العدد 2857 - الجمعة 02 يوليو 2010م الموافق 19 رجب 1431هـ

صدام مثير من نار بين «التانغو» و«المانشافت»

في إعادة لمباراتهما في النسخة الأخيرة 2006

تتجه الأنظار اليوم (السبت) إلى ملعب «غرين بوينت» في كيب تاون إذ المواجهة الثأرية بين المنتخبين الأرجنتيني والألماني في الدور ربع النهائي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في جنوب إفريقيا وذلك في إعادة لمباراتهما في الدور ذاته من النسخة الأخيرة في ألمانيا 2006.

وقتها نجحت ألمانيا في تخطي عقبة الأرجنتين 2/4 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1/1، علما بان الأرجنتين كانت البادئة بالتسجيل عبر قائدها السابق المدافع روبرتو إيالا في الدقيقة 49، قبل أن يخطف ميروسلاف كلوزه هدف التعادل في الدقيقة 80.

وشهدت نهاية المباراة شجارات بين لاعبي المنتخبين وجهازيهما الفنيين ودفع المنتخب الألماني الثمن غالياً بإيقاف لاعب وسطه تورستن فرينغز مباراتين مع وقف التنفيذ في واحدة فغاب عن مباراة الدور نصف النهائي التي خسرها المانشافت أمام إيطاليا صفر/2 بعد التمديد وفشل في بلوغ المباراة النهائية.

انتقادات متبادلة

وعادت المشاحنات لتلقي بظلالها عشية المواجهة بين المنتخبين اليوم إذ انتقد لاعب وسط بايرن ميونيخ واحد نجوم المانشافت في جنوب إفريقيا باستيان شفاينشتايغر سلوك لاعبي المنتخب الأرجنتيني في أرضية الملعب متهما إياهم بالمستفزين.

وقال: «لا يجب أن نخضع لاستفزازات الأرجنتينيين. نحن نعلم كيف هم الأرجنتينيون. اعتبر بان تصرفاتهم ومحاولتهم التأثير على الحكم أمر معيب يفتقد إلى الاحترام»، مضيفا «نأمل أن تكون ردة فعل الحكم حازمة وان يأخذ بعين الاعتبار ما يحصل في الملعب، ومن يستفز الآخر. يجب أن نكون هادئين ومركزين على المباراة، ولكني آمل على الخصوص بأن تكون الاستفزازات قليلة من جانبهم، ومن جهتنا يمكنني أن أؤكد بأنه لن تكون هناك استفزازات».

واعتبر مدرب الأرجنتين دييغو مارادونا أن تصريحات لاعبي المنتخب الألماني دليل على «توتر أعصابهم»، ورد عليه المدير العام اوليفر بيرهوف والقائد فيليب لام بان «الألمان ليسوا كذلك، هناك توتر وهذا أمر طبيعي لأننا سنخوض ربع النهائي أمام منتخب مرشح للفوز باللقب. يجب أن نحافظ على تركيزنا وبرودة أعصابنا طيلة 90 دقيقة لأننا نعرف الأرجنتينيين جيدا، لا يرضون إلا بالفوز، ونتمنى أن تتغير الأمور هنا وان يقبلوا بالخسارة».

مسيرة المنتخبين

الخسارة تعرض لها الألمان في النسخة الحالية أمام صربيا صفر/1 في الجولة الثانية عندما طرد هدافهم ميروسلاف كلوزه، فيما لم يتذوق الأرجنتينيون طعمها حتى الآن إذ تمكنوا من الفوز في المباريات الأربع التي خاضوها حتى الآن على غرار المنتخب الهولندي، لكن مع رصيد وافر من الأهداف بلغ 10 أهداف كدليل على القوة الهجومية الضاربة لراقصي التانغو في العرس العالمي.

والأكيد أن المنتخب الأرجنتيني ومدربه الأسطورة مارادونا الساعي إلى اللقب العالمي كمدرب ليضيفه إلى لقبه كلاعب منتصف الثمانينيات، يطمح إلى مواصلة مشواره الرائع في البطولة الحالية وبلوغ دور الأربعة للمرة الأولى منذ 10 أعوام، وهو الذي يخوض ربع النهائي للمرة الثامنة بعد أعوام 1930 عندما حل ثانيا و1986 و1978 عندما توج باللقب والأمر ذاته العام 1986، و1990 عندما حل ثانياً و1998 و2006.

ويقول مارادونا في هذا الصدد: «ترغبون معرفة فيما أفكر فيه؟ إنني أتمنى ارتداء القميص الوطني وخوض هذه المباراة. إنها مباراة لا يجب الغياب عنها على الرغم من أنها ليست كالمباراة النهائية لعام 1986. منتخب ألمانيا متماسك جدا وأقوى بكثير من المكسيك. لكننا نملك الأسلحة الكافية للفوز عليه».

صحيح، الأرجنتين تملك الأسلحة اللازمة من خلال قوتها الهجومية الضاربة بقيادة نجم برشلونة الإسباني وأفضل لاعب في العالم العام الماضي ليونيل ميسي الذي وان كان لم يهز الشباك حتى الآن في المونديال فانه ظهر بمستوى متميزا لعروضه في التصفيات وصنع الأهداف لزملائه وخصوصا مهاجم ريال مدريد غونزالو هيغواين متصدر لائحة الهدافين برصيد 4 أهداف إلى جانب الاسباني دافيد فيا والسلوفاكي روبرت فيتيك، بالإضافة إلى المتألق كارلوس تيفيز صاحب الثنائية في مرمى المكسيك (1/3) في ثمن النهائي وانخل دي ماريا والبدلاء دييغو ميليتو وسيرخيو اغويرو ومارتن باليرمو.

وعلق ميسي على عقمه التهديفي في المونديال وهو الذي سجل 47 هدفا في مختلف المسابقات مع فريقه الكاتالوني هذا الموسم «لا يقلقني هذا الأمر، على رغم إني أفضل المشاركة في المباريات وتسجيل الأهداف. المهم هو أن نحافظ على هذا المستوى وان تحقق المجموعة الفوز». ودافع ماردونا عن نجمه قائلا: «لقد قام بكل شيء إلا التسجيل. ما أن يستلم ميسي الكرة حتى يسعون (المدافعون) لركله. إنها فضيحة».

وأمل مارادونا آن ينجح ميسي في السير على خطاه وقيادة منتخب «التانغو» لتكرار ما حققه الأسطورة «الصغير» قبل 24 عاما ومنحه لقب مونديال جنوب إفريقيا 2010، مضيفا «أتمنى من صميم قلبي أن يتمكن ميسي من إظهار موهبته وان يقدم أفضل مستوياته على الإطلاق»، معترفا بان نجم برشلونة يعاني بسبب الموسم الطويل الذي خاضه مع النادي الكاتالوني محليا وأوروبيا.

ويتخوف الألمان الذين سيتواجهون السبت مع ميسي وزملائه أن لا يستفيق «ليو» أمامهم في هذه المواجهة النارية وقال لاعب وسطهم سامي خضيرة: «لا يوجد هناك إمكانية على الإطلاق أن يتمكن لاعب واحد من احتوائه لمدة 90 دقيقة. سيكون الدفاع عليه مجهودا جماعيا وعلينا أن نضع عدداً من اللاعبين من اجل مراقبته».

لكن أنصار المنتخب الأرجنتيني يتخوفون من خط الدفاع الذي سيواجه ماكينة هجومية ألمانيا سريعة وفنية، وخصوصا مدافع بايرن ميونيخ مارتن ديميكيليس البعيد عن مستواه والذي يرتكب أخطاء فادحة على غرار المباراة أمام كوريا الجنوبية إذ تسبب في الهدف الوحيد الذي سجله المنتخب الآسيوي.

وسيكون ديميشيليس في مواجهة قوة هجومية ألمانية نارية يعرفها جيدا وتعرف نقاط ضعفه جيدا أيضا وهي متمثلة في زملائه في بايرن ميونيخ ميروسلاف كلوزه وتوماس مولر وماريو غوميز إلى جانب زميله السابق لوكاس بودولسكي.

معنويات الماكينات مرتفعة

ويدخل الألمان المباراة بمعنويات عالية بعد فوزهم الكبير على الانجليز الذين كانوا مرشحين لإحراز اللقب 1/4.

وأبلى المنتخب الألماني بلاء حسنا حتى الآن في البطولة من خلال لعبه الجماعي والفنيات العالية للاعبيه خصوصا صانع ألعاب فيردر بريمن مسعود أوزيل والواعدون شفاينشتايغر ومولر وبودولسكي وخضيرة.

والتقى المنتخبان 18 مرة فكان الفوز حليف الأرجنتين 8 مرات آخرها 1/صفر في مباراة دولية ودية في 3 مارس/ آذار الماضي في ميونيخ، مقابل 5 هزائم آخرها في المباراة النهائية لمونديال 1990 في ايطاليا، و5 تعادلات.

والتقى المنتخبان 5 مرات في العرس العالمي، الأولى العام 1958 عندما فازت ألمانيا الغربية 1/3 في دور المجموعات، والثانية العام 1966 في برمنغهام وتعادلا صفر/ صفر في دور المجموعات، والثالثة في المباراة النهائية لعام 1986 وفازت الأرجنتين 2/3، وثأرت ألمانيا في نهائي 1990 بهدف أندرياس بريمه من ركلة جزاء، قبل أن تحسم المواجهة الخامسة بينهما بركلات الترجيح قبل 4 أعوام.

العدد 2857 - الجمعة 02 يوليو 2010م الموافق 19 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً