«إلى متى سيتفرج المسئولون على نفوق البشر بأرض الموت»، هذه هي عبارة هتف بها أطفال المعامير في ختام مهرجانهم للعام الثاني على التوالي بمناسبة يوم البيئة العالمي. وطالبوا الحكومة باتخاذ موقف جاد وصادق تجاه القضية البيئية والصحية التي تتعرض لها القرية.

ووعد أطفال المعامير بأن يتبنوا ملف قريتهم البيئي، مشددين على أنهم لا يتراجعون عن التمسك بحقهم في الحياة ضمن إطار بيئي صحي وسليم على رغم التجاهل والتلكؤ الكبير من قبل الجهات الرسمية المعنية بالأمر.

واستعرض خلال المهرجان الذي نظم يوم الجمعة الماضي أوبريت فني تحت عنوان «سيف المعامير»، وهو من فنون البحر المعروف بالفجري، أي النهام من كلمات الفنان والناشط البيئي محمد جواد، وموسيقى وميكساج الفنان جاسم محمد جواد، وأداء نخبة من شباب وفناني المعامير. كما عرض فيلم «صابر» يتحدث عن معاناة المعامير إنتاج مؤسسة المعامير للإنتاج الفني.

من جهته، قال عضو التكتل البيئي البحريني غازي المرباطي: «إن التنمية البشرية قوامها الإنسان الذي يجب أن توفر له البيئة الصالحة، وهو ما ينتفي في الكثير من المناطق بالبحرين، وبالتالي تكون التنمية البشرية لا قوام لها في هذه المناطق مثل المعامير والعكر وستر والحد».

وأضاف المرباطي أن «مدير عام الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية عادل المرباطي وعد في المهرجان نفسه خلال العام الماضي بالتوصل إلى نتائج إيجابية في ملف المعامير البيئي وتوسعة قناة المعاير خلال فترة 3 أسابيع، غير أن ذلك لم يحصل حتى عقب مرور عام كامل. ما يعني أن الوعود أصبح لا ثقة فيها، ولن يغني أحد كثرة التخدير العقلي من خلال التصريحات الإعلامية والمشروعات التي لا أحد يرى لها أثر على الواقع».

واستنكر المرباطي تسجيل الغازات التي تسربت في منطقة المعامير قبل نحو 3 أشهر ضد مجهول، وقال: «هل يستطيع أحد أن يجهل وينكر مصدر الغازات في القرية؟ وهل يستطيع أحد أن يفهم غير التلكؤ والتغاضي عن المخالفات التي ترتكبها هذه الشركات بحق المواطنين». واستدرك عضو التكتل البيئي قائلاً: «سابقاً كنا نحذر من نفوق الأسماك والكائنات الحية البحرية والبرية، والآن وصل بنا الحل للتحذير والتباكي على نفوق البشر، في الوقت الذي تتخذ فيه الحكومة التصريحات والمشروعات الإعلامية فقط موقفاً حيال ذلك».

واستعرض المهرجان البيئي السادس بمناسبة يوم البيئة العالمي عدة ملاحظات، من ضمنها أن «في بداية كل عام نذكر الجميع بأن مشكلة المعامير البيئية مازالت قائمة، فالتسربات الخانقة والتدمير البيئي بجميع أشكاله مازال مستمراً وأمام مرأى الحكومة والجهات المعنية فيها، والتلوث البيئي له العديد من التداعيات السلبية التي تؤثر على أكثر من جانب أبرزها الجانب الصحي والمعيشي والاجتماعي. لذا نود التأكيد أن الأولوية لدينا هي الوقوف والتصدي بكل الوسائل المتاحة لمنع التسربات الغازية المنبعثة من الشركات الكبرى».

وأكدت لجنة المهرجان «مازلنا ننتظر تنفيذ قرار وزير الصناعة والتجارة حسن فخرو في الوقت الذي نؤكد فيه إصرارنا على رحيل الشركات الأربع الملاصقة لمنازلنا التي طالبنا برحيلها عبر عريضة المعامير البيئية، كما ندعو الحكومة ومؤسساتها المعنية إلى إبداء حسن النية ولو بإزالة الشركات المشار إليه التي تخالف الاشتراطات البيئية». ودعت اللجنة المنظمة الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية لـ «إعادة النظر في مشروع توسعة منافذ خليج توبلي وقناة المعامير، فالملايين التي تصرف لهذا المشروع لن تحسن من وضع الخليج وقناة المعامير مادام هناك من ينهب الأراضي ويستولي على أجزاء منها تقع ضمن حدود الخليج».

واختتمت اللجنة المنظمة كلمتها مطالبة من وزير شئون البلديات والزراعة جمعة الكعبي والجهات المعنية بإنشاء مشروع ممشى ساحل المعامير، بتعجيل إنشاء المشروع وعدم التوقف حتى الانتهاء من المشروع الذي سيكون أول متنفس لهذه القرية.

وقالت رئيسية لجنة البيئة بجمعية الرفاع الثقافة الخيرية ليلى الحدي في كلمة لها خلال المهرجان: «إن الحديث عن تنمية الوعي البيئي حديثٌ ذو شجون ولاسيما أن البيئة تمثل أهميةً كبيرةً للإنسان، فهي المحيط الذي يعيش فيه وهي المحيط الذي يتفاعل معه الإنسان، ومعه يمارس علاقاته المختلفة مع غيره من الكائنات والمكونات»، مشيرةً إلى أن «ما تعانيه قرية المعامير من تلوث منذ أعوام طويلة، والذي يصل في بعض الأحيان إلى المناطق المجاورة منها عسكر والرفاع النويدرات والعكر يؤثر بلا شك على صحة الفرد والأسرة والطفل وكل القاطنين في تلك المنطقة والمناطق المجاورة وإن كانت هناك تطمينات لتخدير الرأي العام بعدم تهويل الموضوع».

وذكرت رئيس لجنة البيئة أن «المحافظة الوسطى تحتضن 56 جمعية منها 25 جمعية ذات نفع عام، و15 صندوقاً خيرياً، و7 أندية، و6 مراكز شبابية، و3 جمعيات سياسية، وفروعاً لجمعيات أخرى سياسية واجتماعية. فلابد من تكاتف جهود الجميع سواء من الشركات الكبرى ومؤسسات المجتمع المدني والهيئة العامة للبيئة من أجل رفع المعاناة عن أهالي المعامير، إلى جانب تكثيف دور التوعية البيئة على رغم تزايد الوعي الجماهيري إلا أن هناك جهات أو جمعيات معنية بهذا الشأن مازال الوعي البيئي لديها ضعيفاً».

وطالبت الحدي بتكثيف البرامج الإعلامية البيئة وإشراك المجالس البلدية والأهلية والنقابات والمؤسسات الكبرى والجمعيات النسائية في المنطقة بالتوعية بمخاطر التلوث