العدد 2848 - الأربعاء 23 يونيو 2010م الموافق 10 رجب 1431هـ

المسجن توقع مجموعتها الشعرية الثالثة «بيكيا عشاق»

في مركز كانو الثقافي

تشتغل الشاعرة وضحى المسجن في مجموعتها الأخيرة (بيكيا عشاق) على فكرة التخلي عن أشياء الحب، عن هداياه وذكرياته، عن تلك القطع الصغيرة التي تدفع صاحبها للشعور بإحساس خفيّ يجمع بين الشوق والخوف، بين الوله والألم، تلك الأشياء التي تصبح محفزات دائمة لمشاعر ما تلبث أن تظهر كلما حاولنا إخفاءها.

نص يشتغل على ذلك الشعور الغامض الذي يحدث لمجرد النظر لتلك الأشياء. وربما جاءت الفكرة كما توردها الشاعرة في مقدمة المجموعة من حادثة حقيقية يبيع فيها بعض العشاق أشياءهم، أو بالأحرى أشياء عشقهم السابق ليستطيعوا الذهاب أبعد في عشق جديد، أو ليهيئوا أنفسهم لاستقبال عشق جديد، ولكن معالجة المسجن كانت تحاول الأبعد، تحاول أن ترى أثر تلك الأشياء الصغيرة والجميلة والعادية على العاشق، أي أنها عملية ربط بين الزمن في مستويات متعددة، وشعور ظل ثابتاً تقريباً وشيء صار رمزاً لهذا الشعور ولذلك الزمن.

وقعت الشاعرة المسجن كتابها في صالة مركز عبدالرحمن كانو الثقافي، حيث قدّمها الشاعر السوري وفائي ليلا عبر الفكرة ذاتها في قوله إن المسجن تبيع الحضور أشياء الحب لكي تؤكد حضوره، وإنها تبيع بذلك روحها كشاعرة، وهي كذلك فعلت حين ألقت قصائدها حيث شاب إلقاءها لحظات حشرجة أقرب للبكاء كما لاحظ بعض الحضور، وفي ختام الأمسية وقعت الشاعرة للحضور مجموعتها الشعرية الثالثة بعد ديوانيها السابقين (أشير فيغرق مائي) الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2005، و(كف الجنة) الصادر عن دار فراديس للنشر 2008.

الظل الأبيض الرهيف

أنا الصبيّة التي عرّشت تفاصيلها

في خطوات المارّة

في نبتات الظل

في كوب قهوتك

في صور حبيباتك

في أطياف بلا أسماء

... الصبيّة التي في حنان الليل

تُربي نجمةً لا تكبُر

2

لي ظل لا يركض خلفي

لا يقف حين أقف

يتركني وشأني

أعدُّ نجوماَ

أُربي أحلاماً

أتحدّث عن الحُبّ

بإمكاني أن أنساه قليلاً

على جدار

في الشارع

في عيون الآخرين

عند الدجالين مرةً

عند الأبرياء مرةً

أتركه للأطفال يمازحونه

في الضحكات

بين الدموع

في أي لحظة

وفي كل لحظة

لو لم يجرجرني لقياس الشبه بينه وبينك.

أقولُ جفوتكما

كان يأخذني قمرٌ

لأعدُّ له حزنه نجمةً نجمةًً

فأحنُّ على حجر الأرض

أبطئ في خطوتي

فتشاكسني قطةُ البيت

تخدعها زهرةٌ في قميصي

فتلاحقُ ظلَ فراشاتها

فيا قطةَ البيت

هذه أنا

لا يميتُ تفاصيل روحي شرودٌ

ولا يطفيني حنين

أنامٌ كما غيمةً

وأسيرُ كما لو أطيرُ

ولكنني لا أسرّحُ ليل الشوارع والعابرين على الدرب

...

ما لا يرى لا أراه

فيا قطة البيت

هذه أنا

لا تطيلي الوقوف أمامي

فلو متِ حزنا وأنت تحكين فروك

لو ألف مرة أغمضتي عينيك عني

مواؤكِ أدخلته في ضلوعي

وخربشتني من أصابع رجلي

وأمسكتني من ثيابي

فلا لن أحنّ ولن ألتفت

فيا قطة البيت

صرتُ أدوس على كلّ شيءٍ

كما لو ملكتُ السماوات والأرض

أحسدني إذ شُفيتُ من الحُبّ

أحسدني

....

ثم أبكي.

ألعاب ساحر

بدا لي أنك ساحر بارع

كنت تحول المنديل إلى حمامة

قطرات الندى إلى أطفال

أدهشتني الأرانب التي تخرج من قبعتك

هذا ما جعلني...

أجلس في الصندوق

وأسمح لك

أن تشطرني إلى نصفين.

العدد 2848 - الأربعاء 23 يونيو 2010م الموافق 10 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً