العدد 2848 - الأربعاء 23 يونيو 2010م الموافق 10 رجب 1431هـ

الشيخة مي: «الاحتفاء بالأمل» شعلة أوقدها البنكي

الثقافة والإعلام تحتفي بوكيلها السابق

أكدت وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة خلال الحفل الذي أقيم لتأبين وكيل وزارة الثقافة السابق الراحل محمد أحمد البنكي، بأنه مازال معنا جميعاً بين أسرته وأصدقائه وزملائه الذين حضروا جميعهم ليقولوا إن محمد الأمل مازال معنا، وأعربت عن سعادتها برؤية أبناء الفقيد وعائلته وليست سعيدة بغياب محمد البنكي العزيز على قلوب الجميع، وقالت إن الأمل كان عنوان مسيرته معنا على مدى عام فكان يزرع الأمل مع مجموعته ( تاء الشباب) الذين حضروا كذلك ليشاركونا في هذا الحفل، فهم اليوم يحملون رسالة شكر للشباب الذي جهد لتنظيم هذا الحفل، وأضافت أنها حين تقف لتأبين البنكي فإنها تؤبن صديقاً، هو صديق لكل المثقفين، وأن الاحتفاء بالأمل هو الشعلة التي أطلقها البنكي، فقد حمل على عاتقه عملاً كبيراً جداً، وأخلص لمشروعه الثقافي، ودافع عن الشباب ووقف في صفهم وانحاز لإنجازاتهم واستطاع من خلال المراهنة عليهم أن يقدم نماذج شبابية كثيرة تعد إضافة للعمل الشبابي الذي تفخر به المملكة.

وأقامت وزارة الثقافة والإعلام حفلاً تأبينياً لوكيل الوزارة السابق الراحل محمد أحمد البنكي، بحضور وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة ووكيل وزارة الثقافة والإعلام عيسى أمين وعدد من أسرة الفقيد والمثقفين والمسئولين والأصدقاء، شارك في الاحتفالية بالإضافة لوزيرة الثقافة والإعلام كل من رئيسة جامعة الخليج العربي السابقة رفيعة غبّاش، والمسرحي عبد الله السعداوي، والشاعر علي الشرقاوي، وعضو تاء الشباب جعفر العلوي. وذلك في الصالة الثقافية بالقرب من متحف البحرين الوطني. وتم خلال الاحتفالية التي أطلق عليها عنوان «احتفاء بالأمل» تدشين كتابين عن الفقيد، الأول بعنوان «البنكي مفككاً» جمع وإعداد الزميلة رندة فاروق، ويضم مجموعة من دراسات ومقالات البنكي. أما الكتاب الثاني فقد عنون بـ «احتفاء بالأمل» ويضم مجموعة صور تذكارية ونصوصاً للراحل كتبها أو كُتبت في رحيله.

استهل الحفل بوقفة حداد على روح البنكي، وبعد كلمة وزيرة الثقافة والإعلام ألقت رئيسة جامعة الخليج العربي السابقة رفيعة غبّاش كلمة أشادت فيها بالبنكي وجهوده الثقافية ومحاربته أوجه التخلف خلال مقالاته المختلفة، وما وقوفه بصلابة أمام المرض إلا امتداد لموقفه الفكري والثقافي.

وأضافت غبّاش أنها ارتبطت بعلاقات إنسانية جميلة في مملكة البحرين البلد الأجمل، وقد أثر في نفسها خبر وفاة محمد البنكي تفاعلا مع الإنسان الذي شعرت به، لقد كتب عنه الكثير وكتب هو الكثير من المقالات وقد تأثرت كثيرا بمقالاته ولا ينسى الجميع جهوده وأعماله التي كان يقوم بها من أجل رفع مكانة الثقافة والإعلام في مملكة البحرين، وأشادت غباش بكيفية تعامل الراحل البنكي مع مرضه.

السعداوي: السر في عيونه الآملة دائماً

أما المسرحي عبدالله السعداوي فقد أخذته الذكريات للحظات تأسيس مسرح الصواري ولحظات العودة للبحرين واحتضان البنكي ومشاكساته المسرحية التي لم ينقطع صداها حتى هذه اللحظات، حيث كان البنكي محرضاً على المزيد من المسرح والتجريب. وأضاف «محمد صديق ولا يمكن نسيانه، حيث يحتفي بالتجربة وزرع وردة في كل محطة»، وأضاف السعداوي: ربما يكون السر في ابتسامة البنكي أ في عيونه التي تبعث على الأمل دائماً.

الشرقاوي: يا محمد لا تخشَ على مشاريعك

أما الشاعر علي الشرقاوي فقد أشار إلى أن البنكي زرع بدوراً مازالت تكبر وتكبر، ومر بالذاكرة على مجموعة من المحطات أبرزها هندسة البنكي للصفحات الثقافية في الصحافة المحلية مثل صفحة رؤى ومجلة أوان في جامعة البحرين، وختم كلمته «يا محمد لا تخشَ على مشاريعك فهي تتشكل في الواقع وتنمو ولا تخش على أحلامك فهي تتفرع في كل مكان».

وأضاف الشرقاوي بالنتائج ما كنت تهتم، بقدر اهتمامك بهندسة الطريق للآخرين، لكي يسيروا فيه إلى مدن أحلامهم، وها نحن نسير الآن ونجتمع ونواصل الحلم لآن في الطريق الذي هندسته لنا، أنت دائم الترديد، لا وجود للمستحيل أمام من يملك الأحلام، لا وجود للصعب أمام من يريد أن يؤكد ذاته في المجتمع الذي ينتمي إليه، لا وجود للتعب لدى من يحاول أن يعطي الوطن أجمل ما يملك من طاقات وإمكانيات.

وتابع الشرقاوي «أنت الآن في الأعالي نعرف أنك دائم الحضور في كل ما نحب وفي كل ما نبني وفي كل ما نزرع. تجول الآن في ملكوت الرحمن. وألهمنا بالأكثر جدة والأكثر منفعة والأكثر صلاحاً. كان قلبك، ومازال، وسوف يظل، وطناً مفتوحاً للشباب، وطناً لا يتوقف عن الولادات، وطناً مفتوحاً على جميع أنماط أالإبداع. أيها الرجل الصالح، أنت تعلمنا لآن، لا يبقى من الإنسان في الدنيا إلا العمل الصالح».

تاء الشباب أخر أحلام البنكي

فيما قدم عضو لجنة تاء الشباب جعفر العلوي كلمة أشار فيها إلى الحلم الذي تحقق في آخر محطات البنكي وهو مشروع تاء الشباب منتقلاً من محطة الحلم والمغايرة إلى الرهان على تحقيق الذات بعيداً عن كل رؤية سابقة إلى رؤية تعبر عن الشباب أنفسهم.

وأكد العلوي أنه كانت الفكرة أن نخرج بشيء مختلف، اتفقنا منذ البداية على ذلك، لكننا لم نستوعب مبكراً فكرة «المختلف» التي كان يتحدث عنها الأستاذ محمد البنكي، حاولنا بكل الطرق أن نلامس فكرة الاختلاف التي كانت تراوده. والاختلاف بالمناسبة مفهوم بارز في تناولات البنكي لفلسفة المفكر الفرنسي جاك دريدا. ربما أراد لنا أن نكون إسقاطاً لتناوله ذلك، وليس في ذلك توجيهاً بقدر ما يحمل تحفيزاً لنا للحفاظ على فكرة التعددية وفهمها بمنظورها الإيجابي، وبالتالي استثمارها في فضاء حواري ونقاشي لا يصدر أحكاماً ولا تعميمات حوامة، ولكنه يصنع نموذجاً تعددياً في مجتمع شبابي صغيرة هو هذه المجموعة، ويتوسع في كل الاتجاهات، ليشكل بلداً يفيض ثقافة وفكراً، كما أحب أن يعبر دائماً.

وأضاف العلوي أن تاء الشباب مشروع شبابي انطلق الصيف الماضي، وكان نتاج هذا الملمح. وكان نتاج جيل الميثاق الذي أراده البنكي أن يكون حاضراً وشاهداً على مرحلة جديدة من تاريخ البحرين قادها جلالة الملك منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد، ليستمر أبناء هذا الوطن في التفكير بروح جديدة، وفي أفق مفتوح في كل مجالات الثقافة والإعلام والإبداع، هذه القافلة الشرارة، التي بإمكانها أن تصير وتدعم استراتيجية البلد في مراحل لاحقة. أطلقها محمد، وآمنت بها وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة. ودعمتها إلى أقصى حدود الدعم.

البنكي: أنتم جيل طالع لا تحملوا خيباتنا

«واستعاد العلوي كلمات للبنكي وهو يحفز مجموع تاء الشباب «قد تبدو السطور التالية أقرب إلى الحلم لكنكم وحدكم بإمكانكم تحويل الكلمات إلى حقائق، لا تظنوا أن الكبار لا يحلمون، كل شيء يبدأ بالحلم، رتابة الحياة تجعل العيش ضيقاً لولا فسحة الأمل، والأمل حلم والحلم أمل. نحب بلدنا نريد أن نفعل له الكثير بعيداً عن السياسة بعيداً عن المتاجرات والمزايدات نريد أن نرجح بحرينيين قلوبنا على بعض، أنتم جيل طالع لا تحملوا خيباتنا واستراباتنا في بعض، عالجوا المشاكل بالحب، لتكن مبادراتكم من أجل الوطن على طريقتكم الخاصة».

وأضاف العلوي، بهذه الروح الشفافة الكبيرة، صار تاء الشباب هاجساً كبيراً، بحجم أهمية تأسيسه كنواة ثقافية لجيل ثقافي لا يدير بالاً للسياسة. لا يدخل في مواقفها المبنية على أسس أيديولوجيا ومصالح، وصار كل ما لدى التاء مغترب تماماً عن متاهات الأيديولوجيا التي تفرق. هذا الهاجس يضعنا أمام حيرة السؤال عن القادم. ومحاولة ألا يخرج عن هذه المناخات لا رغبة في الحفاظ على روح الأب في العمل، وإنما بقناعة أن الجمال... سينقذ العالم، بتعبير دوستوفكسي.

وختم العلوي كلمته «بالروح ذاتها التي بدأنا بها، وبالعدوى الجميلة التي كنت تحفزنا دائماً على نشرها بين أقراننا، عدوى الحب، عدوى الثقافة، عدوى الموسيقى والشعر والجمال، عدوى الجنون الذي صرنا نفاخر به. وبقدر افتقادنا لروحك الجميلة سيكون علينا أن نقترب منك أكثر. من كتاباتك. من عباراتك الجدلية في مراسلاتنا على المجموعة البريدية في فضاء الانترنت، سنبحث فيك أكثر وسنذهب بتأويلاتنا إلى حيث لم تكن تمنعنا. أن نذهب في أفقنا بعيداً، نستثمر الشك، لنصل إلى اليقين، نحبك. هكذا... لا لشيء نقوله فيحد مساحات الحب بيننا. نحبك... ولا يسأل العاشقون السبب»

ويعتبر الراحل أحد رموز الكتابة النقدية في البحرين، ساهم في تحقيق الكثير من المشاريع الثقافية طوال فترة من اشتغاله في الصحافة أو إدارة الإعلام والعلاقات العامة في جامعة البحرين أو من خلال منصبه في وزارة الثقافة والإعلام، وأطلق في صيف العام الماضي مشروع «تاء الشباب» الذي يواصل عطاءه هذا العام انطلاقاً من أهداف الراحل في وضع لبنات هذا المشروع الثقافي الشبابي.

العدد 2848 - الأربعاء 23 يونيو 2010م الموافق 10 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً