سيدنا... ينتابنا إليك الشوق والحنين...
كم صعبة هي اللحظات، حين يحتاج فيها العاشق إلى المعشوق...
سيدنا، لطالما علمتنا على الوصال... وأي وصالٍ ذاك سيدنا؟
سيدنا، فيك سماحة من محمد... وشموخ من علي... ونور من فاطمة...
فيك تسامحٌ حسني، وعزة حسينية...
نسابق الزمن إلى كل جمعة، حيث محراب الحسنين... لتطل علينا بطلتك البهية... يا قامة بيروت.
قالوا فيك «السيد البيروتي»، قادهم الوهم بأن ينالوا من قدرك!
أما علموا أن بيروتك هي التي أرجعت لنا شرفنا... أرتنا المفاخر في زمن الخذلان.
بيروتك محت سجل هزائمنا... بيروتك أعادت لنا عزنا المفقود، بيروتك أنجبت لنا رجالاً في زمن عقم النساء!
سيدنا... ننتظرك في كل حين، ننتظر منك كلمة طيبة، مغلفة بالوعي الكبير، نتوسم فيك خطاباً نشم فيه نسائم الحرية... أو موعظة من وحي الهيام في ملكوت مصدر الخير والجمال المطلق.
محلتك في حارتك الشامخة... مطار للباحثين عن الصفاء... عن الحنان... حيث علمتنا أن بابك مفتوح لا يوصد.
يا سيد بيروت ومرجعها الأشم.
في كل موطن وجدناك طوداً شامخاً في مقارعة الظلام.
وجدناك ظلاً وافراً مع المحرومين في كل بقعة، وجدناك مرجعاً للأحرار حيث ما كانوا.
عرفناك عالماً عاملاً... صادقاً... ورسالياً.
وبلغة الهيام سيدنا، عرفناك عاشقاً ومعشوقاً.
مرجعية الحب أنت... بل مرجعية العشق.
كم قرأناك نثراً وشعراً...
قم سيدنا... تنتظرك بيروت الحرة... وتنتظرك الضاحية المثخنة بالجراح.
تنتظرك ضمائر محبيك في كل مكان، محبوك الذين علمتهم ألا يحقدوا على أحد، ولطالما كنت تردد في مسامعهم: «ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا».
سيدنا، قلبك موطن الجلال؛ لأنك علمتنا أن قلب المؤمن هو عرش الله!
يا والد المقاومة الأبية... أنشأت جيلاً مقداماً، مغواراً... ينتظرك أبناؤك الذين رفعوا الرؤوس... بل كل الهامات!
يا سيدنا... منك تعلمنا فقه المقاومة... وفقه الحوار... منك عرفنا فقه التسامح... وفقه مناهضة الظلم والظلام.
سيدنا كلما نقصد بيروت، نسارع إليك الخطى... عسانا ننهل منك علماً ووعياً، معرفة وبصائر.
قم سيدنا، حارة حريك تنتظرك اليوم، بل تنتظرك كل الحارات الشريفة.
ينتظرك المحراب... وتنتظرك الصلاة... وتنتظرك الآيات المحكمات.
سيدنا، في قاموسك وجدنا أن الوطن، ذاك الواحد الذي لا ينشطر إلى مذاهب وطوائف، فلقد علمتنا أن حماية التنوع واجب عيني!
يا قلب بيروت النابض بالحب والعلم، قم، تنتظرك الآيات والبينات.
سيدنا... منك عرفنا أن الحياة عقيدة وجهاد.
نناجي رب الأكوان في دياجي السحر وحين القيام أن يجعلك في عليين مع الشهداء والصالحين.
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم!
إقرأ أيضا لـ "حيدر محمد"العدد 2859 - الأحد 04 يوليو 2010م الموافق 21 رجب 1431هـ
لن نستطيع أن نفيك حقك
ياحيدر لك أجر ماكتبت عن هذا الإنسان قبل كل شيئ ولأنه إحترم إنسانيته إحترمه كل إنسان شريف.....
إنك تستحق منا كل حب على مقالك هذا
شوقي للسيد
كلمات جميلة في انسان هو الجمال بعينه
هو الصفاء والنقاء... هو نبع الحياة
يا ليتني أرى ظلك فقط سيدي
رحمك الله وحشرك مع محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
ديراوي على البحر
الأخ العزيز حيدر محمد ، قطعت نياق قلوبنا .... رحمك الله يا أبانا الحنون والله ضيعتنا بدونك،،، ( لا زلت فضل الله تسموا للعلاء)
عاشقة البحرين
الله يعطيك العافية ايها الكاتب ويعظم اجركم فيه مقالك وكلماتك من اروع المقالات وصدقت في كل كلمة كتبتها عن السيد وفعلا ان السيد يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم
ابدعت ايها الكاتب
عنوان ولا اروع وخاطره جميلة
أبو جالبوت
شكرا جزيلا على هذه الخاطرة ، بالفعل فقدنا رجلا علامة رحمه الله تعالى ..