كلما مضى عالمٌ كبيرٌ إلى سبيل ربه استرجعنا الحديث الشريف: «إذا مات العالِم ثُلم في الإسلام ثلمةٌ لا يسدها شيء»... وهو أصدق ما يكون انطباقاً على سيرة العلامة المجاهد السيد محمد حسين فضل الله، وأكثر من يتلمس أثره المقاومة الإسلامية في لبنان.
هناك إجماعٌ على دوره الريادي في لبنان والعالم العربي، فكرياً وفقهياً وحركياً، فضلاً عن دوره العملي في حركة التقريب بين المذاهب، في بلدٍ متنوع المذاهب والطوائف والأعراق، خاض حرباً أهلية لخمسة عشر عاماً. ويُجمِع على أهمية دوره الوطني التوحيدي كلُّ من تحدّث عنه، أو أبّنه ورثاه، إسلامياً كان أو مسيحياً، سنياً أو درزياً أو مارونياً كتائبياً. والمحافظة على وسطيتك في بحرٍ طائفي مضطربٍ تحتاج إلى قلبٍ واسعٍ كالمحيط.
ليس احتضان مرجع ديني لأبناء طائفته غريباً فتلك من المسلمات، إنما الغريب أن يلجأ إليك أبناء مذاهب أخرى ليضعوا زكواتهم وحقوقهم الشرعية بين يديك لتتصرف فيها كما تشاء، ثقة بنزاهة قصدك ونظافة يدك، ولِمَا يرونه من مشاريع تنفع الناس. بل يلجأ إليك أتباعُ أديانٍ أخرى لتحلّ قضاياهم الشخصية ومشاكلهم العائلية ثقةً بعدالتك وتقواك... فتلك من أخلاق القلب الواسع كالبحر المحيط.
الثلمة لا يسدها شيءٌ برحيل هذا العلامة المصلح المجاهد، وسوف يترك فراغاً كبيراً كبيراً، وستمضي أعوامٌ حتى تبزغ شخصيةٌ إسلاميةٌ قياديةٌ بمثل هذا الحضور السياسي والفكري والحركي المؤثر. وقد تمر فترةٌ قد تطول، حتى يستوعب الواقع غياب فضل الله عن الساحة، وما سيمثله ذلك من فراغ كبير.
على أن أسرع من سيستشعر أثر ذلك الغياب، المقاومة الإسلامية في لبنان. فقد كان أكبر حامٍ لها، ومنظّر لفكرتها، ومدافعٍ عنها في أحلك وأصعب الأوقات... وكم مر على لبنان في الأعوام الأخيرة من أوقات حالكة السواد.
في سنوات نهوض المقاومة في الثمانينيات، دأب الإعلام الغربي على وصفه بـ «الأب الروحي لحزب الله»، وهو شرفٌ لم يدّعِهِ، وتهمةٌ لم يتبرأ منها، فالرؤية الفكرية والعقيدة الجهادية تجمعانه بالحزب الذي حقّق الله على يديه الانتصار في زمن الهزائم.
في بيان نعيه، أكّد قائد المقاومة السيد حسن نصر الله، أنه وأصحابه كانوا من تلاميذ منبره، ومن المصلين في جماعته، منذ كانوا فتيةً يهتدون بكلماته ويقتدون بسيرته. ورسم حجم الثلمة بدقةٍ حين قال: «لقد فقدنا أباً رحيماً، ومرشِداً حكيماً، وكهفاً حصيناً، وسنداً قوياً في كل المراحل».
المعادلة الصعبة التي حقّقها فضل الله، أن تكون من أهل الحوار مع الآخر بالحكمة والموعظة الحسنة، وتبقى من المتمسكين بمبادئك، والرافضين للظلم، والمقاومين للمحتل، والصابرين على الشدائد، في فترات المحن والفتن.
في قضية المقاومة التي ستحدّد مصير ومستقبل المنطقة، كان موقفه واضحاً كالشمس، قاطعاً كالسيف. ففي حرب تموز، حيث تآمر من تآمر، وثبّط من ثبّط، وقف يشدّ أزر المرابطين على الحدود ممن أوقفوا زحف العدو وكسروا شوكته: «أيها البدريون، المجاهدون في خيبر الجديدة، ممن أحبوا اللهَ ورسولَه وأحبّهم اللهُ ورسولُه».
أسّس للحالة الجهادية، وتعهّدها تربية وتوجيهاً ودعماً، كزرعٍ أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه، حتى ترسّخت وأزهرت عزاً وكرامةً للأمة... ومجداً واستقلالاً وحرية لبلده لبنان.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2860 - الإثنين 05 يوليو 2010م الموافق 22 رجب 1431هـ
شخصية لا تتكرر
رحمك الله يا فضل الله. نسأل الله أن يعوض أمة محمد بشخصية فذة مثلك، تعمل على التقريب ومحاربة الخرافات ودعاة التكفير وتصحيح الاخطاء .
سواد الليل
فضل الله احببت الله ورسوله والاولياء
فأحبك جميع الناس,وكما قال السيد
نصر الله انه واصحابه كانوا من تلامذه
منبره,وكما وصفه السيد محمد باقر
الصدر(رض) كل من خرج من العراق
قد خسر العراق الا سماحه ايه الله
السيد فضل فقد خسره العراق,
وكما قال فيه الامام الخامنئى
صلوا وراء هذا الفيض
رحمك الله يا حبيب قلوبنا
السيد المظلوم
رغم حملات التشويه والتسقيط التي شنت على هذا السيد إلا أنَّ الله سبحانه وتعالى شاءت قدرته وحكمته ان تطمس كل تلك الحملات ويخبو صوتها، أمام القمة الشامخة والصفاء والحب لهذا السيد العظيم.
شاء الله ان يأخ بظلامة هذا السيد المظلوم قبل ان يوارى جثمانه الثرى، فمن حاول أن يبعد الناس عن الفقيه المجدد بشعارات التضليل مرة والمضل مرة أخرى ووو يرى اليوم كيف أن الله سبحانه وتعالى أودع المحبة لهذا الفقيد في قلوب الملايين متخطية المذاهب والأديان لتضم الإنسان كل الانسان.
السلام عليك يا سيدي
( مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً ) رحمة الله ورضوانه عليك يا سيدي , يا من أدميت قلوبنا برحيلك , فأشهد بأنك من المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وصبرت وتحملت في سبيل ذلك الأذى
ولم تبدل ولم يمنعك ذلك من مواصلة درب ذات الشوكة , فرحمك الله يا مولاي طبت حيا وميتا وجمعنا الله وإياكم في الدار الآخرة مع محمد وآل محمد الذين ذبت فيهم حبا وولاءا .
بحريني
والله قد اقشعر شعري من وصفك للسيد يا سليل الساده فأنت هنا تصف السيد فضل الله الإنسان ،فضل الله الشخص وليس الشخصيه وهذا ما يجعلني أتألم ويهتّز بدني لسماعه فوالله ليس غلواً في شخص السيد ولكن وكما قلت (المحافظة على الوسطيه في بحرٍ طائفي مضطربٍ تحتاج إلى قلبٍ واسعٍ كالمحيط) وهو بلا أدنى ريب قلب سماحة السيد الجليل فيكفي أن تسمع منه هذهِ المقوله (عندما يعرف من تختلف معه في الرأي أن قلبك يخفق بالحب له فحتماً سيتلّمس الحقيقه المجرده) لتدرك مدى سعة قلبه قبل صدره
رحمك الله أيها الأب والمربي
مايؤلمني أن يتحدث كل العالم عن وفاة المرجع ويذكره بأجمل الصفات إلا بعض القنوات الشيعية التي لايعنيها شئ كقناة الأنوار !!! ألهذا الحد بلغ الحقد ؟؟
إلى جنان الخلد
رحلت عنا سيدي جسماً ، وستبقى روحك بيننا تنير لنا الطريق.
في حقه ..أقول
فضلُ الله كان فضلاً من الله سبحانه و تعالى على الناس أجمعين!
تحياتي..
أخوك عبدعلي فريدون