قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس (الخميس) إن الممارسات الإسرائيلية في مدينة القدس الشرقية «تعقد جهود عملية السلام».
وأشار عباس خلال مؤتمر صحافي مع المستشار النمساوي فيرنير فايمان عقب اجتماعهما في مقر الرئاسة في رام الله إلى أن قرار إسرائيل سحب هويات فلسطينيين من القدس وطردهم خارجها سابقة في منتهى الخطورة. وأضاف أن القيادة الفلسطينية «لن تقبل ولن تسمح بها ولن تتجاوزها إطلاقاً»، مشيراً إلى قرار إسرائيل إبعاد ثلاثة من نواب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في المجلس التشريعي الفلسطيني عن مدينة القدس بالإضافة إلى وزير شئون القدس السابق.
وقال عباس «إن طرد أبناء القدس من بيوتهم وسحب هوياتهم أمر لا يمكن أن يتحمله إنسان ولا يمكن أن يقبله بشر لأنه فوق التصور... ونحن نعلن هنا أن هذه العقبات التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية ستكون أهم عقبات في طريق عملية السلام».
في هذه الأثناء، قالت كتلة «حماس» البرلمانية إن السلطات الإسرائيلية أمهلت النائب عن الكتلة في القدس محمد أبوطير أمس بلمغادرة المدينة 24 ساعة. وذكرت الكتلة في بيان صحافي لها أن السلطات الإسرائيلية هددت أبوطير بالاعتقال في حال عدم تنفيذه قرار الإبعاد عن مدينة القدس حتى مساء اليوم (الجمعة).
من جهة ثانية يجتمع حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للبت في استئناف أعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة عند انتهاء قرار التجميد المحدود للاستيطان في سبتمبر/ أيلول المقبل. وأعلن النائب عن حزب «الليكود» عوفر اكونيس للإذاعة العامة أن أعضاء اللجنة المركزية في الليكود البالغ عددهم نحو 2500 سيصوتون على مذكرة مدعومة من نتنياهو تنص على استئناف أعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربية في 26 سبتمبر بعد تجميد جزئي لمدة عشرة أشهر.
في سياق آخر، طالب مجلس أوروبا إسرائيل برفع الحصار بشكل كامل على قطاع غزة. وجاء في قرار صادق عليه غالبية الجمعية البرلمانية التابعة لمجلس أوروبا أمس في مدينة ستراسبورغ الفرنسية أنه يتعين نقل البضائع إلى قطاع غزة بالطرق البرية والبحرية حتى يستطيع الشعب الفلسطيني العيش حياة طبيعية، وذلك «بدون تعرض أمن إسرائيل للخطر».
في إطار متصل، كشفت تقارير إسرائيلية أمس أن الجهات الأمنية المختصة قررت تدريب وتأهيل 20 شرطية مقاتلة من وحدات حرس الحدود المختلفة لمهمة التصدي للسفينة النسائية المرتقب إبحارها إلى غزة.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن صحيفة «يديعيوت أحرونوت» أن المصادر العسكرية رأت أنه «سيكون باستطاعة شرطيات حرس الحدود التعامل بشكل أحسن مع النساء المتظاهرات على ظهر السفينة المذكورة وخاصة في ضوء الاعتقاد السائد بان عملية الاستيلاء على هذه السفينة ستتم أيضاً أمام عدسات الكاميرات مثلما حدث في الاستيلاء على مرمرة التركية».
شدد الرئيس السوري بشار الأسد والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس (الخميس) على ضرورة العمل «لبلورة موقف دولي» لمواجهة سياسة إسرائيل التي تعيق الجهود السلمية وتقوض فرص السلام في المنطقة، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وأفادت الوكالة أن الأسد وعبد الله الذي قام بزيارة سريعة لدمشق أمس شددا على «ضرورة العمل لبلورة موقف دولي لمواجهة سياسات الحكومة الإسرائيلية التي تعيق أي تقدم في الجهود السلمية وتقوض فرص التوصل إلى السلام الشامل في المنطقة».
وبحث الأسد وعبد الله «تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخصوصا الخطوات التي تستهدف تغيير الحقائق على الأرض وتفريغ القدس من سكانها العرب المسلمين والمسيحيين»، وفق المصدر نفسه.
واعتبرا أن «المنطقة لن تشهد الاستقرار إلا بتحقيق سلام عادل وشامل على أساس قرارات الشرعية الدولية يضمن إعادة جميع الحقوق لأصحابها الشرعيين وانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة».
وتابعت الوكالة ان الجانبين «دانا (...) هدم المنازل السكنية في القدس مؤكدين ضرورة تكثيف العمل لرفع الحصار اللاانساني المفروض على غزة والضرورة الملحة لتحقيق المصالحة بين الفلسطينيين».
وتعود الزيارة الأخيرة التي قام بها الملك عبد الله الثاني لسورية إلى ديسمبر/ كانون الأول 2009 حين حضر لتقديم التعازي إلى الأسد بوفاة شقيقه مجد.
العدد 2849 - الخميس 24 يونيو 2010م الموافق 11 رجب 1431هـ