العدد 2856 - الخميس 01 يوليو 2010م الموافق 18 رجب 1431هـ

مبادرة نسائية طيبة

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

نظّمت اللجنة النسائية بالمجلس الإسلامي العلمائي مؤتمر المرأة المسلمة السنوي الرابع، بحضور عددٍ من الشخصيات النسائية الناشطة من البحرين والمنطقة الشرقية في السعودية الشقيقة.

المؤتمر الذي استمر من الثامنة حتى الثانية ظهراً، السبت الماضي، كان تحت عنوان «معاً في مواجهة الغزو غير الأخلاقي في المجتمع»، حيث يعكس استجابةً هادئة من الوسط الديني النسائي للتغيّرات المتسارعة في المحيط الشبابي. وهي تغيراتٌ تأتي كالموجات الكاسحة المتتابعة، لا يمكن صدّها أو الوقوف بوجهها، وإنما يمكن التخفيف من وقعها، وامتصاصها ومحاولة التكيّف معها تدريجياً.

التقنية اليوم اخترقت كل الحواجز وسهّلت الاتصال، والمجتمعات التي لا تزال تمنع سياقة المرأة تحاشياً للاختلاط، تضطرها وتيرة الحياة لاستقدام سواق أجانب يختلطون مع النساء. وإذا كانت هذه المشكلة غير مطروحة في البحرين، إلا أن هناك قضايا أخرى تلح على المجتمع، وفي مقدمتها القنوات الفضائية وشبكة الانترنت العابرة للحدود والجدران والأبواب.

الهاجس العام في المؤتمر هو الحفاظ على الهوية التي تتعرّض للتغريب، ومقاومة «الانحرافات الأخلاقية» و «الغزو الإعلامي». وقد جرى الإعداد للمؤتمر منذ سبعة أشهر (أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني 2009)، وشارك في تنظيمه أكثر من سبعين كادراً نسائياً، وأشادت بعض المشاركات بحسن الإدارة والتنظيم والاهتمام بالوقت.

المؤتمر تناول في الأعوام الثلاثة الماضية محاور «الحجاب» و «تحولات الأسرة» و «المرأة بين القوانين التشريعية والوضعية»، وهي قضايا تهم المرأة البحرينية وترتبط بحياتها اليومية. وتناول هذا العام مخاطر الغزو الفكري، واستهدف الفئة الشبابية من طالبات المرحلة الثانوية والجامعية... حتى ربّات البيوت، حيث حرصت المنظّمات على تغطية أكبر عددٍ من المناطق. وتمّ تقديم ثلاث أوراق عمل، تضمّنت توجيهات وإرشادات وتوصيات، بعضها يعكس نظرةً تقليدية مثل تأليف الكتب وإصدار المجلات الفكرية، وبعضها حاول أن يلاحق العصر، بالدعوة لتوظيف الأدب والفنّ والوسائل التقنية الجديدة، لحماية الجيل الشاب من التأثيرات السلبية التي يتعرّض لها. وركزت أهم الأوراق على تأثيرات الشبكة العنكبوتية والفضائيات، مع انتشار الإنترنت في أوساط الأسر، وغياب الدور الأسري الرصين، وضعف البرامج الشبابية الهادفة، وعجز المؤسسات الدينية التقليدية من اجتذاب الشباب، ورغبة هؤلاء - فتيات وفتياناً - بالأعمال ذات طابع التسلية والإثارة.

الورقة تشير إلى نصف مليون موقع على الإنترنت تروّج الصور المخلّة بالآداب، وتشرح طرق استعمال المخدرات... انتهاءً بمسابقات ملكات جمال الإنترنت. أما الفضائيات «فهناك ما لا يقل عن 1000 قناة فضائيّة تغزونا غزواً بلا رحمة، آثارها السلبيّة أكبر بكثير من منافعها». ومع ذلك هناك إدراكٌ بأن الانترنت منبرٌ حُرّ من دون رقيب لمن يحسن استثماره، والاطلاع على النتاجات الثقافيّة، والحوارات الهادفة في غرف البالتوك.

في زمن سابق، كان من السهل حجب المواد المضرة عن الناشئة، أما اليوم فمع عالميّة وسائل الاتصال وسهولة الوصول إليها للأغلبية، أصبح المنع شيئاً من الماضي. وهو ما يفرض على الآباء مسئوليات أكبر لتحصين الجيل الناشئ من التأثيرات السلبية الواردة، ومراقبة ما يشاهده الأبناء، وتقوية الوازع الديني والرقابة الذاتيّة لديهم.

مؤتمر نسائي هادف، تضمن أوراق عمل ومداخلات، وفواصل من لقطات تمثيلية قصيرة مؤثرة، تُوّجت بورشة عمل حول المشاريع الانتاجية الهادفة للشباب.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2856 - الخميس 01 يوليو 2010م الموافق 18 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 8:56 م

      أبو جالبوت

      سبب انحراف الشباب و الشابات هو الحكومة
      المعادلة واضحة :
      انحراف الشباب = عدم مطالبة بحقوق = الحكومة مرتاحة !!

    • زائر 4 | 6:09 ص

      كلكم راعٍ ..

      كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته
      نبدأ من الأمهات والأخوات حتى نأسس لأبناء
      صالحين ... وعلى كل شخص مسؤولية صد هذا
      الهجوم من خلال محاربته والدعوة للتمسك بالقيم
      الأخلاقية وتعميق الإيمان في النفوس حتى
      تهزها الدخائل

    • زائر 3 | 4:11 ص

      نصف مليون موقع على الإنترنت تروّج الصور المخلّة بالآداب، وما لا يقل عن 1000 قناة فضائيّة تغزونا غزواً بلا رحمة، آثارها السلبيّة أكبر بكثير من منافعها» المخطط العدواني واضح ..... ام محمود

      لتدمير الأجيال المسلمة والتركيز على الشباب وفئة المراهقين والمراهقات .. المفروض جرس الانذار يقرع من زمان لتوعية الشباب قبل ما ينحرف بعضهم أو معظمهم ويتجهون للهاوية والبركة في دول الاستعمار ما قصروا :سهولة مشاهدة الأفلام الاباحية في كل مكان وزمان حتى طلبة المدارس متأكدين انهم يشاهدونها _ اساءة استخدام الهاتف النقال _ اساءة استخدام الحريات الشخصية (لعب ومصخرة في المجمعات)_ عدم تشديد أولياء الامور على ملابس أبناؤهم الخليعة وفوق هذا كله رؤيتهم لمستوى الدعارة في البلد
      غصبا عليهم يصبحون منحرفين

    • زائر 2 | 3:45 ص

      حال الشابات(المنحرفات) اليوم

      أما الشابات فحدث ولاحرج
      لا أشك أن هناك نسبة لا بأس بها من الفتيات يشاهدن الافلام الاباحية
      أما الحجاب فسلام عليه
      فنحن في عصر السكني والشيلة و"النفحة"
      وعباية الكتف المخصرة (هي ليست ضيقة ولكنها مخصرة وتبرز ما يجب ستره )
      (ملاحظة الحجاب هو ستر الأنوثة يعني شكل وسلوك)

      وفي الاخير يرمون المتدينيين أو من يريد ان يتدين بالتخلف
      نقول لكم هنيئا لكم تحضركم الذي ساقكم الى رضا الشيطان

    • زائر 1 | 3:42 ص

      حال الشباب (المنحرف) اليوم

      تحتاجون لتوعهية اولياء الأمور وبعدين توعون الشباب
      اما الشباب حالهم معروف من مظاهر غير لائقة(قصات شعر وثياب غير لائقة مثل سكني جينز!)
      الى الافلام الاباحية والاستمناء ولعله الزنا عند البعض
      ومصادقة الفتيات (انترنت\\واقع)
      الى التهاون او ترك الصلاة والصيام
      الى معاداة الدين والتدين ويعبر عن المتدينين بالمطاوعية استهزاءاً كل هذا حسد طبعا

اقرأ ايضاً