دائما ما امتلكت هولندا أروع اللاعبين ولكن لم يسبق لها الفوز بلقب كأس العالم، مع تلالؤ نجوم عباقرة من أمثال يوهان كرويف وماركو فان باستن في المونديال ولكنهم فشلوا في العودة بكأس البطولة إلى البلاد.
ولكن بعد تحقيق فوز مستحق على البرازيل 2/1 يوم الجمعة الماضي في دور الثمانية لمونديال فإن هولندا اقتربت من التخلص من لقب "الخاسرين الرائعين".
واستبدلت هولندا التحركات المتدفقة لكرة القدم الشاملة بوجه عام بإصرار وعزيمة على فرض السيطرة على المنافسين، هذه هي الناحية الذهنية التي عمل المدرب بيرت فان مارفيك على بنائها منذ أن تولى تدريب الفريق قبل عامين، ولكن كل ذلك تحقق سويا خلال الشوط الثاني من المباراة أمام المنتخب البرازيلي المرشح الأول لإحراز اللقب، يوم الجمعة الماضي.
وقال المدافع الهولندي يوريس ماثيسين الذي استبعد من المباراة بسبب الإصابة في الركبة خلال عمليات الإحماء "المدرب قال أنه يمكننا أن نتقدم ونلعب بالطريقة التي كنا نلعب بها وسنخسر بالثلاثة أو بالأربعة..أو يمكننا أن نذهب ونلعب بمستوانا المعهود ونجعل البرازيليين يطاردونا، وهذا ما حققناه، لقد فعلنا ذلك وواصلنا السيطرة". ولكن موجة الشعور الجديد بالعزيمة التي اجتاحت المعسكر الهولندي لم تدفع أي من اللاعبين لفتح زجاجات الشمبانيا للاحتفال. وقال ماثيسين "لم نحتفل حقا، لم نحقق هدفنا بعد، لم نأتي إلى هنا من أجل الوصول إلى المربع الذهبي، لقد جئنا إلى هنا للفوز بلقب البطولة".
وأكد فان مارفيك أنه وضع هدفه حينما تولى تدريب الفريق الهولندي خلفا لفان باستن بعد الهزيمة المفاجئة للفريق أمام روسيا في يورو 2008 . وقال فان مارفيك (58 عاما)"عندما تم تعييني أخبرت الأولاد بأن لدينا مهمة، نريد أن نحقق لقب كأس العالم، الناس سخرت مني لذلك ولكن إذا أردت أن تحقق شيئا فعليك أن تؤمن به، ولقد كانت واحدة من المباريات التي جرى فيها كل شيء في إطاره الصحيح".
وتابع "كنت اشعر بأننا سنحرز هدف ، وعندما فعلنا ذلك تحسن أدائنا أكثر وأكثر". وتفوق المنتخب البرازيلى في أول 30 دقيقة، عندما سجل روبينيو هدفا رائعا وكان بمقدور الفريق البرازيلي أن يسجل هدفين أخرين بسهولة، ولكن الفريق الهولندي عاد سريعا ببراعة إلى المباراة، بعد أن زرع الشك والقلق في نفوس البرازيل قبل أن يحصد الثمار.
وفي الدقيقة 58 أسفرت تمريرة ويسلي شنايدر عن حدوث دربكة في صفوف البرازيل وارتطمت الكرة برأس فيليبي ميلو وسكنت الشباك، وبعد 15 دقيقة ارتقى شنايدر برأسه لضربة ركنية وسجل الهدف الثاني لبلاده، وبعدها مباشرة دهس ميلو قدم روبن ليتعرض للطرد ، ونادرا ما تعرض المرمى الهولندي للخطورة.
وانتقل المنتخب الهولندي إلى المربع الذهبي في مواجهة أوروجواي بمزيد من الثقة والعزيمة ، بعد أن ظهر لاعبو الفريق الذين يعدون من أبرز نجوم العالم، بأفضل مستوى لهم، عن طريق روبن فان بيرسي وروبن وجيوفاني فان برونكهورست وويسلي شنايدر ومارك فان بوميل، وكذلك يمتلك الفريق مدربا من العيار الثقيل هو فان مارفيك، الذي وضع أهدافا ثابتة وقاد اللاعبين لقتل الصورة الباهتة التي ظهروا بها من قبل.