اختار منظمو مونديال 2010 الأفارقة الفهد الأسطوري «زاكومى» تميمة للمونديال رسمياً في جنوب إفريقيا، التي تفتخر بأعظم رموز النضال الإنساني ضد التفرقة العنصرية في القرن العشرين... نيلسون مانديلا.
أفراد قبيلته أطلقوا عليه لقب «ماديبا» (العظيم المبجّل) في وقت مبكر من النضال من الأربعينيات، بينما منحه العالم جائزة نوبل للسلام في التسعينيات، تتويجاً لكفاحه النبيل ضد سياسة الفصل العنصري، التي اعتمدت لون البشرة للتمييز بين البشر. ففي العام 1948، (عام قيام «إسرائيل») فاز الحزب الوطني (الأبيض) في الانتخابات واعتمد هذه السياسة رسمياً. واحتاجت جنوب إفريقيا إلى نضال مرير يشارك فيه السود والهنود والملونون والأحرار البيض، لمدة أربعين عاماً حتى تسقط هذه السياسة.
سياسةٌ عنصريةٌ شاذّة، تبناها «الأفريكان»، وهم خليطٌ من الهولنديين والألمان والبريطانيين، أغلبهم جاء مهاجراً إلى جنوب إفريقيا، هرباً من الاضطهاد في بلاده الأصلية، ليقيموا معاً واحداً من أشرس الأنظمة العنصرية في القرن العشرين. عنصرية كلّفت مئات الألوف من القتلى والجرحى والمعوقين والمشردين والمنفيين والسجناء السياسيين... حتى اقتنع الحزب نفسه بضلالها وقبل بالتخلي عنها، بعد مفاوضات طويلة عسيرة، استمرت عدة عقود.
سيرة مانديلا تلخّص كل هذه المأساة، فالرجل الذي كان يدعو إلى المقاومة السلمية بصبرٍ وكرامةٍ وعزةٍ وكبرياء، اضطر أمام صلف الرجل الأبيض إلى التفكير بالعمل المسلح، فأسّس جناحاً عسكرياً للمؤتمر الوطني الإفريقي. وبعد سنوات يتم اعتقاله في 1962، ويُحكم بالسجن المؤبد في 1964 بتهمة الخيانة العظمى!
في جزيرة روبين، عاش في زنزانة صغيرة، وخطّط لمواصلة دراسته العليا في القانون، رغم ما فُرض عليه من عملٍ يومي شاق، باقتلاع الصخور من المحجر في سفح الجبل، من الصباح حتى وقت الظهيرة، حيث تلتصق ملابسه بجسده من العرق. وبعد فترة راحة يعود للعمل مع زملائه حتى الرابعة، حيث يكتسون بلون الغبار الأبيض.
في تلك الظروف البائسة والمعاملة القاسية من الحرّاس، لم يفقد الأمل قط. يبدأ يومه بممارسة الرياضة دون كلل، خمسة أيام في الأسبوع، طوال سبعة وعشرين عاماً. حتى في يوم إطلاق سراحه في فبراير/ شباط 1990، استيقظ فجراً ليتريض، ثم اغتسل وارتدى بدلته الجديدة قبل الخروج من بوابة السجن.
في 1985 عُرض عليه إطلاق السراح مقابل إعلان وقف العمل المسلح، فرفض لاقتناعه بأن لا حرية لسجين. ومع نهاية الثمانينيات، كانت الظروف الداخلية والضغوط الخارجية قد نضجت لقبول النظام بالإصلاحات. ونُقل إلى البر الإفريقي ليعيش في سجن آخر، ثم يُعزل لسنوات ليخوض مفاوضاتٍ شاقةً مع بقايا رموز النظام العنصري... بيك بوتا، وفريدريك ديكليرك.
شهدت المفاوضات فترات من المد والجزر، والكثير من المذابح أيضاً، فهناك من أسماهم «القوة الثالثة الخفية»، المكونة من «الرجال الخونة في قوات الأمن»، الذين يسعون لتخريب المفاوضات. وهناك زعيمٌ إفريقي قبلي اسمه بوتوليزي، يتزعم حركة «انكاثا»، ويعمل من تحت الطاولة مع النظام، ويمارس دور الإبرة في خاصرة المناضلين، حيث تورّط في الكثير من عمليات القتل الجماعي.
استمر مانديلا في الحكم من 1994 حتى 2000، حيث تحوّلت جنوب إفريقيا إلى حكم ديمقراطي حقيقي، لكلّ رجل صوتٌ واحد. وقرّر التقاعد في 2004 وهو في الخامسة والثمانين، ليستمر في العمل مع حركات حقوق الإنسان حول العالم. وفي العام التالي اختارته الأمم المتحدة سفيراً للنوايا الحسنة. وفي 2008 قرّر الرئيس الأميركي اليميني المتطرف جورج بوش، الذي لم يقرأ في حياته كتاباً عن التاريخ، أن يرفع اسم مانديلا من على قائمة الإرهاب الأميركية!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2848 - الأربعاء 23 يونيو 2010م الموافق 10 رجب 1431هـ
لماذا لم يورث ابنه؟
حلوه... الرئيس الأميركي اليميني المتطرف جورج بوش، الذي لم يقرأ في حياته كتاباً عن التاريخ، واللي عندنا في العالم العربي يعني مقطعين الكتب؟ كلهم من هالطخة. لا كتاب تاريخ ولا جغرافيا ولا دين ولا فكر. اهم شيء يا حبيبي الكرسي، مو مثل مانديلا. لو كان في بلداننا كان رشح ابنه او حفيدته لتخلفه في المنصب رغم انف الشعب والقانون والدستور. .
تسييس
وقرّر التقاعد في 2004 وهو في الخامسة والثمانين، ليستمر في العمل مع حركات حقوق الإنسان حول العالم... لو كان عندنا لاتهموه بأنه سياسي أو يعمل على تسييس حقوق الانسان!!!!
توها الناس
توها الناس.... ليش رفع بوش اسم مانديلا عن قائمة الارهاب؟ ليش مستعجل؟ توها الناس. بس الغريب ان هذا هو الشخص الذي انتخبه الشعب الامريكي مرتين وحكم العالم ثمان سنوات.
اسرا الدنيا
سبحان الله _ الهولنديين والألمان والبريطانيين، و بطبع من ورائهم الأمريكانو .... وهذا هو تاريخهم فى جميع العصور .. حروبهم مع بعضهم البعض و الذى لا دخل لها من الدول الأفريقيه و لا شرق الأوسط و لا أمريكا اللا تينه اعتبروها الحرب العالميه الأول و الثانى . كيف يفكرون هؤلاء ؟