العدد 2861 - الثلثاء 06 يوليو 2010م الموافق 23 رجب 1431هـ

فليرحمك الله يا سيد فضل الله

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

نعزّي إخواننا الشيعة في جميع أقطار العالم لوفاة المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله، الذي مات بجسده، ولكن آثرت كلماته أن تبقى أبد الدهر لمعشر الشيعة والسنّة معاً.

فكما هو معروف عن هذا السيّد الفاضل بأنّه أحد الشخصيات المؤثّرة في زماننا هذا، ومن الشخصيات المحبَّبة لكثير من العقلاء في سائر أرجاء المعمورة، إذ عاش حياته بكفاح وصبر وعزم، ولم تأخذه الطائفية يوماً، بل كان حريصاً على إذابتها من خلال خطبه وكتبه ومحاضراته.

إننا نفقد اليوم عزيزاً غالياً كشخصية السيد فضل الله، فلقد حارب الفساد في كثير من المحافل، ووقف ضد المخرِّبين من الطائفتين، ولم يتعثّر كما تعثر غيره في شعارات النبذ والكره.

ربما يستغرب البعض كتابتنا اليوم عنه، ولكننا لا نوفي هذا الرجل مكانته، فلقد دخل تاريخاً لن ينساه صغير أو كبير، وقد كان نعم السند ونعم القائد ونعم الأب، ونحن في هذا الوقت نمثّل جميع المسلمين ولا نمثّل طائفة بحد ذاتها.

لقد خسرنا السيد فضل الله، ولكننا لم نخسر المرجعية التي يجب أن نرجع إليها، لتجسيد الهويّة الإسلامية، فالمسلم الحق هو من يدعو إلى الحكمة، وهو من يلملم الجراح ولا يزيدها، وكان هو كلّ ذلك.

لقد واجه شيعة البحرين وسنّتها لمدّة طويلة جداً خيوط الطائفية البشعة، التي دأبت على نشر الكره والبغضاء والكراهية، أما في الآونة الأخيرة، فلقد وعى عامّة الناس مخطّط نشر الطائفية، وعلموا بمن يحيك لهم في الظلام، ومن هذا المنطلق كان للسيّد فضل الله، وللشيخ صلاح الجودر، وغيرهم من العلماء الأشراف الفضل بعد الله، مساعيهم المشكورة لنبذ ما كان واقعاً فعلياً في البحرين. فقد كان حلماً أن يتّحد أبناء البحرين على حقوقهم وواجباتهم تجاه وطنهم، ولكن تلك الخطب العظيمة التي ألقاها فضل الله وعبدالأمير الجمري وصلاح الجودر وناجي العربي وعيسى قاسم، أزالت الشوك وبذرت الورد، وكان لنا أوان مشاهدتها حقيقة ثابتة.

فإذا كان لسماحة الشيخ السيّد محمد حسين فضل الله هذا التأثير، فبالتأكيد نفقده ونفقد من هو مثله، وبالطّبع نعزّي فيه كلّ حُرٍّ يجد في نبذ الطائفية هدفاً محتماً عليه، فمن سيخلف فضل الله في هذا الجهاد الذي بذله بنفسه ومن نبع إيمانه بأهميّة توحيد الصفوف؟

لابد أن يكون خليفة السيد فضل الله على قدر من التوأمة الروحية لهذا العلاّمة، ولابد أن يختار الشارعان الشيعي والسني قائداً موحّداً للصفوف، لا نابذاً أو كارهاً لبقيّة الطوائف، وهذا هو الجهاد الحق.

فليرحمك الله يا سيد فضل الله، وتغمّدك بفسيح جنانه، فلقد كنت نوراً في وقت الظلمات، ومازال نورك يسطع على بقيّة الأمم لينوّرها، وإنّك لم تمت بروحك، ولكن فارقتنا بجسدك، وعزاؤنا فيك بأنّك متَّ على كلمة حق قلتها ولم تخشَ فيها لومة لائم.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2861 - الثلثاء 06 يوليو 2010م الموافق 23 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • zahraa nasr | 10:04 م

      رحمك الله يارجلا لم يتكرر

      والى جنان الخلد
      اترك الشقاء خلفك

    • زائر 23 | 3:01 م

      بو يعقوووووب

      السيد فضل الله رحمة الله عليه لصدقه واحترامه لنفسه جعل رئيس الجمهوريه ورئيس البرلمان ورئيس الحكومه وزعماء الطوائف والاحزاب وكل من فى لبنان يقولون له * سيدنا* ويخاطبونه بسماحة السيد مما يعنى انه سيد لبنان الاول ومقامه سيظل شامخا لكل طوائفه ولم يكن يوما حكرا على طائفته وهذا هو سبب مناداة الجميع له *سيدنا *

    • زائر 22 | 11:52 ص

      14نور::تابع:: سلمت ثناياك يا شرف القلم وجمال رسمه

      فهو ليس حصراً لطائفة دون الأخرى بل هو أبُ ُ رحيم لكافة الخلائق وهو صاحب البلسم الذي تداوى به الكثيرون فهو المطبب وهو الطبيب بعد الله عز وجل عالج الكره بالمحبة كما سيدنا عيسى المسيح وقابل الإسائة بالحسنة كما سيدنا المصطفى فهنيئاً له المفازة وهنيئاً لك شرف الكتابة.

    • زائر 21 | 11:50 ص

      14نور:: سلمت ثناياك يا شرف القلم وجمال رسمه

      فقيدنا اليوم هو فقيد الزمن الذي نحن في خضمه وخسارتنا اليوم هي خسارة العالم أجمع من المحيط إلى المحيط هو كان العالم الزاهد الورع المجاهد النور الذي يهبه الله لأفضل خلقه هو كان رمز اللحمة وهو كان مفتاح الأمان من غدر الناكثين والزمان هو كان الأهل لحمل العبئ وهو كان المؤتمن ورث أمانته وزهده ورحمته وتعاضده وتكاتفه مع باقي أطياف المسلمين من جده المصطفى وعلي المرتضى والحسن والحسين وباقي العترة الطاهرة عليهم وعلى آبائهم أفضل الصلات والتسليم,أختاه يشهد الله بأن قدرك قد زاد أضعاف أضعافه بما ذكرته عن الشيخ

    • زائر 20 | 8:50 ص

      ولــــــ المحرق ــــــــد ضد التجنيس

      رحمك الله يا سيد الصلاة والعلم والعمل. عندما اقرء مقالتكِ يا بنت الاصل اشعر ان البحرين ما زالت بخير وفيها من الاشراف والاحرار ممن يعشقون الوحدة لانهم تربوا في بيوت الاصل والفصل ولكن عندي ملاحظه . سابقا كان اجدادنا في المحرق وفي كل مكان كانوا متحابين ومترابطين وكانوا اكثر من اخوة لانهم ابناء البلد الاصلين اما في وقتنا الحاضر وبعد الزج بالالاف من المجنسين المحسوبين على اخوننا السنه وانتشار الكثير من ابواق الفتنه واصحاب الاقلام المؤجوره وكل هؤلاء يحاولون جاهدين لايقاض الفتنه .وبعضهم نجح في امره

    • زائر 19 | 8:30 ص

      .. بنين ..

      عزيزتي ايتها الكاتبة ..
      منذ ان رأيت مقالاتك ِ وجدت فيك الصدق والطيبة ..
      فالكاتب الحقيقي يترك اثر قوي للقارئ ..
      وانت بدورك ِ اثبت ِ لنا انك ذات موهبة واخلاق وطيبة
      شكرا لك من كل قلبي ايتها الرائعة ..
      اتمنى لك ِ من كل قلبي التوفيق
      رحمك الله ياسيدي .. فأنت كنت الاب الحنون
      وسوف تبقى في قلوبنا ..

    • سترة نور العين | 7:58 ص

      إلى مدرصس ثانوي

      إلى جنان الخلد ونعيمها يا سيدنا الغالي وفي آمان الله
      شكرا لك يا أخي مدرس ثانوي والله يعطيك العافية على المعلومات و صارت عندي بطريقة شفت "Shift " مع حرف ش ... لكِ ...
      مع جزيل الشكر للزائر 18

    • زائر 18 | 7:34 ص

      طريقة وضع الكسرة تحت لكِ

      السلام عليكم جميعا
      اكتب الحرف و منثم اضغط على زر ( shift ) و من ثم اضغط على حرف الشين
      موفقين

    • زائر 17 | 7:16 ص

      مدرس ثانوي

      الأخت الفاضلة سترة نور العين ، تحياتي لكِ أختي الموقره ، الكسرة إلي تحت الكاف يختلف وجودها من كمبيوتر إلى آخر حسب البرمجة ، يعني اللب تب إلي عندي موجودة الكسرة في حرف ؤ أو c مع الشفت طبعاً ، و جهاز الكمبيوتر الآخر موجودة في حرف ش أو A مع الشفت ، جربي الطريقتين و بتعرفين وجود الكسرة وين في جهازك ، و يمكن تكون في حرف آخر في جهازكِ حسب برمجته .
      تحياتي لكِ سترة نور العين .

    • زائر 16 | 7:03 ص

      على راسي

      على راسي مقالك يامريم كنتي كبيرة وغديتي اكبر بتعليمك للكثير الحب ةالقلب الطاهر وما انتي اللا نبتة من حصاد السيد فضل الله وبقية الرجال من ذكرتيهم ونعم البنت ونعم التربية الحدية الأصيلة

    • زائر 15 | 6:30 ص

      حبيب قلوبنا

      الله يرحمك حبيب قلوب أشراف الأحرار
      كنت وما زلت لا توفيك الكلمات حقك
      هو إنسان وجد في عصر قلت فيه الانسانية
      اللهم احشره مع محمد وآل محمد صلى الله عليهم وسلم تسليما كثيرا
      ليت عيني رأت ظلك الشريف

    • زائر 14 | 5:00 ص

      رحم الله والديك على هذا المقال الرائع

      رحمك الله يا سماحة العالم الجليل يا سليل العترة الطاهرة

    • سترة نور العين | 4:32 ص

      رحم الله والديش يا أخت مريم على تعازيك

      كل كلمة تنقال في سيدنا الراحل قليلة في حقة

      فنطلب من العلي القدير بأن يرحمه ويسكنه في روضة من رياض الجنان

      أخ الفاضل مدرس ثانوي : تحياتي لك ممكن طلب منك مع جزيل الشكر .. أبّي طريقة وضع الكسرة اللي تضع تحت الكاف "لك"

    • زائر 13 | 4:27 ص

      من أرض النويدرات

      مقال جميل بالفعل جسد روح الوحدة الاسلامية فلا شيعية ولاسنية جميعا تظللنا راية الإسلام .. إلى جنان الخلد أيها الأب الرحيم والمعلم الرشيد والقائد الحكيم والكهف الحصين ..

    • زائر 12 | 3:38 ص

      السيد الغريفي مشوار السيد فضل اللة

      بعد تاريخ 5-7-2010 وهو يوم اعلان ان السيد فضل اللة قد التحق بقوافل اجدادة -الكل يعلم ان فضل اللة قهر وركع ونكس اعلام امريكا وجعل من الجيش والجندي الدي لايقهر ولايهزم مهزلة واضحوكة في البيت الابيض-المشوار والخط والنهج الدي رسمة السيد سوف يكملة السيد الغريفي هدا هو الواضح والمعلن -فهناك تشابة كبير مابين بنت حريك وفريق الفاضل والمخارقة -الخوف من الطائفية ليس من قبل هدة الازقة يااخت مريم ولكن من قبل بعض الاقلام المنتهية الصلاحية كما تعرفين وليس منى ومنك

    • زائر 11 | 3:11 ص

      مدرس ثانوي

      رحم الله والديكِ و جزاكِ الله خير الجزاء على هذا المقال الأكثر من رائع و في ميزان حسناتكِ إن شاء الله تعالى . ولا غرابة اطلاقاً من كتابتكِ مثل هذا المقال فأنتِ بنت الحد و كما عهدنا أبناء الحد الأصليين أهل جود و كرم و طيبه و نخوه و ينبذون الطائفية و ليس لها في قلبهم مكان ، منذ بداية كتاباتكِ في الوسط كنت من المتابعين لكِ ولم تخب نظرتي فيكِ أبداً ، فأنتِ تنحدرين من عائلة أصليه عريقة معروفة و تربيتي في الحد فلابد أن تكوني كما أنتِ الآن وطنية و حقانية و نابذة للطائفية .
      ألف شكر لكِ استاذة مريم

    • زائر 10 | 3:03 ص

      هو رجل العقل و المنطق

      هو رجل العقل و المنطق عليه رحمة الله

    • زائر 9 | 3:02 ص

      شكرا للكاتبه

      نعم اختي مريم من افضل الاعمده التى قراتها لك نعم نحن في أمس الحاجه للوحده ونبذ الطائفيه فنحن مسلمون سنه وشيعه ويجب على ان نتمسك لانى في فرقتنا ضعف والعدو يفرح ويضحك علينا.

    • زائر 8 | 2:52 ص

      من المعامير الابية نشكر الاخت على تعزيتها

      اشكر الاخت الكريمة على تعزيتها التي تعبر عن بحرينيتها الاصيلة.... كم نحن محتاجين لك و الى من يرون ما ترينه انتي يا سيدتي... موقفك هذا يدل على نقاء القلب و العقل و المنطق...

    • زائر 7 | 2:04 ص

      أحساسي

      بالرغم انني لست من متتبعي السيد رحمة الله الا انني احسست فقدي لأب كبير وصاحب كلمه محببه للقلب والعقل .. فليرحمك الله
      هكذا الأنسان عندما يتكامل في علمه وخلقه ..

    • النعيمي2 | 1:21 ص

      لا لطائفية نعم للوحدة الوطنية المشتركة ..

      هذه الروح الجميلة التي نفتقدها في كتاب الطائفية فشكرا لكي لقد عززت روح الأخوة في قلوبنا فرحمة الله عليك يا سيد فضل والى جنان الخلد ...أنشالله

    • زائر 6 | 1:08 ص

      أبو جالبوت ... 2

      (لقد واجه شيعة البحرين وسنّتها لمدّة طويلة جداً خيوط الطائفية البشعة، )
      كل أجدادنا من الشيعة والسنة يقولون أنهم عاشوا الوحدة الحقيقية معاً فالشيعي يأكل من بيت السني و السني يدخل بيت الشيعي و محل للخلافات التافهة بين المذاهب، ولكن للأسف الشديد أن الحكومة سعت جاهدة لإيقاع الفتنة بين الأخوين الكبيرين هذين ونجحت في ذلك ، و اليوم تكشفت الأوراق و عُرف من تنخر في بدنه الطائفية ، و من تتملكه روح الأخوة و الوحدة و المحبة .
      ألا إن فضل الله كان أخاً و أباً و صديقاً و ناصحاً للجميع .
      تحاياي

    • زائر 5 | 1:06 ص

      أبو جالبوت .... 1

      شكرا على المقال الجميل
      (ربما يستغرب البعض كتابتنا اليوم عنه)
      لا غرابة في الكتابة عنه فقد كتب عنه المسلمون بشتى طوائفهم و المسيح و غير هم من الديانات الأخرى فكيف لا يكتب عنه من يجمعه الإسلام ثوابتاً و قيماً .
      (

    • زائر 4 | 11:48 م

      بصراحة

      اشكر الكاتبة المتألقة وهذا المقال لايدل الا على طيب اصلك وسعة افقك جزاك الله خير جزاء وكثر من امثالك ان شاء الله

    • زائر 3 | 11:06 م

      رحم الله والديك

      رحم الله والديك و موتى المسلمين

    • زائر 2 | 11:01 م

      احسنت اختي

      مقال رائع لكل دي قلب سليم وحر وليعظم الله لك الاجر في مصابنا جميعا بفقد سماحه السيد

    • زائر 1 | 10:48 م

      رجال في ذاكرة التاريخ .. بارك الله فيش استاذه مريم و كثر الله من امثالش.

      نعم كم نحن اليوم بحاجة الى مواقف رجال الدين الشجعان .. امثال السيد فضل الله قدس سره و الشيخ صلاح الجودر و الشيخ ناجي العربي و الشيخ عيسى قاسم الله يحفظهم .

اقرأ ايضاً