أحد الكتاب العرب كتب عن قرار الرئيس باراك أوباما إقالة قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال بسبب تهكمه على الشخصيات القيادية في واشنطن، أنه لو كان ماكريستال عربياً (وهو جنرال بأربعة نجوم) واستدعاه رئيسه لطرده من منصبه، وأن هذا الرئيس «لم يمضِ على انتخابه أقل من سنتين، ولم يسبق له أن ارتدى بزة عسكرية أو خدم في الجيش الأميركي، ناهيك عن كونه مولوداً أصلاً خارج الأراضي الأميركية... كنت أتوقع أن يمارس ماكريستال «صلاحياته» العسكرية»، بمعنى أن يقوم الجنرال بعزل الرئيس، كما يحصل في المناطق القريبة منا كما فعل العديد من الجنرالات وأصحاب الرتب العسكرية الأقل من ذلك من الذين لم يخوضوا أي حرب في حياتهم (سوى سهر الليالي) ومن ثم نصّبوا أنفسهم زعماء ورؤساء إلى الأبد، وبعد ذلك جهّزوا أبناءهم لوراثة الكراسي التي استحوذوا عليها.
على أن أوباما كان واضحاً بشأن إقالة ماكريستال، وذلك بأن تصريحاته تخلّ بالمبدأ الديمقراطي، وهو خضوع المؤسسة العسكرية للسلطة المدنية المنتخبة، وأن هذا ركن أساسي من أركان النظام الديمقراطي المستقر. وأعلم أننا عندما نتحدث عن الديمقراطية وممارساتها، وتداول السلطة، وإفساح المجال لجميع من لديه كفاءة (بغض النظر عن انتماءاته القبلية أو الدينية أو اللون) إنما نتحدث من فراغ، وكأننا نذكر أحداثاً تحصل في كوكب المريخ.
على أي حال، فإن أوباما باشر إلى تعيين قائد القيادة الأميركية الوسطى (مقرها في قطر) الجنرال ديفيد بتريوس بدلاً من ماكريستال لقيادة القوات الأميركية والأخرى المنضوية تحت إشرافها في أفغانستان، وأعلن بتريوس عن أولى خطواته هناك وأنه سيقوم بمراجعة شاملة لجميع المعايير العسكرية المطبقة في أفغانستان، وأنه يطلب مراجعة نظام «قواعد الاشتباك» الذي يحدد للقوات الشروط التي تنظم فتح النار على الأهداف في أرض المعركة، خاصة بعدما «وردته اعتراضات وحالات تململ بين الجنود بسبب القيود الموضوعة على العمليات الجوية والبرية منذ عهد ماكريستال بهدف حماية المدنيين». وبحسب التقارير الإعلامية فإن بتريوس سيدرس النظم المطبقة حالياً، ومن ثم سيقرر ما إذا كانت المشكلة تتعلق بعدم فهم الجنود لقواعد الاشتباك أو أن القواعد نفسها بحاجة لمراجعة.
بتريوس هو الذي هندس فكرة زيادة القوات الأميركية في العراق، وفكرة التحالف مع مجالس الصحوات في العراق، وبذلك استطاع التغلب على تنظيم القاعدة من خلال كسب ود المناطق التي كانت تحتضن التنظيم في العراق، ولكنه الآن في مكان مختلف، والقبائل هناك ليست هي العشائر العراقية، والجغرافية مختلفة، كما أن هناك حركة طالبان التي تتوسع في بلدين في آنٍ واحد، أفغانستان وباكستان، وهناك اتهامات لأجهزة باكستانية بالوقوف خلف حركة طالبان، رغم التغييرات في مناصب الأجهزة الحساسة والتي حصلت في السنوات الأخيرة. هذه الصعوبات كلها تأتي في وقت تتحدث أوساط عن أهلية بتريوس لمنافسة أوباما في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لأنه ليس عسكرياً فقط، وإنما يعتبر أيضاً من علماء السياسة والاستراتيجيا، وعليه فإن أفغانستان قد تدفع به إلى الأعلى (إذا ما حقق نصراً)، أو قد تدحره كما دحرت من كانوا قبله. في كل الأحوال، فإنه إذا ما قرر بتريوس التنافس على الرئاسة، فإن عليه أن يخرج من السلك العسكري، وينضم إلى التنافس المدني في الانتخابات، وفي حال فاز، فإن المؤسسة العسكرية كلها، والمؤسسات الأخرى في كل محل ستخضع له لأنه سيمثل إرادة الناخب (الشعب مصدر السلطات)، وهو مفهوم يبدو غريباً جداً، بل من المحرمات الكبرى في منطقتنا
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2851 - السبت 26 يونيو 2010م الموافق 13 رجب 1431هـ
لا سلطه فوق سلطة الفقيه
دكتور منصور اليس الحكم الجديد في العراق يعمل وفق الديقراطيه الامريكيه التي تمتدحها انت ؟ ما رأيك فيما يجري في العراق بعد انتهاء العمليه الانتخابيه وظهور النتائج ؟
ياريت امريكا تطبق القانون على حكام العرب
اتمنى ان امريكا تفرض نفوذها على حكام العرب لاقتلعتهم عنا من زمان تجيب لينا حاكم عسكري عاقل وبكره يصير مسلم بالتأكيد من سلامة عقيدتنا ، بل حتى جنوده اللذين معه سيدخلوا الاسلام . ولكن اين ذاك الحلم المورق .
فجل الحكام العرب في سبات ، كل يقول انا أول .
كأنهم واقفين طابور عند خباز !!
مسرحيات لا تتوقف !!!!
من الذى يدافع عن السلطه الأنقلابيه و بعد ذلك الموروثه فى بلدان العربيه ؟ هل تشك على إن الغرب و على رأسهم امريكا هم الذين يدافعون بكل ما اوتى من القوه ,اعلامياً او عسكرياً او غير ها من الخطط التى تمارس ضد الشعوب . امثله كثيره و النمل و الذباب يفهمون ذلك .مسرحيات امريكا لا تتوقف لحظه فانها تلاعب بأفكار المجتمع الدولى بطرق شتى لتشويش العالم و الوصول الى اهدافهم الغير الأنسانيه. و الغطاء لمسرحياتهم هى كلمة الديمقراطيه .
مستغرب ليش !!
في الدول العربية إحترام للديمقراطية أفضل من أمريكا وغيرها.