العدد 2861 - الثلثاء 06 يوليو 2010م الموافق 23 رجب 1431هـ

المخادعون والمشاركة السياسية

سلمان ناصر comments [at] alwasatnews.com

.

تنتمي بعض الجمعيات السياسية بأولوية الجمعية على الوطن أو المصلحة الخاصة على العامة إلى فريق المخادعين، الذين يحدون ويحيدون عن المصالح العليا، وممارستهم تشير إلى عكس خطابهم. أما المخدوعون الذين يجب أن نتوجه إليهم بالحديث هم الضحايا الذين يعتنقون مبادئ تتنافى مع مصلحتهم بشكل يجعلهم مسلوبي القرار، أما بعاطفة مناطقية أم مذهبية.

إن هذا التوصيف مبعثه شعور الانتماء لدى الغالبية من المواطنين لبعض الجمعيات السياسية، من منطلقات ما تقدمه تلك الجمعيات من إعانة أو مساعدات لهؤلاء الأفراد المنتمين إليها سياسياً أم فكرياً أم مذهبياً، وما يجب أن يعيه المخدوعون، أن المشاركة في الوطن الجامع من خلال المجتمع هي عبارة عن محصلة نهائية لجملة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والمعرفية والثقافية والسياسية والأخلاقية، وليس بالاصطفاف الطائفي أو المناطقي. وللتدليل على ذلك على سبيل المثال لا الحصر، تهافت الغالبية من النواب للمطالبة بسرعة حل مشكلة الإسكان من منطلقات مناطقية وفي الغالب طائفية، إلى أن وصل للمواطن البسيط مفهوم مفاده أن لا حلّ لمشكلة الإسكان إلا عن طريق امتداد هذه المدينة أو تلك القرية حتى ولو كان على حساب الطلبات القديمة!

هذا بجانب افتقارنا لتحديد نمط العلاقة الاجتماعية والسياسية ومدى توافقها مع مبدأ المشاركة الذي بات معلماً رئيساً من معالم المجتمعات الحديثة. لماذا نقول ذلك؟ لأن ما لمسناه من قبل بعض الساسة سعيهم إلى ضرب العمل السياسي وتهميشه وصولاً إلى تصدير صراعاتهم الداخلية. علاوة على أنهم ساعدوا على تغذية الحقد وما يترتب عنه من عنف وعنف مضاد، وظواهر عشناها بفترة وأخذت بالظهور بالفترة الأخيرة، ولكن على شكل بيانات مبطّنة تخفي إخفاقاً داخلياً أو عدم التناغم السياسي. ولكن علينا أن لا ننسى دوماً أن ضعف الكيانات السياسية، تعد ضعفاً للمواطن داخلها.

لقد كان من الخطأ في تلك الجمعيات أنها اعتبرت الوطن شيئاً آخر غير المواطنين الذين يكونونه، وأنها اعتقدت أن حقوق المواطن تكمن في منتسبيها في المقام الأول. إن المشاركة السياسية مبدأ ديمقراطي، يمكننا به أن نميّز بين مبدأ يقيم فرقاً نوعياً بين جمعيات تقوم على الاحتكار وأخرى تقبل الاختلاف والتنوع. كما أنها عبارة عن نظام وحقوق ومواطنة ومشاركة فعالة، كل تلك المفاهيم مرتبطة بشكل حميمي وعميق وتطرح إشكاليات جدية وذات دلالة بالغة، فإما تترجم وتتضح من قبل هؤلاء المخادعين، أو تزيد التعتيم على الفكرة التي نبحث عنها «المشاركة»، وتحدث انشقاقاً كما هو حاصل بين تلك الجمعيات لتصل إلى المواطن وتؤثر عليه معرفياً وإيدلولجياً.

نحن بحاجة إلى مشاركة سياسية تعبر عملياً عن العقد الاجتماعي، لا في مفهومه فحسب، بل في واقعه العملي أيضاً، لتعيد المشاركة السياسية إنتاج العقد الاجتماعي وتؤكد عليه في كل يوم، أي أنها تعزز انتاج الوحدة الوطنية وتبرزها. إذ تعد الوحدة الوطنية أحد ركائز عمل أي مجتمع، ولاسيما الاعتراف بالحقوق الناجمة عن الاعتماد المتبادل بين مختلف الفئات الاجتماعية وإسهام كل منها في عملية الإنتاج الاجتماعي علي الصعيدين المادي والسياسي. فهل هذا ما تقوم به الجمعيات السياسية؟

لذلك نميل إلى القول إنه لا يوجد لدينا في الوقت الراهن جمعيات سياسية إلا بمشاركة سياسية سلبية في التأييد السلبي أو القبول التام، وفي المعارضة السلبية أو الرفض التام، لا مشاركات سياسية إيجابية وخلاقة في الفترة الماضية من قبل تلك الجمعيات. ان النماذج التي تم طرحها هي نماذج مستقاة من بعض بيوت تلك الجمعيات تناولها أعضائها ومناصريها قبل تناولنا لها. وهنا نقول للمخدوعين إن الإنسان اسم جديد غالباً ما يقوم المخادعون بتغليفه بالبضاعة القديمة التي تضع المصالح الأنانية أو الفئوية فوق مصالح المجموع، وهو الأمر الذي لا يمكن لعاقل أن يقبل به لما يتضمنه من أخطاء على التماسك الاجتماعي الذي يعد الدرع الواقي للفرد والمجموعة على حد السواء. لذلك يقتضي علينا كشف الخديعة التي هي حجر الزاوية في فهم المشاركة وذلك بتفكيك مفهوم «المصلحة العليا» التي تنتهك باسمها حقوقنا أما بالتخويف أم بالتخوين، حيث إنها ليست إلا غطاء لمصلحة فئات عنيفة يمارسون إلغاء المجتمع الجامع لمصلحة فئوية أو مذهبية بحتة.

إقرأ أيضا لـ "سلمان ناصر"

العدد 2861 - الثلثاء 06 يوليو 2010م الموافق 23 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 12:57 م

      سوف اقتبس منك السطر الاخير فهو لب الموضوع

      التي تنتهك باسمها حقوقنا أما بالتخويف أم بالتخوين، حيث إنها ليست إلا غطاء لمصلحة فئات عنيفة يمارسون إلغاء المجتمع الجامع لمصلحة فئوية أو مذهبية بحتة.

      صح الله لسانك

    • زائر 10 | 10:29 ص

      محمد الزياني (((كلمة حق 1)))))

      نعم اخي الكل يعمل لنفسة ولاهل او لجمعيته او طائفته نعم هناك كانت جمعيات تساعد الفقير تستلم من الغني لتعطيه للفقير وهي مشكوره علي ذلك ويجب ان تقف عند ذلك بالامس كلفتها توزيع صدقتي وزكاتي واليوم تريد ان تسود علي وتتحكم وتصدر القوانين . تلك جمعيات خدمية تعرف الفقير المتعفف والغني البخيل الذي لايخرج ماعليه وياكل ماتجود به يد الكرماء للفقراء وهذا مجال عمل تلك الجمعيات لا سن القوانين الدينية والمدنية اذكرو لي واحد من تلك الجمعيات شيخ بمعنى الكلمة هل فيهم مرجع شيعي او عالم سني كلهم طلاب علم

    • زائر 9 | 4:04 ص

      جمعيات ام جمعيات مؤجرة 4

      أين حركنا الوطني ضد هؤلاء أين درونا في الوقوف في وجه هؤلاء المنافقون لذلك يجب ان ننمي روح القيادة في ابنائنا و نبعدهم عن أصحاب الفكر السام ونقوي فيهم روح التسامح و التمسك بالعادات العربية الاصيلة وندفع الجميع نحو المشاركة الفاعلة لبناء جيل واعي ناضج و نبتعد عن المنابر الفاسدة اصحاب الأمراض النفسية و عقدهم العفنه
      نرفع راية الشموخ و العز و نرفع دار بو سلمان لمصاف الدول
      الحضارية وهذا لن يتحقق الا من خلال قرأتنا لانفسنا جيدا بدون فئوية أو مذهبية شاكرا لراعي المقال هذا الطرح محبكم بو احمد

    • زائر 8 | 3:52 ص

      جمعيات ام جمعيات مؤجرة 3

      نأتي للجانب الاجتماعي لم تستطيع الجمعيات ان تفصل بين الجانب الاجتماعي و الجانب السياسي فقبل ما تضع الجمعيات رسالتها ورؤيتها السياسية تتكلم عن جانبها الاجتماعي و تدغدغ المشاعر ثم تصب السم في العسل باسطوانات مشروخة و مفضوحه هل هذا هو حراكنا السياسي نرى جمعيات عبارة عن شنط أو بيوت مؤجرة اعتقد أن في النهاية لا يصح الا الصحيح و سيستمر المشروع الاصلاحي و الذي سيسبق هؤلاء لانه طرح على فكر واعي ودراسة عميقة أما هؤلاء الذين يطلقون التصريحات الغوغاء فلن يصلوا لهدفهم المفضوح بفضل التمسك بالقيادة الرشيدة

    • زائر 7 | 3:45 ص

      جمعيات ام جمعيات مؤجرة 2

      نعم هناك من يمنح الالقاب لهلاكي الانفس و البلاد و نجد من قطع المسافات يشعر و يفتخر بهذه البلاد هذه المقارنة لنوضح ماهي حقيقة هذه الجمعيات التى تتطلق على نفسها معارضة هم مرتزقه جاؤه بفكر مؤجور و الشئ المضحك و المهان عندما نرى الامين الذي بلا وعد يتحالف مع الشيطان من اجل الدخول للبرلمان و الحصول على لقب برلماني من اجل التقاعد و السيارات الفارهه طب اذا هدفك البرلمان لماذا تقف مع الفساد و المتآمر و الله مسخرة و نحن في القرن الواحد و العشرين نرى هؤلاء العفن المخادعون ينصبون انفسهم ولاة عن الشعب

    • زائر 6 | 3:33 ص

      جمعيات ام جمعيات مؤجرة 1

      من خلال المشروع اإصلاحي وجدنا جمعيات ورقية أو كرتونية أو جمعيات مؤجرة الفكر و التسيس و الأجندات هذه الجمعيات لم تتواكب مع المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حفظه الله ورعاه بالأمس كنت في فاعلية صيف البحرين وحضر الكثير من كافة أنحاء العالم و تحدثت مع البعض و كانوا فاخورين بهذه الفعليات العالمية و التى تتضاهي بافضل لمسارح العالميه وقد تحدث مع بعض الحضور فقالت احدهما بان البحرين ستكون في المستقبل واحة للتراث و الثقافة حقيقي كنت فخرا بهذه الكلمات لنقول لهؤلاء الكرتونيون و الذين يمنحون الاوسمة للمخرب

    • زائر 5 | 2:46 ص

      صحصح ياشيخ

      يا اخي من يساعد اهل البحرين انت عايش في حلم صحصح اهل البحرين هم من يساعدون انفسهم ما فط عرفنا ان الجمعيات تساعد اهل البحرين من اجدادنا البحرينين ولا من جيراننا . جايز تكون انت من اصل ..... ونعرف افضل من اهل البحرين سامح الله ياشيخ .. اي جمعية تنتمي اليها انت .. واي جمعية تساعد الفقراء اليوم ؟ حتى طباعت المصاحف اصبحت تجارة لدى الجمعيات. صحصح يا شيخ

    • زائر 4 | 2:21 ص

      جمعيات مناصب 2

      او تلك الجمعية . اصبحت نضرة اهل ( الجمعيات ) لمن لاينتمي لها لاترتقي الى اي مستوى في هذا الكون واضبح الخاهل الذي لايحمل اي من المؤهلات وينتمي الى تلك الجمعية وكانه ملك الكون الكامل الذي يعرف مالا يعرفه المثقف. وصل بناء الحال الى الخلف بسبب اهداف الجمعيات والمناصب وطمع الدنيا .

    • زائر 3 | 2:20 ص

      أجودي// رد على زائر رقم 1

      أي جمعيات اللي تساعد الناس؟؟؟؟؟؟؟؟ من وين طالع بهذه الدعايات؟؟؟؟؟؟؟؟ لو انت ماسك ورنيش الجمعيات الاسلامية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لاكن صدق باين عليك امبرمج.....

    • زائر 2 | 2:08 ص

      جمعيات مناصب

      الى الزئر (1) اين انت من عهد محمد (ص) هل كانت الجمعيات موجودة ؟ وان وجدت هل كانت لها اهداف للوصول الي الحكم والمناصب ؟ اعتقد بانك لم تكن موجودا في الكون. يا اخي الجمعيات التي تتحدث عنها حينما كنت انتى طفلا كانت اهدافها ورجالها واضحين وليس لديهم مطامع لا في الدنيا ولا في ما تحتويه . كانت وجهتهم واهدافهم عمل الخير اما الان فانظر الى اين وصل بنا الحال من من يدعي بانه ينتمي الى الجمعية ا والجمعية ب بل هو في داخله ينتمى الى نفسه وحب المال والمنصب بل واصبح المثقف لاحول ولا قوه اذا لا ينتمي الى هذه او

    • النعيمي2 | 1:22 ص

      يقلقني غيابك

      لذلك نميل إلى القول إنه لا يوجد لدينا في الوقت الراهن جمعيات سياسية إلا بمشاركة سياسية !

    • زائر 1 | 11:16 م

      ماذا تعرف عن الجمعيات؟

      اخي ماذا تعرف عن الجمعيات من قبل عشرين عام هل تعلم انها هي التي تساعدالاسر المحتاجة وتمدلهم يدالعون في كل امورهم هل تغير هذا ؟اعتقد انك لم تكن موجود في هذة الفترة في البحرين اعتقد انك كنت في دولة الامارات فلماذ ا تنتقد الان اللجمعيات محاسن كثيره لاتعد ولاتحصى فجزء الجمعيات الاسلامية خير الجزاء

اقرأ ايضاً