قالت مرشحة قائمة التيار الديمقراطي منيرة فخرو إن تحركات القوى النسائية الحالية في البحرين يغلب عليها التخاذل في الضغط على بعض الجمعيات السياسية لضم عناصر نسائية في قوائمها الانتخابية.
ونبهت فخرو، في أول حديث بُعيد إعلان مشاركتها وخوض تجربة الترشح مرة ثانية في الانتخابات البرلمانية، إلى أهمية إشراك المرأة ودعمها، مؤكدة أن ورقة الشباب ومشاكلهم مع التعليم العالي والبطالة هي إحدى أولويات برنامجها الانتخابي، مبينة أن ستستخدم في التواصل الشبكات الاجتماعية مثل الفيس بوك، والاطلاع على آخر أخبار قائمة التيار الديمقراطي عبر «تويتر». وعن إمكانية نقل عدوى التغيير من الكويت إلى البحرين مع التجربة الانتخابية المنتظرة، قالت فخرو في حوار مع الزميلة ريم خليفة في برنامج «الوسط لايف» الذي يبث اليوم على موقع «الوسط أون لاين» إن تقليص عدد الدوائر في الكويت والتأييد الحكومي كان لهما الأثر الكبير في دعم الكويتية ووصولها إلى قبة البرلمان في مقارنة مع البحرين التي تحظى بـ 40 دائرة.
وهذا نص الحوار:
ما هي توقعاتكِ لانتخابات هذا العام، وأيضاً هل دخلت البحرين مرحلة التحالفات السياسية فيما يتعلق بالتيار اليساري والقومي؟.
- بالنسبة إلى التحالفات أنا أتصور أنها دخلت هذه المرحلة ليس فقط مع التيارات الديمقراطية ولكن هناك اتصالات جارية مع التيارات الأخرى وقد تتوضح الأمور في الأيام المقبلة، فبالنسبة إلى «وعد» أتصور أنها ستسعى إلى هذا التحالف، وأيضاً ستبقي تحالفها وائتلافها مع جمعية الوفاق. وأنا هنا أتكلم بصفة شخصية لأني لست في المكتب السياسي لـ «وعد».
برأيكِ، هل تعتقدين أنه خلال هذه التجربة الثالثة للبحرين في الانتخابات البرلمانية، وأيضاً بالنسبة إلى المرأة البحرينية، هل تتوقعين أن يكون هناك حضور أكبر للمرأة بالنسبة إلى الترشح؟.
- الذي أراه الآن أنني رشحت نفسي، لكن كما أعلم أن هناك نساء كثيرات سيترشحن، ولست متأكدة من سبب تأخرهن في إعلان الترشح، كما كنت أتمنى أن الجمعيات السياسية الأخرى ترشح امرأة، لكن حتى الآن لم نرَ ذلك وخصوصاً بالنسبة إلى الوفاق التي لديها نساء لهن كفاءة عالية لكن حتى الآن لم نسمع ولم نرَ هناك ترشحاً، وأيضاً من التيار الديمقراطي نفسه إلى الآن لم نرَ ولا من المستقلات، مع علمي بأن هناك نساء مستعدات ولكن ربما تأخرن في إعلان الترشح.
في هذا الجانب تحديداً، ألا تعتقدين أن هناك تخاذلاً بالنسبة إلى تحركات القوى النسائية، فلم لا تدفع هذه القوى باتجاه أن تضمّ الجمعيات السياسية، بما فيها الإسلامية منها، في قوائمها الانتخابية عناصر نسائية؟.
- تقصدين أن تحاول الجمعيات النسائية التأثير على الجمعيات السياسية كي تدفع بنسائها للترشح؟.
نعم...
- أنا أتمنى أن يحصل ذلك، لأنه يمكن أن يؤثر، أنا كفرد دائماً أدعو لهذا الشيء ولكن لدينا مؤسسات نسائية ونتمنى أن يصدر عنها نداء إلى الجمعيات السياسية. كما تعرفين أنه بالنسبة للمرشح يجب ألا يتسلم أي أمور مادية (أموال) من أية جهة، سوى الجهة الشخصية، وبذلك يكون ذلك صعباً على أي أحد للترشح وخصوصاً كما تعرفين أن الدعاية وكل التصويت وهذه الأشياء كلها تحتاج إلى أموال كثيرة في رأيي، وكما رأينا أن «UNDP» في الانتخابات الماضية قدم عن طريق المجلس الأعلى مساعدات عينية...
تعنين الأمم المتحدة، إحدى منظمات الأمم المتحدة؟.
- نعم، إحدى منظمات الأمم المتحدة، برنامج التنمية، قدموا 4 آلاف دينار لكل مرشحة من المرشحات على شكل تسديد فواتير، ولا يتم تسليم المبلغ نقداً، وهو ما أفاد المرشحات كثيراً بدرجة كبيرة.
ألا تعتقدين أن فكرة ترشيح أية شخصية يجب أن يكون له تأثير داخل المجتمع سواء في عمل تطوعي أو في عمل سياسي أو حتى في مجال اقتصادي، هناك بعض المرشحات لا يتمتعن بهذه الخصال، كما هو الحال مع الرجل... برأيكِ، ماذا تفتقد الساحة البحرينية مقارنة مع الساحة الكويتية، لتصل المرأة هناك إلى قمة البرلمان عبر الانتخاب؟.
- أنا في رأيي أن العملية الانتخابية في الكويت تختلف عن العملية الانتخابية في البحرين، إذ إن عدد الدوائر الانتخابية في البحرين 40 دائرة ولا يوجد اختيار إلا شخص واحد، بينما تقليص عدد الدوائر – في رأيي – في الكويت هو الذي أدى إلى وصول المرأة إلى قبة البرلمان، بالإضافة إلى تأييد الحكومة التي شجعت كثيراً، وكان هناك لوبي كبير حتى في البرلمان وبالنسبة إلى الفئات المحافظة جداً، انتخبوا امرأة، فحينما تكون 5 دوائر، في الكويت فإن أمامهم 10 أسماء في كل دائرة، فلابد أن تكون هناك امرأة في كل دائرة.
نجد في التجربتين السابقتين في البحرين كانت هناك محاولات لزج الدين وأيضاً المذهب وممارسات أخرى لجذب الناخب للتصويت أو لاختيار هذا المرشح عبر مسميات لقوائم... إلخ، ألا تعتقدين أن هذه المرحلة الحالية تتطلب أن يعيد الشارع البحريني النظر في المرشحين الذين تم اختيارهم بهذه الصورة مع التجربة السابقة؟.
- طبعاً نحن نتمنى هذا الشيء، لكننا نعمل ونتعامل مع الواقع، مثلما تعرفين «وعد» لا يوجد لديها أي تفريق في أي شيء، والتيار الديمقراطي بصفة عامة ليس لديه أي تفريق في هذا الشيء، لكن يجب أن نتعامل مع الواقع، وأن هذا التكتل الطائفي أو الديني ناتج عن أسباب، إفرازات سياسية، تجارب من السابق، وعي الناخب نفسه، فكل هذه الأشياء تلعب دوراً، ولكن لا يعني ذلك أننا ننكر هذه التيارات. وأنا أقول هنا إنه يجب على التيار أن يرشح لنا أناساً لهم كفاءة كبيرة ولا ترشح لنا أياً كان.
ماذا بالنسبة إلى شريحة الشباب، وهي الشريحة الكبرى بالنسبة إلى تأثير الحملات الانتخابية في الدوائر، هل هناك خطة أو نظرة لطرح قضايا تمسّ الشباب وتجعلهم جزءاً من هذه الحملات الانتخابية، وأيضاً في دعم المرشحين؟.
- الشباب هم أهمّ وأكبر جهة ستؤثر في الانتخابات، فمراقبو الانتخابات قبل السن العشرين في المرة الماضية كثير منهم اتصلوا بي وقالوا إننا وصلنا إلى سن الانتخاب وسننتخبك، فأتصور أن الشباب سيكون لهم تأثير، وسيرون المرشح الذي سيلبي لهم حاجاتهم، وللعلم فإن حاجات الشباب تختلف كثيراً جداً عن حاجات باقي الناخبين.
مثل ماذا؟.
- أولاً، إيجاد الفرص للعمل، وإيجاد الفرص لتعليم مستوى عال، وكما تعلمين فإن التعليم في جامعاتنا الوطنية لا يؤهل الغالبية إلى ما تريده المؤسسات الحديثة التي اتخذت البحرين مقراً لها. أنا في رأيي أن هؤلاء الشباب لديهم غضب بأن المؤسسات التعليمية الأجنبية أو الخاصة التي تؤهل الشخص لا يستطيع أن يطرق بابها أي شخص، فنحن لابد أن نركز على التعليم كما قلنا وكررنا.
ماذا بالنسبة للقضايا الأخرى مثل العمل والبيئة وحتى لو ذهبنا إلى قضايا تمس مواضيع حيوية داخل المجتمع البحريني والخليجي مثل العمالة... وإلخ؟.
- نحن الآن نرى أن الشباب لديه اتصال بالخارج أكثر من الشباب الذي قبله، من الذين تعدوا الثلاثين والأربعين أو الخمسين، الشباب لديه اتصال، فالوسائل الإلكترونية أوصلتهم إلى كل مكان في العالم في أي وقت يريدون ولديهم حرص، واحترفوا هذا التواصل، فلديهم تطلعات كبيرة يريدون أن يكونوا جزءاً من المجتمع الدولي، ثم إن لديهم الإحساس بالمواطنة أكثر.
لاحظي أن شعب البحرين مضت عليه 10 سنوات، هذا الشاب خلال تلك السنوات كان طفلاً، خلال السنوات العشر الماضية كان يسمع المواطنة ويسمع كل التجارب الحديثة وانفتح على الخارج إلى آخر الأشياء، فهو يريد شخصاً يمثله يعبّر عن كل تطلعاته وكل آماله.
أنتِ تحدثتِ عن هذه الشريحة، هل ستطرحين نفسكِ عبر الشبكات الاجتماعية، كما حدث في تجارب سابقة مثلاً مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، وحتى في الانتخابات الإيرانية، هل سيكون هناك صوت لبرنامج منيرة فخرو على الـ «فيس بوك» وعلى «تويتر»؟.
- الجمعية ستقوم مع المرشحين الثلاثة، بالإضافة إلى جهدي الخاص، سأكون على جميع هذه الشبكات. ولدينا فريق متخصص يعمل وبدأ العمل في ذلك وسينتهي قريباً جداً من كل هذه الأمور، نحن لدينا تخطيط في جمعية «وعد»، ولدينا كوادر مؤهلة في هذه التجارب. شباب كثيرون لدينا.
إذاً، انتخابات البحرين ستواكب أو ستستخدم وسائط التكنولوجيا الجديدة في الوصول إلى حفظ وجذب صوت الناخب.
- نعم بكل تأكيد.
العدد 2855 - الأربعاء 30 يونيو 2010م الموافق 17 رجب 1431هـ