كشف الرئيس التنفيذي لمصنع المنامة للأقمشة حامد نشاط أن شركته باعت آلات وأجهزة كانت تستخدمها في «مصنع المنامة» لإنتاج الملابس الجاهزة إلى الشركة التركية أورتا (Orta) بقيمة بلغت نحو 25 مليون دولار، وأن الشركة التركية تنوي استثمار نحو 45 مليون دولار إضافية في توسيع مصنعها الجديد في المملكة.

وأبلغ نشاط «الوسط» أن الصفقة تمت مع الشركة التركية الشهر الماضي، الأمر الذي خفض عدد مصانع صناعة الملابس الجاهزة التي يملكها إلى واحد وهو «مصنع المنامة»، بعد أن باع قبل ذلك مصانع يملكها إلى شركة أميركية، بسبب المنافسة الشديدة في سوق الملابس الجاهزة والحاجة إلى تمويل.

وأضاف «قمنا ببيع أجهزة وآلات في «مصنع المنامة» الشهر الماضي إلى الشركة التركية «أورتا»، وهي واحدة من اكبر الشركات في تركيا، والتي بدأت العمل في مصنع «أورتا البحرين» لإنتاج الملابس والمنسوجات. الشركة تنوي استثمار ما مجموعه 70 مليون دولار في المملكة، من ضمنها قيمة المكائن والأجهزة التي استحوذت عليها من مصنع المنامة».

ورد على سؤال عن قيمة الأجهزة التي اشترتها «أورتا»، فقال نشاط إنها تبلغ نحو 25 مليون دولار، وأن الشركة التركية «ستستثمر بقوة في البحرين لإنتاج الملابس الجاهزة والأنسجة».

وأوضح نشاط أنه سيقوم بنقل الأجهزة والآلات المتبقية في «مصنع المنامة» إلى مقر جديد للشركة في البحرين لبناء مصنع جديد تحت نفس الاسم والاستمرار في نشاط إنتاج الملابس الجاهزة والأنسجة. ويوظف مصنع المنامة في الوقت الحالي 25 شخصاً.

كما ذكر نشاط أن سوق الملابس الجاهزة تواجه منافسة شرسة، وأن قلة التمويل المتوافر من المصارف والمؤسسات المالية يحد من التوسع في هذا المجال، إضافة إلى ما قال إنه نقص في الأيدي الماهرة في هذا المجال.

وكان نشاط ينوي استثمار نحو 20 مليون دولار لتطوير مصنعين لصناعة الأقمشة من ضمنها 15 مليون دولار لتطوير المصنع الواقع في عسكر و5 ملايين دولار في مصنع جديد في سترة والتركيز على إنتاج الملابس الجاهزة المعدة للتصدير. لكن يبدو أن قلة التمويل المتوافر ساهم في قرار بيعه إلى الشركة التركية «اورتا» التي ترغب في الاستثمار بقوة في البحرين.

وجاء بيع الأجهزة إلى «أورتا» بعد أن باعت الشركة المملوكة إلى نشاط 3 مصانع إلى الشركة الأميركية «وست بوينت هوم إنكوربوريشن» (West Point)، التي قامت كذلك بشراء مصنع في سترة من شركة «الخليج العالمية» بهدف تكوين صناعة متكاملة في البحرين والاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة بين المملكة والولايات المتحدة الأميركية التي بدأ تنفيذها في أغسطس/ آب العام 2006.

وتصدر البحرين منتجات من نحو 8 مصانع للأقمشة عاملة في المملكة إلى أسواق أوروبا والولايات المتحدة الأميركية تبلغ قيمتها نحو 250 مليون دولار سنويّاً من ضمنها 45 مليون دولار من مصنع المنامة للأقمشة الذي ينتج نحو ألف متر يوميّاً. ويتم استيراد المواد الخام من الهند وباكستان.

وأوضح نشاط أن صناعة الأقمشة صناعة مربحة إذا توافرت لدى المصانع العاملة في المملكة جميع المستلزمات لكي تنافس الشركات الخارجية التي تغرق الأسواق بمنتجاتها وخصوصاً من الصين والهند وباكستان، وأن اتفاقية التجارة الحرة التي وقعتها المنامة مع واشنطن تساعد هذه المصانع على المنافسة العالمية.

وعانت صناعة الملابس الجاهزة في البحرين من الكساد بسبب المنافسة الشرسة من مصانع الملابس وخصوصا في الدول الآسيوية مثل الصين التي تغرق الأسواق العالمية بمنتجاتها الرخيصة، وتم إغلاق بعض المصانع التي تشغِّل مئات الأيدي العاملة في هذه المملكة الصغيرة.

وتعتبر سوق الأقمشة أول سوق في البحرين استفادت من الاتفاقية مع واشنطن بسبب أن المنتجات التي تنتج في البحرين يتم إعفاؤها من الضرائب لدخول السوق الأميركية وهي أكبر سوق عالمية، في وقت تستعد فيه المصانع إلى التركيز على صناعة الملابس الجاهزة المزدهرة في المنطقة.

وبموجب اتفاقية التجارة الحرة فإنه يتم إلغاء الرسوم على معظم المنتجات المصدرة من البحرين ما يساعد على استقطاب المزيد من الشركات الإقليمية والدولية إلى البحرين للاستفادة من المزايا التي تقدمها الاتفاقية.

وتمت التوصية بتطوير قطاع الملابس الجاهزة والنسيج في البحرين عن طريق التحول إلى منتجات ذات قيمة مضافة أعلى واستخدام المنتجات البتروكيماوية لإنتاج الخيوط الصناعية ذات القيمة المضافة التي تدخل في صناعة الملابس وكذلك إدخال العمليات الآلية والتقنية في الإنتاج.

ولا يقتصر عمل نشاط على سوق المنسوجات فحسب، وإنما يستثمره بقوة كذلك في قطاعات مختلفة، أهمها القطاع العقاري.