ستكون من المفاجآت غير المتوقعة في انتخابات البحرين 2010 لو تجرأت إحدى الجمعيات السياسية الإسلامية على طرح اسم نسائي - ولو واحد - ضمن قوائمها الانتخابية التي لم تعلن عنها بعد، فمن الواضح تماماً أن تقديم اسم نسائي من كوادرها الفاعلة لايزال «هماً أصغر» في مقابل هموم أكبر تشغل بال القيادات السياسية في هذه الجمعيات.
نناقش الجمعيات السياسية الإسلامية بالذات هنا لأننا نعرف تمام المعرفة بأن هذه التيارات هي التي فازت في انتخابات 2006، ولم يفز شخوصها بأسمائهم، ولأننا نعرف بأن هذه التيارات ستحتفظ بالضرورة بحصيلة جيدة من مقاعد برلمان 2010 حتى لو قامت بتدوير أسماء شخوصها، فقوة التيار السياسي الإسلامي - بمختلف أطيافه - لاتزال تحتفظ بالصدارة في الشارع الانتخابي البحريني، وهي قادرة إجمالاً على رفع أسماء وخفض أخرى. ولابد أنها ستعطي دفعة قوة كبيرة للأسماء التي تضعها على قائمتها الانتخابية حتى لو كانت أسماء نسائية.
التيار السلفي الذي يمثل جمعية الأصالة الإسلامية لايزال يتبنى النظرة التي لا تجوز للمرأة التقدم للترشح في الانتخابات، وعلى الرغم من امتلاكه عدداً جيداً من الكوادر النسائية الناشطة خصوصاً في الجانب الدعوي إلا أن تقديمه لأي أسماء نسائية أمر غير مطروح أساساً.
تيار الإخوان المسلمين ممثلاً في جمعية المنبر الإسلامي يحمل نظرة أكثر تقدمية، إذ يدعم ترشح المرأة، ويمتلك بدوره كوادر نسائية نشيطة عملت ولاتزال على تعزيز قواعد هذا التيار اجتماعياً مثلما عملت على تنظيم الحملات الانتخابية السياسية لمرشحي التيار بجدارة.
نساء المنبر استطعن الوصول إلى عضوية الأمانة العامة للجمعية، وبرزت للتيار على مدى السنوات الأربع الماضية أسماء نسائية معدودة ولكنها فاعلة في محيطها. غير أن تيار المنبر على الرغم من إعلانه باستمرار عن دعمه لترشح المرأة واعتزازه بكوادره النسائية، وعلى الرغم مما يتوارد بشأن تقديم عدد من النساء طلبات للجمعية لدعمهن في ترشحهن للانتخابات المقبلة، إلا أن التيار على ما يبدو لن يجازف بأخذ هذه الخطوة، فقيادته مشغولة حتى أذنيها بتثبيت قواعد المعركة الانتخابية المقبلة، والتي قد تشمل علاوة على الحرب المعلنة مع التيار الليبرالي - ممثلاً في مرشحي جمعية العمل الديمقراطي « وعد» في ثلاث دوائر انتخابية - حرباً أخرى قد تشمل التيار السلفي حليفها «اللدود». ووسط هذه الصراعات تبدو قضية تقديم اسم نسائي في قائمة المنبر أمراً غير ذي أولوية، لذلك لا نستبعد أبداً قائمة منبرية خالية من الأسماء النسائية.
جمعية الوفاق الوطني الإسلامية هي الأخرى أحد التيارات الإسلامية السياسية التي اشتهرت بإعلانها دعم المرأة مرشحة وناخبة، واعتزازها بكوادرها النسائية.
الوفاق علاوة على ذلك تمتلك بالفعل عدداً لا بأس به من الوجوه النسائية المؤهلة دون أدنى شك لتكون ضمن قائمة الوفاق الانتخابية. تضمر عدد من نساء هذا التيار سراً رغبة حقيقية في المشاركة كمرشحات، لكنهن يعلن على استحياء التزامهن بقرار الجمعية. ولا يبدو بأن قرار الجمعية في الانتخابات القريبة سيأتي لصالح أياً منهن، وربما تحمل القائمة الانتخابية الجديدة خيبة أمل متكررة تعودن عليها. ففي العام 2006 لم تشأ الوفاق أن تجازف بأسماء نسائية لأنها أرادت تحصيل أكبر عدد من المقاعد في أول مشاركة لها، وفي 2010 يبدو التحدي أمامها أكبر لأنها قد تخسر حتى بعضاً من مقاعدها الحالية وسط عزوف وخيبات أمل تملأ شارعها.
لن تتوقف التحديات أمام التيارات السياسية، فلا توجد انتخابات هادئة، ولذلك فإن تعطيل دعم الوجوه النسائية التي تنتمي لهذه التيارات بحجة أنها مجازفة مرفوض تماماً. فكل تيار يراهن ويجازف على كل مرشح من مرشحيه.
ليست «مجازفة» أن يدعم التيار الإسلامي اسماً نسائياً من كوادره الكفوءة التي عملت طويلاً على تعزيز وخدمة هذا التيار. ليست «مجازفة»، وإنما هي «حق أصيل». ولن يتحرك موضوع دعم التيارات لكوادرها النسائية قيد أنملة حتى تستوعب كل من قيادات التيارات ونسائها على حد سواء هذا الأمر جيداً، فليس في الحق منة، والأحرى بالجمعيات السياسية التي تدافع عن الحقوق الأصيلة أن تعرف ذلك جيداً
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 2851 - السبت 26 يونيو 2010م الموافق 13 رجب 1431هـ
لكن ماعليه
قعدوا في البيت احسن ليكم كلشي تبون تشتغلون حتى لو على حساب الدين بس عاد
حزب الحياة
ترشيح (المراه)من قبل الجمعيات للبرلمان يوازي ترشيخ (المراة) من قبل الحكومه للمناصب الحكوميه يعني ماهو الا ( كردت ) للجهة المرشحه لها....بمعنى انه نحن اناس متطورين واناس راقيين ونعترف بالمراه ( طبعا بشكل صوري وليس حقيقي)مع العلم انه ان هذة المراه رشحت لا لكفائتها المطلقه على الاخرين انما الجود من الموجود...بالنهاية ليس مشكلتنا بهذا البلد انتخاب الرجل او المراة انما هذا البرلمان العقيم المكبل بالقوانين المحسوبة بالدقة لشل ماهو مفيد للوطن والمواطنين سواء رشحنا المراة او الرجل او جنس اخر
ترشيح المرأة لا زال كتابياً وخطاباً إنشائياً
المشكلة ليست في ترشيح إمرأة أو دعمها من قِبل جمعية معينة أو كتلة برلمانية بقدر ما تتخوف تلك الجمعية أو ذلك التكتل بفقد مقعد نيابي يعني له الكثير سواء كان خوفاً من مزاحمة مرشح من تكتل معين أو خطف الأصوات لمرشح مستقل له حضوره أو دوره أو تأثيراته على المنطقة سيما إن كان ذو كفاءة أو واجهة إجتماعية أو رجل دين.. فالمرحلة القادمة كذلك حرجة والمنافسة شرسة أيضاً سيما بعد التجربة وإنفضاض بعضاً أو كثيراً من الناخبين السابقين وعدم نياتهم للتصويت
أوكي
لن يتم دعم المرأة وتمكينها ما لم تدعم وتمكن نفسها بنفسها !! ما الفرق بين المرأة والرجل في معترك العمل السياسي... أليست المرأة كالرجل؟! لماذا هو زج للأسماء والأرقام لنتباهى بها ... المسألة أكبر من ذلك بكثير ... المسألة هي في الثقة والكفاءة .... ولا أرى حالياً إلا عدداً قليلاً جدا من النساء المؤهلات فعلا لخوض التجربة ولذلك على النساء الراغبات في العمل السياسي وحتى الرجال تأهيل أنفسهم كما يجب للعمل السياسي الأصيل وليس التشدق بكلمات رنانة وشعارات ووعود وهمية للشعب أرجوكم انضجوا ولو قليلا