خرج الأب المسرور بفرحة تفوق اثنين من أبنائه من متجر لبيع أجهزة الكمبيوتر وهو يحمل اثنين من أجهزة الحاسب الآلي المحمولة، فذلك الأب الذي صرف مبلغاً لا بأس به من المال في شراء جهازين بمواصفات خاصة، لم يكترث بالكلفة وهو يشعر بسعادة تفوق ابنيه اللذين يستحقان أكثر كما يقول، لأنهما بذلا ما وفي وسعهما طيلة العام وبيضا وجهه بنتيجة مشرفة.

وابتهاجاً بفرحة النجاح، تنشط محلات بيع الهدايا والزهور في هذه الأيام لاستقبال الكثير من أولياء الأمور الذين اعتادوا على تقديم باقات الزهور والهدايا لأبنائهم الناجحين، بالإضافة إلى الأقارب الذين يرغبون في تقديم هدايا جميلة لأبناء إخوانهم أو أخواتهم كمشاركة رمزية في فرحة التفوق والنجاح التي لا تضاهيها فرحة.

وفي الغالب، يجد أولياء الأمور صعوبة في اختيار الهدايا التي تناسب الشباب من الجنسين ممن اجتازوا الشهادة الثانوية بنجاح، وبحسب تعبير أحد أولياء الأمور فإن الصعوبة تكمن في دقة اختيار الهدية التي تناسب هذه الفئة العمرية، وهو يقول مازحاً: «لولا شروط «السن القانوني» لكانت تراخيص تدريب السياقة (الكجة) هي التي تتصدر قائمة الهدايا، فابني الذي تخرج من الثانوية بنجاح يرغب في رخصة تدريب سياقة، إلا أنه يتوجب عليه أن ينتظر بضعة أشهر لحين بلوغه السن القانوني»، ومع ذلك، فهو يقول إن الولد كان يرغب في هاتف نقال مميز غالي الثمن، لذلك، قررت شراءه له تهنئة له بالنجاح، فهو يستحق، وخصوصاً أن موعد تسلم الرواتب بات وشيكاً متقارباً مع إعلان النتائج.

وترى ولية الأمر (أم رحمة) أن الهدايا بالنسبة لها ضرورية لتقدير جهد الأبناء ومشاركته فرحة هذه المناسبة، لكنها تقول إن اجتماع الأسرة على مأدبة عشاء أو غداء فاخرة بأحد المطاعم الراقية احتفالاً بتفوق الأبناء، يمكن أن يكون هديةً جميلةً تترك ذكريات مميزة لهذه المناسبة، والناس هنا تختلف في نوعية الهدايا المقدمة للأبناء، فهناك من يفضل منحهم مبلغاً من المال، وهناك من يبتاع لهم (غرضاً) يتمنونه، فيما يقدم بعض أولياء الأمور رحلة سفر خلال إجازة الصيف للأسرة فتعم الفرحة الجميع.

وتقول البائعة الآسيوية لورا التي تعمل في محل لبيع الهدايا والزهور يقع على شارع البديع: «إن اليومين الماضيين شهدا بالفعل حركةً لشراء باقات الزهور احتفالاً بإعلان النتائج، ولسوء الحظ كما تقول، فهي لم تكن تعلم بموعد إعلان النتائج لكانت أبدت استعداداً أكبر لاستقبال الزبائن، ففي العادة، تستعد محلات بيع الزهور والهدايا للمناسبات المتعارف عليها في البحرين نظراً لأنها ترفع نشاط البيع، ويتطلب ذلك تهيئة هدايا مناسبة كما هو الحال في مواسم الأعياد وغيرها، لكن المعروض من الزهور والهدايا لديها لا بأس به ويفي بالغرض».

ويؤكد مدير مؤسسة الملتقى للكمبيوتر سيدباقر سيددرويش أن أجهزة الكمبيوتر المحمولة «اللاب توب» هي بالفعل من أكثر الهدايا التي يرغب فيها الشباب في المرحلة الثانوية، لذلك، فقد بدا الإقبال مبشراً على شراء تلك الأجهزة كهدايا للأبناء الناجحين، ومن المتوقع أن يتضاعف خلال الأيام المقبلة تزامناً مع موعد صرف الأجور، موضحاً أنه قرر تقديم عرض خاص بمناسبة إعلان نتائج الشهادتين الثانوية والإعدادية، تتيح لذوي الدخل المحدود من المواطنين والمقيمين ابتياع أجهز «لاب توب» كهدايا للناجحين.