لذ للشاعر يوسف شغري أن يقرأ قصائده ذات النفس الحواري المتعدد بمعية الفنانة حميدة آل سنان التي راحت تسرد حروفاً سطرها شغري على لسان محاورته متأوهة آه يا مجنون، آه يا مجنون، بينما أخذت سنان دورها كفنانة شاعرة لتلون حروفها وتترصد السمع لنبض من الخرير على صرير منافذ أوجاعها.
كان ذلك في أمسية شعرية بمركز كانو الثقافي، حيث قرأ كل من الشاعر السوري يوسف شغري والفنانة حميدة آل سنان مجموعة من نصوصهما وذلك مساء الثلثاء 22 يونيو/ حزيران بحضور مجموعة من الشعراء والمثقفين ورواد المركز.
الشاعر السوري يوسف شغري حاصل على ليسانس أدب انجليزي من جامعة دمشق، نشر قصائده في العديد من الصحف والمجلات الدورية. شاعر وناقد تشكيلي ومترجم وكاتب صحافي. كتب ثلاث مجموعات شعرية «يشتعلُ الأفق بالفجر تحت أصابعكِِ» و»تميمة الرماد» و»ياسمين الصباح» والعديد من الترجمات الشعرية والفنية.
الشاعرة السعودية حميدة آل سنان فنانة تشكيلية معروفة في الوسط الثقافي والتشكيلي السعودي والعربي، أقامت العديد من المعارض وحازت العديد من الجوائز، تصدر قريباً مجموعتها الشعرية. أسست وتدير مرسمها المعروف «أتيلية فن» منذ العام 1994. أسست مجموعة «إشراقات فنيه» بجدة وأشرفت على المقهى الثقافي النسائي في النادي الأدبي في الدمام العام 2007 وعضو مؤسس في «صالون الأربعائيات الأدبي» ولها العديد من الإسهامات الثقافية المتعددة.
عندما ارتعشَ قلبي
بنبضِ روحِكِ،
حولتِ الأنهارُ مجاريها
لتصبَّ فيكِ
وهطلتْ أمطارُ العالمِ
على شواطئِ
عينيكِ وشفتيكِ!!
ياه...
كلُ هذهِ الطيور
تهاجرُ من عينيكِ
إلى دفءِ قلبي!!!
كلُ هذه الغيوم
الطالعة من تضاريس روحكِ
تمطرني!!!
إذن
لمَ لا أتبرعم
وأزدهرُ كالياسمين!!
يوسف إسماعيل شغري
كيف لكَ
أن تتحدث عن مائكَ
هذا الخرير ليس لكَ
بل لعاشقةٍ
كانتْ هنا
ذاتَ مساءٍ
قبل أنْ ينشقَ قميصُها
ويخرجُ نبضَها
توأماً يحبو
من علمّكَ الرقصَ
في نزفِ الليالي؟
صريرُ منافذِ الأوجاعِ
ليستْ موسيقاكَ
ولا تتقنُ الرقصَ
على فتيلِ شُعلتِها
ولنْ تنجوَ منْ ادعائِك
إنْ لمْ تضطربْ
ظهراً لبطنٍ
وتزحفُ مثلَ حشرةٍ
أعرفُ جيداً
كيفَ أسرقُ الماءَ منَ الينابيعِ
كلما يعجبُني
يغريني بسرقتِهِ
حتى الأطفالُ
سأسرقُهم من آبائِه
وسيخصّونَني أكثرَ
لسيدةٍ في الأربعين
أربع حكاتٍ
تحتَ سرتِها
ووقتُ الطلقِ
كفٌ مهسترٌ
يحرّكُ كلَ إصبعِ
في اتجاهٍ
كفٌ عالقٌ في قلقِهِ السريِّ
يمررُ مائَها بالبسملةِ
يجتهدُ ليفكَ
طرائدَ الأسى
عن غرفةٍ غرفَتْها
ذاتَ إغراءٍ من وجهِ الينابيعِ
سأجمّلُ قبري
ببعضِ ريالاتٍ سعوديةٍ
مسروقةٍ..
كفّوا عن هذيانِكُم
حميدة آل سنان
العدد 2862 - الأربعاء 07 يوليو 2010م الموافق 24 رجب 1431هـ