قولة رقم 2 يعني في حدود 58250 دينار.

    • زائر 3 | 2:03 ص

      يلعن ابو الفقر

      بينما انفق زميله مبلغ (12 ألف) يورو لشراء السيجار الكوبي! وعلمي باليورو نصف دينار
      يعني 6 آلاف دينار
      يلعن ابو الفقر
      ما شايف خير
      عاد يصرف هالبمبلغ على سيجار كوبي؟؟؟؟

    • زائر 2 | 12:06 ص

      طالب بحريني في أوكلاهوما

      يبدو أن الكاتب يخلط بين الدول المتقدمة و دول العالم الثالث، ما ذكرته أمور اعتيادية في الغرب، الدول الغربية مرت بأزمات أقسى من هذه بكثير و خرجت من نفقها بدروس و عبر. إقالة قادة الجيوش و فضائح الرشى هي من الأمور البديهية في العملية السياسية الديمقراطية .. في الغرب المشاكل تواجه و لا تدفن تحت الرمال لكي تتقفاقم فيما بعد. تتحدث و كأن الغرب يكاد يرفع الراية البيضاء لإعلان الإستسلام! يبدو أنك لا تكتب سوى لأن تملأ فراغ الصحيفة الأبيض.

    • زائر 1 | 11:21 م

      الحمد لله

      احنا عندنا بالملايين ولا نفظح مسؤلينا على حساب كم مليون

اقرأ ايضاً