كان الجميع خائفاً من استضافة جنوب إفريقيا للعرس المونديالي كأس العالم 2010 الذي سيسدل الستار عنه بعد أيام قليلة مقبلة وخصوصاً بعد الحوادث التي شهدتها جنوب إفريقيا قبل انطلاق العرس المونديالي إثر خروج عناصر «غريبة» تشن هجوم مسلح على البعض بالإضافة إلى السرقات المتكررة التي صاحبت انطلاق المونديال.
وعلى رغم كل ذلك، انطلق العرس المونديالي في القارة السوداء وكانت الترتيبات قائمة على قدم وساق من حيث افتتاح الملاعب الخلابة التي لم يكن أحداً يتوقعها أنها متواجدة في جنوب إفريقيا وأثبتت علو كعبها باستضافتها المونديال على أفضل حال وأعتقد أنها ستواصل النجاح حتى اليوم الأخير منه.
جنوب أفريقيا دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، ليس فقط من حيث الاستضافة الرائعة التي حملها المونديال الحالي إنما بالأمور «الغريبة» التي صاحبت البطولة، وهناك أمور سيذكرها التاريخ وسيتم ذكر اسم جنوب إفريقيا كونها هي التي حملتها، وأبرزها الكرة الماكرة «غابولاني» والتحكيم «الهزيل» الذي صاحب البطولة بالإضافة «الفوفوزيلا» التي أزعجت عدد كبير من اللاعبين.
«غابولاني» تلك الكرة الجديدة التي أبكت الحراس وأصبحت كالثعالب بمكرها وخداعتها، أشتكى الجميع منها ولكن «الفيفا» تغاضى عن بكائهم وأخذ يمسح على رؤوسهم لمواصلة اللعب بهذه الكرة الغريبة التي جعلت دول العالم يضج بالعويل مطالباً استبدالها ولكن من دون جدوى وحتى لا يتراجع «الفيفا» عن كلمته باللعب بهذه الكرة!
أما التحكيم فحدث بلا حرج، حكام على مستوى عالمي تفتخر بهم دولهم ولكنهم أصبحوا كـ «الأطفال»، أخطاء فادحة أخرجها عدد كبير من الحكام تم استبعادهم عن إدارة المباريات المقبلة بسبب فشلهم وأخطائهم المضحكة التي أدت إلى خروج منتخبات مرموقة وعلى رأسها انجلترا بالإضافة إلى الحكام المساعدين الذين يهرولون ولا يعرفون ماذا سيصنعون وألغوا أهدافا صحيحة بالإضافة إلى أنهم احتسبوا أهدافا «غريبة» وكان لابد أن يكون العكس هو الصحيح، فكيف يتم احتساب هدف «تسلل» ويتم إلغاء هدف صحيح؟
وبعيداً عن أمور «غابولاني» والحكام الذين سيسجلون في التاريخ، سجلت جنوب إفريقيا أرقاما صعبة في المونديال الحالي بتواجد هذا الكم الهائل من الجماهير، وعلى رغم أكثريتهم لكنهم أزعجوا اللاعبين بسبب أصوات «الفوفوزيلا»، ونحن أيضاً – كمشاهدين عبر شاشات الجزيرة الرياضية – انزعجنا منها كثيراً وأصبحنا نعاني من سماع صوت المعلقين بسبب الفوضى التي تصاحب الحدث ويعود ذلك لـ «الفوفوزيلا»، وأصبح الجميع يقول إن هذه البطولة هو مونديال «الفوفوزيلا».
أخيراً... كانت أيام جميلة تلك التي قضيناها في الأيام الماضية، أحداث غريبة صاحبت المونديال تطرقت لها في الأعلى، ومفاجآت شهدتها الجولات الماضية بخروج منتخبات «كبيرة» من الدور الأول وعلى رأسهم منتخب «العجائز» إيطاليا، وكم كنت أتمنى أن تتأهل منتخبات آسيوية للدور ثمن النهائي ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السَفنٌ... وأتمنى أن تكون المتعة والإثارة حاضرة في المباريات المقبلة.
إقرأ أيضا لـ "محمد طوق"العدد 2855 - الأربعاء 30 يونيو 2010م الموافق 17 رجب 1431هـ