العدد 2857 - الجمعة 02 يوليو 2010م الموافق 19 رجب 1431هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

سعيٌ رسمي وأهلي لتعزيز المواطنة

هناك الكثير من المساعي الرسمية لترسيخ مفاهيم المواطنة، ومن هذه المساعي اعتماد بعض المناهج الدراسية في المراحل التعليمية للتربية الوطنية والتي أصبحت الآن تعرف بالمواطنة. كما تُقدّم الجهات الرسمية الكثير من أوجه التكريم والتقدير على مستوى المملكة (الوطن) للحث والتشجيع على المواطنة الصالحة.

بالإضافة إلى ذلك وبالتزامن والتكامل، هناك الكثير من الجهود الأهلية التي تدعم المواطنة وتعزيزها بصور شتى. ومن هذه الأوجه ما تنشره الصحافة والصحافيون وكذلك المؤتمرات والندوات التي تبحث وتستعرض المواطنة كموضوع رئيسي أو فرعي. كما أنّ هناك الكثير من المشاريع الأهلية التي هي من أبرز أوجه تكريس المواطنة بصورة مباشرة وغير مباشرة. فعلى سبيل المثال تُعتبر الصناديق الخيرية وبعض الجمعيات التنموية التطوعية الخيرية أبرز أوجه المشاريع المفعّلة والمطبّقة للمواطنة حيث توجه خدماتها التطوعية الخيرية للمواطنين جميعاً بإنسانية وقيم حضارية سامية.

الوطن والمواطنة: ولو أردنا تعريف المواطنة، فبالإمكان تلمسه بنحو غير مباشر من معجم العين للخليل بن أحمد الفراهيدي عليه الرحمة والذي يُعرّف الوطن «بموطن الإنسان ومحلّه... ويُقال: أوطن فلانٌ أرض كذا، أي: اتّخذها محلاً ومسكناً يُقيم بها... والموطِن كل مكانٍ قام به الإنسان لأمر».

كما أنّ هذا التعريف يتجلّى بوضوح في النصوص الإسلامية وخاصةّ الأحكام الفقهية المتعلقة بالوطن ضمن أبواب صلاة المسافر تحديداً. فمن شروط قطع السفر المرور بوطن المسافر. وكذلك نيّة الإقامة عشرة أيام (كلمة التقوى، كتاب الصلاة، الفصل 42 في صلاة المسافر وشرائطها، الشيخ محمد أمين زين الدين «قدّس سره»).ويذكر الشيخ زين الدين (رضوان الله عليه) تعريفاً للوطن فيقول: «الوطن العرفي هو الموضع الذي يتّخذه الإنسان مسكناً ومقرًّا له، ولا يُشترط في صدق الوطن أن يقصد دوام الإقامة فيه، فالبلد أو القرية التي هي مسقط رأسه وكانت مسكن أبويه من قبله، إذا اتخذها مسكناً له، كانت وطناً له في نظر أهل العرف وإنْ لم يقصد دوام الاستيطان فيها». (لتفاصيل أخرى راجع كلمة التقوى، كتاب الصلاة، الفصل 43 في قواطع السفر، زين الدين). الغنى في الوطن غربة: وعلاوةً على ما سبق، فإنّ من النصوص الإسلامية الحكيمة والمتميّزة ما يعطي تعريفاً صحيحاً ودقيقاً وواضحاً. فقد ورد عن الإمام والحاكم العادل أمير البلاغة والعلم والشجاعة والمؤمنين علي (ع) هذا النص المضيء «الغنى في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة» (نهج البلاغة، الكلمات القصار). أولاً: نفهم أنّ الوطن هو المكان والمنطقة الجغرافية التي يقطن ويعيش الإنسان بها كما مرّ سابقاً. وثانياً: نفهم أنّ الوطن في رؤية ومنطق أمير المؤمنين (ع)، يعمّ المنطقة الجغرافية التي بدأ الإنسان حياته فيها ونشأته إلى أي منطقة جغرافية يسافر إليها ويقيم بها مدة زمنية طويلة نسبياً (عشرة أيام فأكثر كما في الأحكام الفقهية المتعلقة بصلاة المسافر).

وهناك مستويان هما الوطن الأول (الأصلي) الذي يحن إليه ويرتبط به الإنسان منذ أن يرى النور ويولد ويتربى فيه وينشأ ويرتبط به وبأهله (مواطنيه) وجدانياً وينتسب له (باللقب مثلاً) وينتمي إليه. والمستوى الثاني هو عندما يغترب الإنسان ويسافر ويبتعد ويغادر وطنه الأم الأصلي إلى مكان آخر يصبح وطنه الثاني (الجديد والفرعي) بعد أن يقيم به طويلاً.

وأمّا المواطنة، فمن خلال نفس هذا النص، يمكننا أن نفهم أنّها الحياة والمعيشة الكريمة للإنسان في وطنه الذي يقيم ويستقر به سواء كان أصلياً أم حادثاً. وهو ما يؤكد عليه الإمام (ع) في مفهوم «الغنى».

الحاجة لمؤشرات قياس المواطنة: ولمّا كان مفهوم المواطنة مفهوماً معنوياً نسبياً ذهنياً تعوزه الشواهد والمصاديق والأدلة والمؤشرات، كان من المهم جداً تحديد مقاييس ومؤشرات المواطنة ولو بصورة تقريبية واسترشادية. وفي هذا المقال محاولة لعرض مدخل «سير ذاتي» لتحديد بعض المؤشرات التي تقيس المواطنة.

السيرة الذاتية لقياس المواطنة:

التراجم أو السير الذاتية هي الوثائق المكتوبة التي تترجم لحياة وسيرة إنسان ما، يقوم بكتابتها هو بإيجاز. ومن الممكن أن تستخدم أساساً ورافداً لمؤشرات تحكي وتشير إلى المواطنة عند هذا الإنسان. وفيما يلي عرض لبعض هذه المؤشرات من خلال عرض «سير ذاتي» لأحد البحرينيين. أهدى «أحد البحرينيين» أول بحث علمي ألّفه العام 1998 بحسب الأصول والقواعد المتّبعة في كتابة البحوث العلمية المحكمة وعنوانه «أضواء على علم الإحصاء» للبحرين وخاصة أنّه كان قد سافر مغترباً لأول مرة في حياته للدراسة في دولة خليجية شقيقة بعد حصوله على منحة لتفوقه في المرحلة الثانوية.

كانت السمعة واللقب الشائع له أثناء دراسته في كلية الإدارة والاقتصاد هي لقب «البحريني» بدون ذكر اسمه. وكثيراً ما كان يُشار وينادى بهذا اللقب خاصةً عندما ينوه بتفوقه وتميّزه وخُلقه مقارنةً بزملائه وأقرانه من الطلبة الجامعيين في الفترة ما بين 1998 إلى 2002.

حفظ وردّد أشعاراً وطنية وتلذّذ بالأغاني الوطنية أثناء التدريب العملي العام 2002، فالأبيات التالية كانت تلازم شفتاه وهو يقوم بإنجاز المهام التدريبية من أبيات الشيخ أبوالبحر جعفر الخطي الوطنية التي يحنّ فيها إلى وطنه عندما كان مغترباً في الجارة الغربية إيران وهي تصف لحدٍّ بعيد حاله أثناء اغترابه للدراسة وحنينه لوطنه:

هيهات ما شيراز وافيةٌ بما

في تلك لي من نعمةٍ وحبور

ما كنتُ مبتاعاً أزقة فارسٍ

بالفيح من عرصاتها والدور

حرص على الالتزام بالزي البحريني (الثوب والعقال والعمامة أو ما يسمى «الغترة») أثناء الدراسة الجامعية خارج البحرين وعدم التفريط في هذا الزي الخاص المميّز للبحرين وعدم لبس الزي المعروف والسائد في الدولة الخليجية الشقيقة لا في الثوب ونمط تطريزه ولا في العمامة وطريقة لفها ولا في غيرها من الإضافات حفاظاً منه على الهوية البحرينية.

قرأ بتمعن وشغف وحرص كبير في مكتبة الجامعة التي درس بها كتاب «عقد اللآل في تاريخ أوال» للشيخ محمد علي التاجر، وكتاب «البحرين، مشكلات التغيير السياسي والاجتماعي» للدكتور محمد الرميحي للارتباط بالوطن من خلال التعرف عليه تاريخياً.

أثبت من خلال البحث العلمي والمراجع المتوفرة في مكتبة الجامعة التي درس بها في العام 2001 نسبة جزر حوار بشكل قطعي تاريخي للبحرين، ودفع بذلك مزاعم الدولة الشقيقة والجارة وبالتحديد من خلال كتاب «معجم البلدان» لياقوت الحموي الذي نص على أن حوار هي جزيرة بالبحرين وأول من نزلها هو أحد أصحاب الإمام علي (ع).

تفوق في الدراسة الجامعية – فقد حصل على تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى العام 2002 وكان ترتيبه هو الثاني على مستوى خريجي دفعته قاطبة من الجنسين. وتنص شهادة التخرج على ذكر جنسيته «بحريني» ومحل مولده «الرفاع».

فضّل العمل في البحرين وغضّ النظر عن العروض للعمل خارجها من بعد عام التخرج في 2002.

كتب 17 مقالاً في سلسلة بعنوان «اللهجة البحرانية جداً قرآنية عرفانية» استعرض فيها كلمات وعبارات دارجة في اللهجة وهي بنفس الاستعمال اللغوي الموضوع لها وكذلك بنفس الاستعمال القرآني (وبجعبته المزيد). له بحث علمي منهجي منشور عن وجه تسمية «بوري» إحدى قرى البحرين العامرة العام 2004.

ساعد الباحثين البحرينيين في الأبحاث والدراسات العليا (أكثر من 47 بحثاً ورسالة ماجستير ودكتوراه منذ العام 2003 لحد الآن) بحيث يحصلوا على الدعم والنصح والاستشارات الإحصائية المتفوقة بأعلى مستويات الجودة والدقة والمهنية ليكملوا بذلك متطلبات حصولهم على درجة البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه.

يحرص على التعرف على كل شبر من البحرين وزيارة مناطقها جميعها.

قام بتدريب البحرينيين (أكثر من 5 من الجنسين) على مهارات التحليل الإحصائي باستخدام البرامج الإحصائية المتقدّمة.

حصل على زمالة الجمعية الملكية الإحصائية ببريطانيا كأول بحريني وأول خليجي العام 2004.

حصل على عضوية الشبكة الأوروبية لإحصاءات الأعمال والصناعة كأول بحريني العام 2005.

نال الترتيب الثالث في مسابقة أفضل إحصائي شاب من الشبكة الأوروبية لإحصاءات الأعمال والصناعة على طلب الترشيح الذي قدّمه لأول مرة ومنافسته للمرشحين الآخرين حيث أنّ الرتبة الأولى فازت بها إحدى حاملات شهادة الدكتوراه العام 2007.

أشرف على فريق التحليل الإحصائي لمشروع «تغيير»الذي يهدف إلى التعرف على الشباب البحريني وبه أجزاء عن الوطنية والشخصيات والمؤسسات الوطنية العام 2009 وقدّم الكثير من ورش العمل الإحصائية.

ترك ويترك سمعة طيبة عند السفر للعمل، للسياحة، أو لحضور أو تنظيم المؤتمرات التي يعكسها الكاتب. فعلى سبيل المثال، في سفر للسياحة الدينية في بلد جارٍ العام 2007 وفي فترة لا تتجاوز 10 أيام، بسبب رقي تعامله حاز على صداقة وثقة عائلة بأكملها استضافوه وأمه لمدة ثلاثة أيام في بيتهم يأكل معهم يحفه جميع أفراد العائلة كما حضر زواج ابنتهم بكل تفاصيله الاجتماعية بل وشاركهم في ما يقومون به بحيث صاروا كأهله.

ساعد ويساعد بصورة تطوعية في مشاريع خيرية بالتعاون مع بعض الصناديق الخيرية والجمعيات الأهلية في البحرين. فعلى سبيل المثال، له إسهام مع أحد الصناديق الخيرية في تقديم سلة غذائية منذ العام 2007 لأكثر من 45 عائلة بحرينية من ذوي الدخل المحدود بمعدل 3 أفراد لكل عائلة تقريباً وبصورة شهرية بالتعاون مع جمعية أخرى أفرادها من الطائفة المسيحية. كما أسس برنامجاً تعليمياً للغة الإنجليزية العام 2008 بصورة سنوية يستفيد منه قرابة 70 فرداً من الجنسين في نفس الصندوق الخيري المذكور سابقاً وبالتعاون مع نفس الجمعية من الطائفة المسيحية المذكورة ومتطوعين أجانب يتحدثون الإنجليزية من خارج البحرين. وكذلك قدّم النصح والتوجيه لبعض البحرينيين من الجنسين لتطوير وتحسين سيرهم الذاتية لتعزيز فرصهم في الحصول على وظائف مناسبة منذ العام 2004 للآن.

قدّم ويقدّم الكثير من المحاضرات التوعوية التثقيفية المبتكرة والمبدعة التي يحضرها الكثير من البحرينيين. فعلى سبيل المثال، قام بتقديم محاضرة مبتكرة عن الجوانب الاستراتيجية والإحصائية في سجل السيد عدنان للأوقاف العام 2009. كما عرض منهجاً إدارياً متكاملاً من خلال بعض الأدعية الواردة بصورة مبتكرة متميّزة العام 2009.

عدد الأصدقاء والمعارف من البحرينيين الذين اكتسبهم بالمئات ومن جميع المناطق والفئات الجندرية، العمرية، الوظيفية، الطبقية، الإثنية، المذهبية والدينية.

حرص ويحرص على حضور الفعاليات الثقافية الوطنية على مختلف الأصعدة والمحافل. فعلى سبيل المثال يحضر فعاليات الموسم الثقافي لمركز الشيخ إبراهيم آل خليفة للثقافة والبحوث وجمعية تاريخ وآثار البحرين.

بادر باقتناء موسوعة تاريخ البحرين من إشراف الدكتور محمد حسن كمال الدين بعد صدورها وهي تزين وتثري مكتبته المنزلية.

ليست هذه النقاط للترجمة وتوثيق السيرة الذاتية فحسب ولا هي مباهاة أو مدح أو شهرة بل هي نماذج مطروحة كمؤشرات للمواطنة والوطنية يستطيع القارئ استعمالها وأمثالها لتقدير درجة المواطنة لديه أو لدى غيره. إنها سيرة ذاتية لمؤشرات المواطنة. والثقة عالية أنّ القارئ الحصيف اللبيب سيحدّد مؤشراتٍ للمواطنة من خلال تحليله لأي سيرة ذاتية وسيتمكن من هذه المهارة بامتياز ورصانة في فترة وجيزة من الممارسة. وأخيراً فالختام الأليق هو ما «للوطن ولأهله» من بنات شفاه الشاعر الساحر حسن كمال المعاصر:

لو أنّني أعطيتُ ما ملكتْ يدي

ودفعتُ عنكَ بمهجتي وفؤادي

لم أوفِ حقّك في الزمان لأنّني

لو رحتُ عنكَ أكونُ في أولادي

جلال مجيد الماجد


المخدرات وتغييب العقل

 

رغم أن هذا القسم خاص بالفلسفة وتمجيد العقل إلا أنني هنا أنادي بالسيطرة عليه بل ومحاولة إلغائه، هذه الأيام أحاول جاداً التخلص منه، أحس أنه عدو لي وأنه الذي حرمني السعادة، هذا الموضوع ليس موضوعاً أدبياً، فمنذ عدة أسابيع وأنا أنظر للعقل نظرة مريبة.

لو نظرنا إلى الطفل لوجدناه سعيداً ولكن كلما كبر عقله أفسد عليه حياته الجميلة، العقل لا يعيش في حاضره، هو يعيش في الماضي حين يرجع إلى أرشيفه وذكرياته، ثم يقفز للمستقبل حينما يريد التخطيط للدقيقة القادمة، أما ذاتك الحقيقية التي كانت تعيش في الحاضر فقد ألغاها العقل وسيطر عليها.

حينما نتعرف على ذاتنا الحقيقية وهو ما يسميه الصوفيون المسلمون الكشف والإشراق، فسنتذوق السعادة الحقيقية.

يقوم المتصوفون الإسلاميون بممارسة الصوم وإرهاق الجسد والخلوة من أجل التأمل فيضعف العقل بسبب قلة التغذية وحينها قد يحصلون على الإشراق والسعادة... تلك السعادة التي قالوا عنها: لو عرفها الملوك لقاتلونا بالسيوف من أجل الحصول عليها، من أجل اقتناص لحظات سعيدة يقوم الناس بتغييب العقل أحياناً بالكحول وأحياناً بالمخدرات. السؤال الآن: كيف نستطيع أن نغيب العقل بدون مخدرات أو كحول أو صوم؟

صالح ناصر طوق


أيام مدرسية لا تنسى

 

لملمت ثيابي وفتحت الباب فداعبت وجهي نسمات طيبة دافئة، ملأت أنفاسي من الهواء النظيف، ولعل نقاء الهواء هو واحد من أهم مطالبنا في دنيا التلوث وكأن الله كان قد قضى أن ينسخ الدخان الملوث الخانق للأنفاس بهذا الهواء المنعش.

واصلت السير في الشوارع وأخذت أحث الخطا نحو المكان المنشود، ألا وهو (جهاز الامتحانات) لاستلام الأسئلة حيث أتقابل مع وجوه حسنة سعدت أن أتعامل معهم، وأحب أن أوجه شكري وتقديري لهم ألا وهم (أ. يوسف، أ. خولة، أ. أمير، أ. نواف) ، وكما أسعدني الحظ أن ألتقيت هناك (أ. أمينة، أ. خديجة) وأحب أن أوجه لهما تحية من الأعماق للذكرى الطيبة. وفي الوقت المحدد، يتم توزيع الأسئلة بالمدرسة على الطالبات من قبل لجنة الضبط وأحب أن أوجه لها تحية تقدير وعرفان لما يبذلونه وفي مقدمتها (مديرة المدرسة أ. أسدية)،( المديرتان المساعدتان أ. هناء، أ. نوال)، (أ. شريفة وأتمنى منها مسامحتي على هفواتي)، وأ. كوكب وعضوات الكنترول.

وكذلك تحية وتقدير لمشرفات اللجان والمراقبات على متابعتهم الدقيقة حتى تمر أيام الامتحانات بكل يسر وسلاسة ولا أنسى كذلك توجيه الشكر إلى العاملات (أم حسين، أم علي) وحراس المدرسة وخاصة أبو أحمد، لأنه كل يعمل في مجاله ويبذل طاقته لتسيير أيام الامتحانات على أكمل وجه. تمنياتي القلبية للطالبات بالنجاح والتوفيق في الامتحانات والحصول على أعلى الدرجات حتى تزدان لوحة الشرف بأسمائهن وصورهن.

منى الحايكي


«الويجا» خرافة المجهول

 

«الويجا» أو الحظ السعيد، خرافة غربية سيطرت على عقول الكثيرين في المجتمعات العربية حتى بدأوا يُرضخون حياتهم وفقاً لها عبر تصديقهم بأن هنالك أرواح تستطيع أن تجيب على تساؤلاتهم المستقبلية عن طريق مؤشر يقوم بالتحرك ما إن تستدعي هذه اللعبة.

والحقيقة أن تحرك المؤشر ما هو إلا إجابة غير شعورية ناتجة من العقل الباطني، أي من الفرد ذاته نظراً لإيمانه بحقيقتها، واليوم أخذت هذه اللعبة أشكالاً مختلفة ولكن هل هنالك حقاً أحد يعلم الغيب أو المستقبل غير الله تعالى؟ أي شخص يسأل ذات السؤال سيجيب باستحالة ذلك، ما عدا هؤلاء الذين هم أقل وعي وقد سيطر عليهم مفهوم «الويجا» نتيجة تخوفهم من المستقبل وحاجتهم للإحساس بالأمان.

كما هو الحال عندما تلجأ إلى من يدعي حصوله على شرف إلهي من خلاله تستطيع أن تشبع تساؤلاتك، إذاً لماذا نعيش ولماذا ننتج ولماذا نسعى للنجاح طالما بيدنا أن نعرف ما يحصل لنا غداً؟ إبلاغك عن طريق أحد هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بالعلماء بأنك ستفشل في أمر ما في الوقت الذي كنت أنت تسعى بكامل جهدك حتى تطأ به إلى النجاح، يؤثر ذلك على نسبة عطائك والتي قد تصل إلى الصفر وتودي بك حقاً إلى الفشل نظراً لأنك أيقنت به فلابد أن تحصل عليه وهكذا أنت في كل أمر تتعرف على نتيجته من مصدر غير واقعي والمهم مزيف.

واقعاً أنت من يختار الطريق والقدر الذي كتب لك، ولكن عليك أن تغير من التفكير الساذج الذي يسيطر عليك فأنت لست مخلوقاً مسيراً وفقاً لنهج معين كتب لك في الحياة، حقاً هنالك قدر كتب لك ولكن أنت لا تعلم ما هو وبالتالي لا يمكنك أن تخمّن الفشل فتفشل ولا يمكنك أن تخمّن النجاح فتنجح من غير مسبب لذلك، فعلى قدر جهدك تنال أحدهما. ولا مشكلة أن يحتويك القليل من الخوف أو القلق تجاه مصيرك الذي تتعلق به بل قد يخلق لك هذا اتجاه إيجابي يدفع بك نحو التقدم، فتخيل أن هنالك شخص لا يتوتر بالتالي هو لن يقلق أن يتعثر ولن يشكل ذلك أي تطور في عمله أو الاجتهاد إلى الأمام.

حوراء التوبلاني


نصيحة شبابية من الشيخ كاظم السعودي

 

بينما كنّا نصلي الجماعة خلف «الشيخ كاظم السعودي» ليلة الجمعة، وبعد الفراغ من الصلاة باشرنا قراءة دعاء كميل وزيارة الحسين (ع) وكانت السماء ممطرة، فدعوتُ الشيخ لأوصله إلى منزله وخصوصاً أنّ المسافة بعيدة والأرض مبلّلة إضافة إلى أنّه جارُنا بالحوزة المجاورة لنا، سألتهُ بخجل: «شيخنا الفاضل، ما هي نصيحتكَ لنا كشباب؟» أجابني بلطف وتفصيل بأن أركّز على العبادة وخصوصاً في الخلواتْ الليلية وألا أخبرَ أحداً بذلكْ، إضافة إلى المداومة على «دعاء أبي حمزة الثمالي» لما لهُ مِنْ المعاني المؤثرة والروحية، واستغلال مرحلة الشباب قدر الإمكان فربُ العالمينْ أودعَ في الشابْ قوّة جبّارة إن تغلّبَ عليها وسيطر عليها فقط وصلَ أعلى علييّن، وخصوصاً أنّ فترة الشباب فترة شهوات ولذات وغضب، وذكرَ لي حديث أمير المؤمنين(ع) بما مضمونه (الابتعاد عن المعاصي أولى أو خيرٌ مِنْ اكتساب الحسناتْ )، ويجب أن يكون الإنسان مراقباً ملتفتاً إلى نفسه لدرجة أنّ الإنسان لو مزحَ مزحةً مجّ الله من عقله مجّة، أي نقصَ ذلك من عقله. وأنّ الإنسان المؤمن يكون مهيباً ومحبوباً في قلوب الناس وذكرَ لي الحديث الشريف: «إذا أردتَ عزّاً بلا عشيرة، وهيبةً بلا سلطانْ فاخرج من ذل معصيتك إلى عز طاعتك» وأوصاني باتخاذ صديق مؤمن يعينني على دنياي ويذكرني بآخرتي، وأفضلْ ما أسعدني أنّه دعاني إلى منزله وأخبرني أنّه بحاجة إلى صديق! فأتمنى وأسأل الله أن أكونَ لهُ صديقاً وخصوصاً أنّه عالِم وشاب، وفي خطبة الوسيلة يقول أمير المؤمنين (ع): «من خالطَ العلماء وقّرْ» والنبي الأعظم والنبي عيسى من أبلغ وصاياهم هي الدعوة إلى مخالطة العلماء، هذا والحمدُ للهِ ربِ العالمينْ على هذهِ النعمة الكريمة.

الحزين


مكافحة المخدرات (2)

 

استكمالاً لسلسلة المقالات التي تتزامن واليوم العالمي لمكافحة المخدرات، سنلقي الضوء اليوم على العقوبات المقررة بتعاطي المخدرات.

بداية لابد وأن نكشف عن قاعدة هامة وهى أن الجهل بالقانون لا يمكن أن يكون دافعاً لمتعاطي المخدرات لأن يسلك هذا الطريق المظلم، ولا أن يتخذه كأحد الوسائل للهروب من المساءلة الجنائية، فأغلب قوانين دول العالم تمنع تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية بجميع أنواعها، حيث أن الآثار السلبية الناجمة عن انتشار المخدرات تظهر في كافة النواحي الاجتماعية والاقتصادية والصحية بصورة مدمرة وعلى مختلف فئات المجتمعات الراقية والنامية، ويهمنا في عمود ثقافة أمنية إلقاء الضوء على العقوبات القانونية لمتعاطي المخدرات، وذلك انطلاقاً من سياسة إدارة الإعلام الأمني بوزارة الداخلية الهادفة لتوضيح الحقائق القانونية ووقاية أفراد المجتمع من خطر الوقوع تحت طائلة القانون.

وفى ظل أحكام القانون رقم (15) لسنة 2007 بشأن المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، سوف نتناول بيان عقوبة تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية والسلائف.


أولاً: تعريف المخدرات:

 

المواد المخدرة: كل مادة طبيعية أو تركيبية من المواد أو المستحضرات المدرجة في الجداول أرقام (1،2،4،5) من المجموعة الأولى المرفقة بقانون المخدرات، وكذلك المواد والمستحضرات المدرجة في الجدول رقم (3) من ذات المجموعة إذا زادت نسبة المخدر فيها عن النسب المحددة في الجدول.


عقوبة متعاطي المخدرات:

 

يعاقب بالحبس وبغرامة لا تتجاوز ثلاثة آلاف دينار، كل من جلب أو استورد أو صدّر أو اشترى أو أنتج أو صنع أو حاز أو أحرز مواد مخدرة، من تلك المدرجة في الجدول أو زرع أو حاز أو أحرز أو اشترى نباتاً من النباتات المدرجة في الجدول وكان ذلك بقصد التعاطي أو الاستعمال الشخصي وفي غير الأحوال المصرح بها قانوناً.


ثانياً: تعريف المؤثرات العقلية:

 

كل مادة طبيعية أو تركيبية من المواد أو المستحضرات المدرجة في الجداول أرقام (4،3،2،1) في المجموعة الثانية المرفقة بالقانون.


عقوبة متعاطي المؤثرات العقلية:

 

يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر وبغرامة لا تتجاوز مائة دينار كل من:

1. جلب أو استورد أو صدر أوأنتج أو صنع أو أحرز أو حاز أو باع أواشترى أو سلم أو تسلم أو نقل مؤثرات عقلية من تلك المدرجة في الجداول المرفقة بالقانون، أو تنازل عنها أو تبادل عليها أو صرفها بأية صفة كانت أو توسط في شيء من ذلك بقصد التعاطي في غير الأحوال المصرح بها قانوناً.

2. تصرف - بأية صورة كانت في المؤثرات العقلية المشار إليها في الفقرة السابقة والمرخص له باستعمالها في غرض معين - في غير هذا الغرض أو قدمها للتعاطي أو سهل تعاطيها في غير الأحوال المرخص بها قانوناً، أو أدار أو أعد أوهيأ مكاناً لتعاطيها وكان ذلك بدون مقابل.


ثالثا: تعريف السلائف:

 

كل مادة طبيعية أو تركيبية ذات استخدامات طبية، والتي قد تستخدم بصورة غير مشروعة لتحضير مواد مخدرة أو مؤثرات عقلية وذلك من المواد أوالمستحضرات المدرجة في الجداول أرقام (2،1) من المجموعة الثالثة المرفقة بالقانون.


عقوبة متعاطي السلائف:

 

يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على أربعة أشهر وبغرامة لا تتجاوز مئة دينار كل من:

1. جلب أو استورد أو صدر أو أنتج أو صنع أو أحرز أو حاز أو باع أو اشترى أو سلم أو تسلم أو نقل أي مادة من السلائف المدرجة في القانون أو تنازل عنها أو تبادل عليها أو توسط في شيء من ذلك بقصد التعاطي.

2. كل من تصرف - بأية صورة كانت في السلائف المشار إليها في الفقرة السابقة والمرخص له باستعمالها في غرض معين - في غير هذا الغرض أو قدمها للتعاطي أو سهل تعاطيها في غير الأحوال المرخص بها قانوناً أو أدار أو أعد أو هيأ مكاناً لتعاطيها دون مقابل.

وحسناً فعل المشرِّع حين غطى كافة الجوانب القانونية المتعلقة بالاستعمال الشخصي للمخدرات، وهذه رسالة تحذير إلى كل من تسوِّل له نفسه أن يسلك هذا الدرب أو أن يحاول أن يقترب منه حتى ولو على سبيل التجربة.

وزارة الداخلية

العدد 2857 - الجمعة 02 يوليو 2010م الموافق 19 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:08 ص

      الحجى

      الحزين .. اتمنى ان لا تكون جزين .

    • سترة نور العين | 2:41 ص

      شكرا للأخ الحزين

      اسطر قليلة ..... لكن فائدتها كثيره

      الله يعطيك العافيه وينور دربك ودربنا ويهدينا على الصراط المستقيم

اقرأ ايضاً