عادت أوروبا من الباب الكبير في كأس العالم بعد أن عانت منتخباتها الأمرين في الدور الأول للبطولة وخصوصا الكبيرة منها، فخرجت بطلة العالم إيطاليا ووصيفتها فرنسا ومن ثم إنجلترا بعراقتها، وكذلك صربيا (يوغسلافيا العريقة سابقا) وغيرها من المنتخبات الأوروبية التي ودعت في الدور الأول أو مع بداية الدور الثاني في ظل تراجع واضح للكرة الأوروبية التي كانت المسيطرة تماما في كأس العالم 2006 في ألمانيا من خلال تأهل 4 منتخبات أوروبية للدور نصف النهائي.
أمام التراجع الأوروبي كان هناك تألق واضح لفرق أميركا الشمالية والجنوبية التي سيطرت على الساحة إلى جانب بروز للفرق الآسيوية إن بالأداء الممثل في استراليا وحتى نيوزيلندا أو بالنتائج الممثلة في كوريا الجنوبية واليابان.
خريطة الكرة كان من الواضح أنها بدأت بالتغير قياسا إلى هذه النتائج وإلى صعوبة المباريات، إلا أن دور الـ 16 ودور الثمانية كان حاسما تماما، وأظهر مجددا تفوق الكرة الأوروبية التي سيطرت بعد ذلك بمنتخبات جديدة غير تقليدية مثل إسبانيا وهولندا اللذين تأهلا للدور نصف النهائي إلى جانب القوة الأوروبية التقليدية ألمانيا التي اكتسحت الجميع أداء ونتائج ووصلت للدور نصف النهائي للمرة الـ 14 في تاريخها من أصل 19 بطولة عالم ما يدلل على المكانة الكبيرة للكرة الألمانية في المحفل العالمي.
فألمانيا كما يقال إذا كانت سيئة تصل للنهائي وهذا ما حدث بالفعل في 1982 و1986 و2002، وعندما تكون جيدة تتوج باللقب وهذا ما بات يقترب منها في هذا المونديال إلا إذا كان للإسبان رأي آخر في الدور نصف النهائي.
لم يبق من أميركا اللاتينية التي سقطت فرقها بالتتابع سوى منتخب الأوروغواي الذي كما يبدو وصل إلى نهاية حكايته السعيدة في الدور نصف النهائي أمام هولندا إلا إذ أراد الأوروغواي إعادة كرة القدم إلى 1930 و1950 عندما توجوا باللقب العالمي ليغيبوا بعد ذلك تماما ويستفيقوا مجددا في 2010 بالوصول لهذا الدور المتقدم.
وعلى رغم ما قدمه منتخب الأوروغواي إلا أن مفاجئة البطولة باعتقادي كان المنتخب الهولندي بامتياز الذي حقق 5 انتصارات متتالية في كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه وأخرج المنتخب البرازيلي القوي بل المرشح الأكبر للقب.
قبل انطلاق المونديال بأيام قليلة كتبت في هذه الزاوية عن المنتخبات المرشحة وختمت المقال بالتأكيد أن هولندا ستكون المفاجأة قياسا بنتائجها الأخيرة في التصفيات وفي المباريات الودية وقياسا بما تمتلكه من نجوم كبار جدا في الجبهة الهجومية وخصوصا إلى جانب دخولها المونديال بهدوء ومن الباب الخلفي وكلها عوامل مساعدة على النجاح، وحينها لامني أحد القراء الأعزاء على ترشيح هولندا من خلال تعليقه على المقال في الوسط أونلاين واصفا هذا الترشيح بغير المنطقي.
الأيام دارت وأثبت المنتخب الهولندي أنه مفاجأة مونديال جنوب إفريقيا السعيدة وبات قريبا من العودة مجددا إلى المباريات النهائية بعد وصوله للمرة الأخيرة في العام 1978.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 2860 - الإثنين 05 يوليو 2010م الموافق 22 رجب 1431هـ