ربما تتذكرون في 11 يناير/ كانون الثاني الماضي عندما نشرت الصحافة المحلية خبر اعتصام 44 طبيبا عربيا أن وفد جمعية الأطباء البحرينية لدعم غزة كان يسعى إلى إيصال سيارة إسعاف تبرعت بها الجمعية إلى مستشفى العودة... جمعية الأطباء دفعت المال المطلوب لشراء سيارة إسعاف مجهزة بمتطلبات العناية القصوى، واستلمت رصيدا بذلك، وسلمته إلى المستشفى... ولكن سيارة الإسعاف هذه لم تصل لحد الآن.
ربما يتساءل المرء عن الجهات التي استلمت المال من وفد الجمعية، وكيف تصرفت به، وربما يتساءل عن كيف يمكن أن تختفي سيارة إسعاف قيمتها تصل إلى 45 ألف دولار، وربما يتساءل عن أمور كثيرة، ولكن مايحز في النفس أن هناك من اتخذ من المصائب التي حلت على الشعب الفلسطيني مدخلا لسرقة مال أو تلاعب بما وصلت إليه من معدات، وهو أمر يحتاج إلى وقفة.
الشعب الفلسطيني في غزة مازال محاصرا، والمعابر ليست مفتوحة، ومن المفترض أن هناك من يستطيع إيصال مايحتاجه الناس هناك، من دون الحاجة إلى التصريحات الفاقعة التي سمعناها من كل البلدان العربية. فإذا كانت سيارة إسعاف لم تصل فلربما أن هناك الكثير لم يصل أيضا، ولربما أن الوعود بصرف الملايين التي جاءت كسباق بين الجهات الرسمية والأهلية العربية أثناء وبعيد الحرب العدوانية على غزة انتهت الحاجة إليها... فربما كانت من أجل التباهي والمنافسة الإعلامية.
و«الوسط أون لاين» خصصت حلقتها للحديث عن «أطباء غزة» والظروف والعقبات التي تحيط بهم سواء في شح المعدات الطبية أو في كمية الأدوية ونوعيتها، وليس أفضل من يبلغنا عن ذلك من مدير مستشفى العودة في غزة يوسف موسى، الذي يزور العاصمة (المنامة) حاليا.
وفي الحقيقية فإن موسى لم يتحدث عن عدم وصول سيارة الإسعاف المذكور في هذا المقال، وإنما اكتشفت ذلك بعد الانتهاء من المقابلة وبعد أن سألت عن السيارة التي تبرعت بها جمعية الأطباء من خلال المرافقين البحرينيين الذين يبدو أنهم على علم بما جرى ولكنهم لحد الآن لايعلمون إلى أين ذهبت تلك الأموال، وإلى أين وصلت سيارة الاسعاف.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2391 - الإثنين 23 مارس 2009م الموافق 26 ربيع الاول 1430هـ