ولد يوغين كارل دوهرنغ في العام 1833 وعاش في كنف والده (الموظف الحكومي) ودرس الاقتصاد ومارس الحقوق وتعلم الميكانيك ودخل السلك الأكاديمي وبدأ التعليم في جامعة برلين (1862 - 1874) وأخذ ينشر أفكاره التلفيقية في الفلسفة ما أثار موجة من الغضب حين استفز القوى العقلانية والتنويرية بادعاءاته ومبالغاته، وفي الآن جذب إليه الكثير من الأنصار والمؤيدين والمريدين في أوساط القوى الشعبوية والضحلة في أفكارها ووعيها.
ظاهرة دوهرنغ نموذجية في خصوصيتها وتوقيتها لأنها تعطي فكرة عن ذلك الاضطراب الذهني الذي عصف بالنخبة الألمانية في تلك الفترة التي كانت فيه «الأمة» تدخل في منعطف تاريخي سيكون له تأثيره الموضعي على القارة والعالم في طور لاحق. ودوهرنغ في هذا السياق الزمني يمثل ذلك النموذج على طفرة من الفلاسفة شهدتها الساحة الألمانية في لحظة الصعود وتجاوز الحدود القومية إلى مجالها الحيوي الجغرافي.
بدأت علاقات دوهرنغ الخفية بالسلطة حين طلب بسمارك في العام 1866 من مستشاره فاغينير أن يضع للحكومة البروسية تقريراً عن المسألة العمالية. واتصل فاغينير بالأستاذ الجامعي وطلب مساعدته بحكم خبرته واطلاعه في هذا الشأن المستحدث. وافق دوهرنغ على الطلب وكتب التقرير عن المسألة العمالية، وأقدم فاغينير على نشره مغفلاً ومن دون علمه، ثم عاد وطبعه ثانية واضعاً اسمه من دون إشارة إلى كاتبه الأصلي. أثار التصرف غضب دوهرنغ وأقام دعوى قضائية على فاغينير بسرقة نصه وخرق حقوق المؤلفين وكسب القضية في العام 1868 ما أعطاه سمعة جيدة في الوسط الأكاديمي وأكسبه شعبية في دوائر المعارضة العمالية والاشتراكية واليسارية.
أعطى فوز دوهرنغ في المعركة القضائية دفعة معنوية للأستاذ الجامعي سمحت له لاحقاً باستثمارها لتعويض طموحاته الشخصية وغروره. فبدأ اعتباراً من العام 1872 في إطلاق سلسلة من التهجمات على أساتذة الجامعات في سياق انتقاده للأنظمة الجامعية في ألمانيا. وأدت هذه الكتابات العنيفة إلى تعرض دوهرنغ إلى ملاحقات سلبية من قبل الأساتذة الرجعيين والمتعصبين فتطور تصادمه مع هذا التيار المنغلق الذي نجح، بعد سلسلة من المعارك الأكاديمية، تحريمه من إلقاء المحاضرات في العام 1876 ومنع من تدريس الفلسفة في الجامعة بدءاً من العام 1877.
أثار حرمان دوهرنغ من التعليم الجامعي موجة استنكار وشجب من الأوساط الديمقراطية والليبرالية ترافقت مع حملة احتجاج عنيفة من مريديه وأنصاره. وجاءت موجات الاستنكار وحملات الاحتجاج لتصب في مصلحة دوهرنغ وترفع شعبيته في وسط الدوائر العمالية والاشتراكية والديمقراطية ما أدى إلى رواج أفكاره وادعاءاته الفلسفية الأمر الذي ترك تأثيره السياسي على برامج الديمقراطيين الاشتراكيين في أوساط سبعينات القرن التاسع عشر.
آنذاك شهدت أوروبا أزمة اقتصادية - مالية عالمية في العام 1873 شجعت على نمو مدرسة مضادة للاشتراكية والتنافس الحر في الآن وبدأت تشجع على فكرة الاحتكار وضرورة سيطرة المؤسسات الكبرى على الشركات الصغيرة. هذه النزعة الاحتكارية في حقل الاقتصاد جاءت متناسبة لتعزيز هيمنة السلطة المركزية في ألمانيا وطموحها إلى احتكار الفكر في حقل السياسة.
في هذا الفضاء المضطرب لاقت فلسفة دوهرنغ حفاوة من أوساط السلطة لكونها تدعو إلى هدنة (مصالحة) بين الرأسمالية والحركة العمالية. دوهرنغ حتى تلك الفترة كان صاحب رأي خاص لعب دوره في خلط الأوراق والتأثير على الأحزاب الديمقراطية والاشتراكية بسبب كتاباته العنيفة والمثيرة للجدل. فالأستاذ الجامعي ادعى أنه يطرح فلسفة جديدة تعيد النظر بكل الاتجاهات والاجتهادات التي سبقته في بريطانيا وفرنسا وألمانيا منذ القرن السادس عشر إلى القرن التاسع عشر. وبسبب هذه النزعة الطموحة طوّر دوهرنغ مقولاته التي وضعها عن تاريخ الميكانيكا (الآلة الصناعية) في العام 1872 بطرح مجموعة كتب ادعت إلغاء من سبقه وتأسيس مرحلة جديدة في تاريخ الفكر البشري.
ساهمت أطروحات الفيلسوف الطامح التي وردت في كتبه الثلاثة وهي: «مقرر الفلسفة» و»مقرر في الاقتصاد السياسي والاجتماعي» و»التاريخ الانتقادي للاقتصاد السياسي والاشتراكية» في إثارة موجة غضب في الأوساط الأكاديمية ولكنها أربكت الأحزاب الديمقراطية - الاشتراكية بسبب ما شهدته أفكاره منذ العام 1874-1875 من تعاطف كبير في الجيل الجديد المندهش بالمعجزة الألمانية ونجاح بروسيا في توحيد السوق القومية والانتصار على النمسا وثم فرنسا في معارك عسكرية متتالية انتهت بفوز ألمانيا ودخولها مجال القارة من موقع القوة.
ساهمت الانتصارات في تعزيز أيديولوجية التفوق الشوفينية وأعطت قوة غير منظورة للفيلسوف الشاب (بلغ دوهرنغ 42 من عمره) ودفعته إلى أن يقود حملة انقلابية ضد كل مقولات التنوير متهماً إياها بالعجز والقصور والتفاهة والبلاهة مشيراً إلى فشلها وضمورها بسبب سخافتها وضعفها العقلي وابتعادها عن الواقع. برأيه مثلاً أن ليبنتز ليست لديه عقائد شريفة ولكنه «أفضل متفلسفي البلاط»، وكانط لم يقدم الشيء الجديد وترك مجموعة سخافات خرقاء وباطلة أعطت للمقلدين من أمثال فيخته وشيلنغ «الصور الكاريكاتيرية البشعة للغو الخاص لفلسفة الطبيعة»، وتتوجت تلك «البشاعات بعد الكانطية» بنمو «أوهام هذيانية» قادها «المدعو هيغل»، أما داروين فقد تميز بشاعرية مبتورة ترافقت مع «تلاعبه بالتحولات مع الضيق المحسوس» و«القدرة الضعيفة على التمييز»، والداروينية هي «مجرد جرعة كبيرة من الوحشية موجهة ضد النزعة الإنسانية».
لم يقتصر تهجم دوهرنغ على الفلاسفة ونعته فيخته وشيلنغ وهيغل بالدجالين بل وجه سهامه لكل المدارس الطبيعية والتاريخية والاقتصادية والسياسية والاشتراكية والوضعية والمثالية والمادية، وبرأيه أن سان سيمون طوباوي مسكين يعاني من «هلوسة دينية»، وشارل فورييه «يتميز بكل عناصر الجنون» فهو أحمق ومعتوه «بشكل يفوق الوصف»، وروبرت اوين له «آراء باهتة وضحلة» وتفكيره «يتميز بقدر من الفظاظة في مسألة الأخلاق» وهو قدم بعض الأفكار التافهة «التي تحولت إلى سخافات»، لاسال «خرافة هيغلية» وخليط بشع من «النظرية العامة والتوافه الفارغة»، ماركس «ضيق في الأفكار» وعاجز «في القدرة على التركيز والتصنيف» ويعاني من مشكلة «تشويش في الفكر والأسلوب» و«إفراط غير لائق في اللغة» و«غرور شخصي» و«أساليب رذيلة» و»تخلف فلسفي وعلمي» (راجع انغلز، صفحات 37- 39).
أثارت هذه الملاحظات من الفيلسوف الشاب غضب الحلقات الفكرية والجامعات والمعاهد الأكاديمية وكل الأنصار والمؤيدين للنظريات التنويرية التي تأسست خلال القرون الثلاثة من التطور الأوروبي. والمشكلة السياسية التي واجهت الأحزاب الديمقراطية والاشتراكية أن أفكار دوهرنغ لاقت التجاوب من الجيل الشاب المذهول بالمعجزة الألمانية والمصدوم بالإنجازات التي حققتها بروسيا في فترة زمنية لا تزيد عن نصف قرن.
أدى التطاول المذكور إلى إثارة غضب الأحزاب اليسارية وأخذت تتصل بماركس وانغلز طالبة تدخلهما والرد على أفكار دوهرنغ واختلاقاته الفلسفية والاقتصادية والسياسية. آنذاك كان ماركس منكباً على تأليف المجلد الثاني من كتاب «رأس المال» بينما انغلز كان منشغلاً في مواصلة بحثه الطويل عن «ديالكتيك الطبيعة» بعد أن غادر مانشستر واستقال من وظيفته في شركة تجارية وانتقل في العام 1870 إلى لندن لاستكمال دراساته في علوم الطبيعة والرياضيات.
انشغال ماركس - انغلز أخر الرد إلا أن ضغوط حزب العمال الاشتراكي الألماني والحاجة إلى أجوبة دفعت الثنائي إلى التفكير بالتصدي لهذا الهجوم الأخرق. آنذاك كان حزب العمال الألماني قد توحد مجدداً بعد عقد «مؤتمر غوتا» في العام 1875 ولكنه أخذ يعاني من اجتياح فلسفة دوهرنغ قواعده الحزبية وشذبه للكثير من المعجبين بأفكاره الانقلابية والجريئة.
اتفق انغلز مع ماركس في رسالتين متبادلتين في العام 1876 على ضرورة الرد. وبسبب انشغال ماركس بكتابه الموسوعي عن «رأس المال» تكفل انغلز بالهجوم المعاكس بشرط أن يساعده في توضيح الجوانب التاريخية لمسألة تطور «الاقتصاد السياسي». وبدأ انغلز تأليف عمله الذي استقطع من وقته نحو عامين (1876 - 1878) وأخذ بنشره في سلسلة مقالات في صحيفة Vorwarts جاءت في ثلاثة أقسام جمعت لاحقاً تحت عنوان «ضد دوهرنغ» في مجلد مستقل صدر في العام 1878.
جاء الرد ساحقاً ما دفع تيار دوهرنغ إلى تأخير نشر كتاب انغلز في ألمانيا مستفيداً من «قانون الطوارئ ضد الاشتراكيين» الذي صدر بتشجيع من بسمارك في العام 1878 ونال تأييد غالبية الرايخستاغ (البرلمان) بذريعة خطر الحركة الاشتراكية والعمالية وضرورة مكافحتها. وأعطى قانون الطوارئ البسماركي شرعيه لملاحقة كل الأحزاب الديمقراطية - الاشتراكية والمنظمات العمالية واليسارية، وتعرضت المعارضة للتنكيل وصودرت المطبوعات واضطرت الهيئات النقابية وغيرها اللجوء إلى السرية طوال فترة تطبيق قانون الطوارئ إلى أن ألغي في أول أكتوبر/ تشرين الأول العام 1890.
لاقى كتاب «ضد دوهرنغ» رواجاً كبيراً وترجم إلى لغات أوروبية مختلفة وطبع مرات ومرات وأدى وظيفته الموضعية حين سدد «ضربة موجعة» للفيلسوف الشاب. دوهرنغ بعد كتاب انغلز سينزوي ويخرج من المعادلة بينما أفكار الثنائي الماركسي ستلاقي الرواج وتنتشر وتكتسح وتكسب آلاف الأنصار في القارة الأوروبية.
أشرف انغلز على تجهيز ثلاث طبعات من كتابه الأولى صدرت في العام 1878، والثانية في 1885 والثالثة في 1894. الفارق الزمني بين الأولى والثالثة 16 سنة وهي فترة كافية للاطلاع على متغيرات متسارعة أخذت تعصف بالقارة الأوروبية بسبب تواصل نموها على مختلف الأصعدة العمرانية والمعرفية.
أهمية «ضد دوهرنغ» أنه جاء في التوقيت المناسب فهو رد على تلك المجموعة من الفلاسفة التي ادعت أنها تمتلك أجوبة نهائية ومطلقة لنشوء الكون والبداية والنهاية والوجود والعدم والعلة الأولى والأسباب والمسببات وعلوم الطبيعة والإنسان. ورد انغلز ساخراً في مقدمة الطبعة الأولى حين أشار إلى أن دوهرنغ «خالق المذهب لا يعتبر ظاهرة فريدة في الواقع الألماني المعاصر. فمنذ حين والمذاهب التي تبحث في نشأة الكون وفي فلسفة الطبيعة عموماً وفي السياسة والاقتصاد السياسي، إلخ... تنبت في ألمانيا كما ينبت الفطر بعد سقوط المطر. فأي دكتور فلسفة قليل الشأن أو حتى طالب فلسفة لن يقبل بأقل من خلق «مذهب» متكامل (...) وهكذا تفهم حرية العلم على أنها حق الإنسان في أن يكتب عن أي شيء لم يدرسه، وأن يقدم كتاباته هذه على أنها المنهج العلمي الدقيق الوحيد». (ص 10- 11).
هذا الفطر الفلسفي الذي اجتاح أوروبا لم يفسر انغلز أسبابه ودوافعه ولكن كتابه المدمر ساهم في تسديد ضربة ساحقة لهذا النوع من الفطريات إلى درجة أن مقدمة الطبعة الثالثة التي صدرت قبل سنة من وفاته (توفي انغلز 1895) لم يدخل عليها تعديلات جوهرية لأن الكتاب لعب وظيفته وأدى دوره حين صدر.
نجح انغلز في توجيه ضربة مدمرة للفيلسوف الطفيلي وقضى على فكر دوهرنغ في فترة شبابه إلا أن «الدوهرينغية» استمرت تتناسل بسبب تلك الطفرة من الازدهار والتقدم التي اجتاحت أوروبا وهي كانت تشجع آلياً على ظهور اتجاهات متخالفة في التعامل مع القضايا المعرفية. فالقارة آنذاك كانت فخورة بما حققته من إنجازات مذهلة على مستوى الاكتشافات والاختراعات والتقنيات والأبحاث العلمية والطبية والمختبرية والكيماوية والفيزيائية ما ترك انعكاسه على رؤية النخبة للكون والإنسان والطبيعة. والقارة أيضاً تحررت من سلطة الكنيسة وإشرافها المركزي على الأفكار ودخلت في موجات من التعددية وتنوع المرجعيات. الكنيسة حافظت على مرجعيتها ولكنها تكسرت إلى اجتهادات كاثوليكية وبروتستانتية (لوثرية وكالفينية) تعايشت من دون حروب وتكيفت مع الأمر الواقع. والدولة القومية التي أخذت دور الكنيسة تعرضت إلى تعديلات أعطت فرصة لنمو بيروقراطية (مكتبية) تخطط للمستقبل. والجامعات احتلت مكانها التاريخي في تصدير العقول وإنتاج الكتب والحث على الاختراع والاكتشاف والتقدم.
الأكاديمي في تلك المرحلة احتل موقعه إلى جانب الاكليروس (رجل الدين). والاكليروس أخذ يتقبل الاعتراض والنقاش ويطالب بالحوار والتعايش مع الملحد والكافر والمرتد وإلى جانبه البيروقراطي (رجل الدولة).
دخلت أوروبا في تلك الفترة الحساسة مسارات مختلفة. فالتطور العام للقارة أحدث نقلة تاريخية نوعية ولكنه لم يتجاوز في مجموعه التفاوت الخاص في التطور. فالنموذج الأوروبي تشكل زمنياً على مسارات تاريخية أسس نماذج متقدمة ولكنها غير متوافقة في طبيعتها التكوينية وليست متطابقة في مصالحها. وهذا ما أدى بالدول القومية إلى الدخول في سباق التسلح وتوظيف العلوم والاختراعات والاكتشافات لتطوير القوة العسكرية التي أخذت باستنزاف الاحتياطات النقدية من دون انتباه لنمو ظاهرة «العسكريتاريا» ومخاطرها على البشرية.
ظاهرة بروسيا التي بدأت متواضعة تحولت في أقل من قرن إلى قوة ألمانية صاعدة أخذت تقلب الموازين وتضغط على القارة بحثاً عن موقع ودور. فتلك الظاهرة أنتجت نخبة أخذت تتخرج من الأكاديميات والمعاهد العسكرية وتشكلت منها شريحة من الطفيليات التي تحلم بالسلطة وتغيير العالم بالقوة وليس بالفكرة كما ادعى دوهرنغ.
ظاهرة الإنفاق المالي على سباق التسلح بدأت بروسية في مطلع القرن التاسع عشر وتأوربت في نهايته. ونظام اللاندوير الذي ابتكرته بروسيا لتعزيز قواتها النظامية بالجيش الشعبي (ميليشيات المتطوعين) أخذت الدول الأوروبية بتقليده بعد انتصار ألمانيا على فرنسا في حرب 1870 - 1871 وتحول إلى قانون يلزم بالتجنيد الإجباري والخدمة العسكرية ما أدى إلى رفد الجيوش المحترفة (القوات المتفرغة) بالآلاف من المتطوعين الأمر الذي سيترك تأثيراته التدميرية على القارة في القرن العشرين.
ظاهرة بروسيا العسكرية تشبه كثيراً ظاهرة دوهرنغ. فانغلز سدّد ضربة موجعة للفيلسوف الشاب وأخرجه باكراً من الساحة إلا أن «الدوهرينغية» استمرت تنمو كالفطر بسبب تلك الطفرة من النمو المتسارع الذي شهدته القارة في فترة زمنية قياسية تقل عن أربعة قرون. فالنمو يولد الشعور بالسعادة والطموح والاعتزاز بالنفس والتفاؤل بالمستقبل ولكنه أيضاً يشجع على الطمع والاحتكار والمغامرة وحب السيطرة والتسلط والاستئثار بالثروة. وظاهرة دوهرنغ تبدو طبيعية وغير مستغربة في بيئة ثقافية ومحيط يتباهى بالتفوق وتحقيق معجزات علمية واختراقات ميدانية مذهلة تدهش العين والأذن واللسان والعقل.
انتهى دوهرنغ فلسفياً في العام 1878 ولكنه عاش. انغلز انتصر فلسفياً في دفاعه عن صديقه ماركس وتوفي الثنائي قبل أن يشهد انتشار الاشتراكية الكاسح في العالم. ومن سخرية الزمن أن دوهرنغ القابع في زاويته الفلسفية سيشهد في حياته الطويلة اندلاع الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918) وهزيمة ألمانيا وفي الآن سيسمع عن اندلاع الثورة البلشفية في روسيا في العام 1917 وانتصار الشيوعيين في تأسيس الاتحاد السوفياتي... قبل أن يرحل عن الدنيا في العام 1921.
إقرأ أيضا لـ "وليد نويهض"العدد 2849 - الخميس 24 يونيو 2010م الموافق 11 رجب 1431هـ