لك أن تشاهد أيها المشاهد بالعين التي تراها مناسبة إلى منافسات بطولة كأس العالم، ولك أن تتمتع بمشاهدة المباريات القوية والحاسمة والمصيرية، لك أن تشاهدها من أجل مضيعة الوقت، لكن هناك من يتابع من أجل هدف هو أبعد من مجرد المشاهدة.
الدرس الثاني الذي يمكننا أن نتعلمه من جنوب إفريقيا هو للأجهزة الفنية والإدارية المسئولة، خصوصا مع أهمية الدور الذي يلعبه المدرب وحتى مدير الفريق في لعب دور مهم في ترجيح كفة فريقه على منافسيه، إذ نأمل من المدربين أن تكون استفادتهم من البطولة العالمية بالشكل الإيجابي الذي يساهم في رفع مستوى فكر المدرب وجهازه الفني والذي بالطبع سيعود بالفائدة على المدرب بالدرجة الأولى ومن ثم اللاعب والدوري الذي يلعب فيه، فتقوى المنافسة بقوة المدرب وتوجيهاته التي ربما يكون بإمكانها قلب موازين المباراة.
والأمثلة عن ذلك كثيرة، ولنا أن نستعرض بعضا منها، فقد رأينا كيف حوّل مدرب المنتخب الشيلي الأرجنتيني بيلسا فريقه من مجرد فريق عادي لم تحقق فيه البلاد أي انتصار سابق طوال مشوارها في كؤوس العالم السابقة، إلى منتخب يجاري القوى الكبرى بمستواه الفني الجميل ليحقق انتصارين متتاليين، وهذه هي ميزة المدربين.
لنا أن نستذكر مدرب اليابان وماذا فعل في البطولة حتى الآن وهو الذي جاء إلى جنوب إفريقيا وسط حملة كانت تطالب بإقالته قبل البطولة، فإذا به يعكس الصورة الباهتة التي ظهر بها الفريق في مباراته التحضيرية، إلى أخرى زاهية في البطولة وهو ينافس الآن بقوة على فرصة التأهل للدور الثاني كما هو الحال مع منتخب كوريا الجنوبية، وهي قوى لم تكن في الأساس لتضاهي عمل المنتخبات الأوروبية.
أن كانت هذه الأمثلة لمدربين عملوا على تحسين أداء الفريق، فلنا أن نرى ضرورة أن تكون العلاقة بين المدرب وجهازه الفني واللاعبين على قدر كبير من التفاهم والانسجام القادر على نقل تلك الصورة إلى أرض الواقع، فمشكلة مدرب فرنسا دومينيك وعدم انسجامه التام مع لاعبيه ليس فقط في البطولة وإنما قبلها بشهور قد أثرت من دون شك على نتائج الفريق ومستواه، على رغم الإمكانات الكبيرة التي يمتلكها وصيف البطولة الماضية، في المقابل فإن لاعبا بقدرات النجم الهولندي ويسلي شنايدر يرى أن روح الفريق القوية كانت أبرز أسباب نجاح المنتخب، وحجزه المقعد الأول في الدور الثاني، وبالتأكيد الفضل يعود بالدرجة الأولى للمدرب وجهازه الفني.
كل هذه الأمثلة وغيرها الكثير، دليل واضح على الدور الكبير الذي يعنيه الجهاز الفني والإداري لفريقه، ليس فقط في تحديد التشكيلة وقيادة تدريبات الفريق قبل المباريات أو حتى داخل الملعب، وإنما خارج أسوار الملعب وغرف الملابس التي تعني الكثير لجميع الفرق، ونتمنى أن يكون المعنيون قد استفادوا جيداً من احد الدروس التي تقدمها بطولة بحجم كأس العالم.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2847 - الثلثاء 22 يونيو 2010م الموافق 09 رجب 1431هـ