وقع الشاعر السعودي حسين المنجور ديوانه «أنا الهارب مني»، صدر الديوان عن دار الانتشار العربي في طبعته الأولى العام (2010م). تنتمي مجموعة النصوص لفترات زمنية متعددة يصل بعضها إلى 1998م، إذ تنقسم المجموعة إلى أقسام ستة، يحمل كل قسم تاريخه: قرميد (1998م)، أنا الهارب مني (1998 - 2001م)، عدميات أو احتفاء بالصمت (2001م)، المنفرد بذاته (2002م)، طيور عاوية للجهات (2002م)، الشتائم (2003م). وتمثل التواريخ التجربة الشعرية لمسيرة خمس سنوات، لكن السؤال هو لماذا تم طباعة هذه التجربة التي تنتهي عند 2003م في العام 2010م؟

المجموعة تنتمي لقصيدة النثر، وتخلو من قصيدة التفعيلة، رغم وجود بعض النصوص العمودية في قسمها الأول: قرميد. فهل كان خروج المنجور من الشكل العمودي مباشرةً لقصيدة النثر، أم أن تجربته التفعيلية لم يشأ لها أن تظهر؟ فكان قاسياً معها في حين أنه كان ليناً مع تجربته العمودية وسمح لبعض نصوصها بالحضور.

المجموعة تحتفي بهروب الفرد من ذاته الجماعية، لكنها بالقدر نفسه تهجو هذه الجماعة، وبشدة تبلغ حد الشتائم أحياناً:

أنا منكم/ وأتبرأ باستقذار لعددكم الكائن/ وألفتكم مع الموت البارد/ أنسكم بالفراغ واتساع الدوائر الشائكة/ والظفر بالإياب/ يالشدة جنوحي الآسف عنكم/ حتى رموشي حولتها لأسياف حديد أغزوكم بوقاحتها المستفزة/ فلا تردون إلا بالاستسلام والإشاحة/ أيها الهاربون فزعاً من هناك وتعففاً من هنا.