قيل في مونديال 1986 بالمكسيك إن من حقق البطولة هو منتخب مارادونا وليس الأرجنتين في إشارة إلى الدور الكبير الذي قدمه الأسطورة العالمية مارادونا لقيادة المنتخب في ذلك المونديال خاطفا كل الأضواء.

وعلى رغم أن مارادونا ارتبط بمشكلات المخدرات وهي القصة المعروفة للجميع إلا أنه لا يزال الواجهة لكرة القدم العالمية عموماً والأرجنتينية خصوصاً حتى في الوقت الذي انقطعت علاقته كلاعب مع العالم وتفرغ للعلاج من إدمان المخدرات.

مارادونا عاد إلى الواجهة من الباب الواسع خلال مونديال جنوب إفريقيا الحالي وبدا كعادته مميزا جدا على مستوى الشكل واللباس وأسلوب التصريحات إلى جانب طريقة الفرح الهستيرية بعد تحقيق الأهداف أو الفوز بعد كل مباراة وهي الطريقة التي لم يكن يقوم بها يوم أن كان لاعبا مبدعا ومسجلا للأهداف.

محبو التانغو وعاشقو مارادونا يدركون جيدا بأن الأخير لا يمتلك تلك المقومات التي تجعله مدربا لمنتخب الأرجنتين الغائب 24 عاما عن التتويج ببطولة كأس العالم من الناحية الفنية والتكتيكية طبعا، ولكنه أثبت قدرته على قيادة المنتخب في بطولة مثل كأس العالم بشخصيته وأسلوبه في تحضير اللاعبين نفسيا.

كأس العالم تختلف عن كل البطولات، فهي بطولة مراحل، ولكل مرحلة ظروف ومعطيات مختلفة للغاية، ويبقى العامل الأهم التهيئة النفسية من وجهة نظري الأمر الذي يجيده ويتقنه مارادونا الذي وصل بالمنتخب إلى الدور ثمن النهائي، ومن يعلم فقد يصل معه إلى أبعد من ذلك في وجود كوكبة من النجوم أبرزهم بلا أدنى شك ليونيل ميسي.

قوة المنتخب الأرجنتيني وبروزه من صالح كأس العالم، فهو يبقى رمزا من رموز اللعبة ومن مزوديها الأساسيين بالمواهب، تماما كالمنتخب البرازيلي ذي الشخصية القوية المعتادة في بطولات كأس العالم بالرغم من تغير الأجيال في السنوات الماضية.

يبدو مونديال جنوب إفريقيا مونديالا ستسرح وتمرح فيه منتخبات أميركا الجنوبية، ويبدو أن جماهير اللعبة في العالم موعودون بمواجهة محتملة جدا بين البرازيل والأرجنتين في المباراة النهائية لو تواصل الأداء المثالي للمنتخبين في المراحل المتقدمة من البطولة ووفقا في العبور.

يأتي ذلك في الوقت الذي غادر فيه أبطال مونديال 2006 و1998 من الباب الواسع، وفي الواقع فإن خروج الطليان والديوك من الدور الأول خير لهم من الوصول للدور الثاني لأن الفضيحة ستكون (بجلاجل)، المشكلة في هذين المنتخبين ليس المدرب فقط بل افتقادهما للنجوم على وزن زين الدين زيدان وتوتي وغيرهم من الأسماء الرنانة في كرة القدم الفرنسية والإيطالية.