العدد 2847 - الثلثاء 22 يونيو 2010م الموافق 09 رجب 1431هـ

الصعود بهوية البلد... شانغهاي مثالاً

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

معرض «اكسبو» العالمي ينظم كل خمس سنوات، وهو معرض بدأ في منتصف القرن التاسع عشر في لندن العام 1851 تحت عنوان «المعرض العظيم» بهدف عرض آخر ما توصلت له الأمم في أعمال الصناعة والتجارة والفنون والتكنولوجيا المتطورة والتصميم، واستهدفت بريطانيا عند انطلاق ذلك المعرض العظيم الرد على المعرض الصناعي الفرنسي الذي حقق نجاحاً باهراً في 1844، ومن خلال استضافة المعرض العظيم أرادت «بريطانيا العظمى» التي كانت تتسنم قيادة العالم آنذاك، أن تقول بأنها زعيمة العالم الصناعي بلا منازع... وتلك الفترة كانت بريطانيا تشهد أقوى حركة اشتراكية تتصاعد آنذاك، وكان حينها كارل ماركس في لندن ينظر ويقود القوى الاشتراكية والشيوعية نحو الثورة، وهذه القوى كانت ترى في المعرض رمزاً لعبادة السلعة في العصر الرأسمالي.

عندما عقد المعرض العظيم في لندن، كانت شانغهاي مدينة مقسمة بين نفوذ بريطاني وفرنسي وآخر، من دون ضوابط، وكانت المدينة مركزاً لتجارة الأفيون، والدعارة في آسيا، وعلى مدى مئة عام لم تكن سمعة شانغهاي ترتفع كثيراً، حتى نهاية الحرب العالمية الثانية ووصول الشيوعيين إلى الحكم في الصين العام 1949، وبعدها أغلقت المدينة، وظلت بعيدة عن الأضواء حتى نهاية السبعينيات، عندما قررت الصين الانفتاح الاقتصادي، ومن ثم توجهت إلى شانغهاي لإعادة الحيوية «الرأسمالية» فيها، وهو ما تحقق مع مطلع التسعينيات من القرن الماضي.

ولكن الخطوة الأهم تأتي هذا العام عبر تنظيم معرض اكسبو 2010 الذي يعقد في مدينة شانغهاي من 1 مايو/ أيار الى 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2010، وهو يقام في الصين باعتبارها قوة اقتصادية عظمى تستطيع أن تقدم للعالم مدينة تنافس لندن وباريس ونيويورك. وكما أعلن القادة الصينيون فإنهم يسعون من خلال المعرض الذي يرفع شعار «مدينة أفضل وحياة أفضل» إلى تقديم أفضل ما توصلت إليه الإنسانية في القرن الحادي والعشرين بالنسبة للتنمية الحضرية، والآفاق التي يمكن الوصول إليها في المستقبل فيما يتعلق بالمستوطنات البشرية الصديقة للبيئة والتي توفر تنمية اقتصادية مستمرة (مستدامة) للإنسان مع أقل الأضرار للبيئة، وإن هذا يمكن تحقيقه من خلال تناغم الابتكار الإنساني مع محيطه البيئي والثقافي.

الصين التي تستعد لتسنم موقع ثاني أكبر اقتصاد في العالم أرادت أن تقول إن بإمكانها أن تقدم مدينة عظمى تنافس المدن العظمى الأخرى في العالم، وإن سمعة المدينة السابقة، كونها وكراً للدعارة والأفيون كما تشير إليه الذاكرة الإنسانية، تحولت إلى مركز للصناعات والابتكارات والأفكار الجديدة، وبذلك تثبت الصين أن بالإمكان – مع الإرادة والرؤية الثاقبة – الصعود عالياً بهوية البلد والمدينة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2847 - الثلثاء 22 يونيو 2010م الموافق 09 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 6:54 ص

      باعوني واشتروا غيري

      أنا البحراني باعوني في سوق النخاسين بأبخس الأسعار جعلوا من وطني السابق بالإيمان مثل بلاد الأغراب التي فتحت. حولوا بلد الأرخبيل إلى بلد
      الشرشبيل فلا عيونا للماء ولا عذاري ولا غيرها ولا سواحل ولا شطآن. لا زراعة ولا مصائد للأسماك
      فقك مصائد لبني الإنسان . استبدلوني انا إطار السيارة الأصلي بإطار ميد إن تايوان
      جلبوا أناس وأوهموهم أنهم لهذا البلد حماة منى
      أنا المواطن الغلبان

    • زائر 10 | 4:20 ص

      لا هوية لبلد

      لا هوية لي فقد سرق مني كل شيء
      انا كنت أعرف بالبحراني سابقا لكنهم حرفوه
      حتى اصبحت بحريني وبعد أن سرقت أو حرف مني
      كلمة انتسابي
      أصبحت لا استحق شيء على هذا الوطن فجنسيتي سلبت مني وأعطيت
      لأناس ليس لهم صلة بهذه الأرض وسلبت معها كل الحقوق وصيروني أقلية وبقيت على أرض وطني
      اترقب التهجير فلا مسكن لي إلا من فضيل القوم
      ولا وظيفة لي إلا من أرذل الوظائف ولا قوت لي إلا من فتات الطعام والصدقات والإعانات من وزارة ؟؟
      متحيرين هم أين يلقون بي لكي يخلصوا مني

    • زائر 9 | 4:14 ص

      محمد ابو احمد

      يعني ويش اصلي وكيف نتأكد من الختم والماركه
      افيدونا بارك الله فيكم

    • زائر 8 | 4:00 ص

      اما اليوم بعد اقولك اش دخل البحرين فى شنغهاى اولا شنغهاى دولة غير اسلامية... وبالتالى مايكذبون مايخونون العهد وماينافقون ومايوعدون ويخلفون ومابفرقون بين الفقير والغنى ولا الضعيف والقوى وطبعا ماعندهم مسايد واذان .... اش رايك يادكتور فى التحليل الدينى سياسى

    • زائر 7 | 3:47 ص

      بتان فى الجوازات الحين

      عن اية هوية تقصد دكتور تصور كنت فى الجوازات ومطفرينى على جوازات اولادى اكثر من اسبوعين ويجيك بتان كولي بثياب رثة ويسأل وين يبيعون جواز رد عليه الموظف يقول ليه سنو تبغى راواه ورقه فى ايده ويقول انى يبى جواز بهرينى قال ليه المظف انت قلت وين يبيعون شنو قصدك رد البتان قال ايه انته ياخد 10دينار ويعنينى جواز بهرينى -تفضل يادكتور وتقول تريد نوصل الى شنغهاى والصين والجارية والنطيحة يسلبون هويتك وضاع الوطن والا مضيعه فى سوق النخاسين يلقاه

    • زائر 6 | 3:39 ص

      ابو الحسن

      الى الزائر رقم 4:اخي العزيز لاتردد كلمات لاتعرف عن مصرها(اجندات خارجية) وتكلم بصدق مقبول منك إذا أنت أصلي ولكن إذاآخر ليسلك الحق في الرّدعلى الأخ رقم3 بهذه الإسطوانة الشروخة(أجندة خارجية،ايراني،عميل إيران،صفوي وهرار وكلام مضيعة وقت...أخي اقراء الواقع فتح قلبك قبل عيونك...الشعب السليم بالبلد السليم (وليس بالبلد السليب بيدهذه الولة أو بتلك وخلك على معزتك ياولدي (عمري50سنة)لهذا قلت لك ياولدي!!.والسلام.

    • زائر 5 | 3:36 ص

      الى زائر 4

      كأنك لا تستطيع تشخيص بين الطبل و العود .

    • زائر 4 | 2:47 ص

      للزائر "3"
      ورئيس التحرير!

      هذا حالنا إحنا العرب.. دائماً نسعى خلف التقليد والمغشوش.. كفانا أجندات خارجية.

    • زائر 3 | 2:04 ص

      ياعلي انت الولي

      أنتضر الى 2030 وسوف ترا الطفرا الي منطفرها ادا ضل احد من قطا عين الطرق او المرتزقه ما جنسسنها وجبناه الديره وبعدين نتكلم عن الطفافير والصين التي تستعد لثاني حنا اوال دوله جنست وفضلت المجنسين على شعبها ونحن عكس الصين من ديرة العلم والعلماء الى ديرة ال............

    • زائر 2 | 12:01 ص

      هدفهم البقاء السرمديه

      ما الفرق بين كلمتين الهوية و الماركة طبعاً لا توجد فرق فى معنى و لكن ماركه هى كلمه انجليزيه قد نتكهن بأن الأفراد الذين من الواجب عليهم ان يدركوا المعنى لن يتحسسوا بمفردة( الماركه ) ونحن نجزم بانهم لا يفهموا حتى اذا استخدم بمعانى أخرى قريبه من ادراك عقولهم و ذلك بسبب بسيط و هو نظرتهم الذيقه الى الأمور المحوريه فى البلد و يعتبرونها خروجهم من السكة و الهدف الذى يجاهدون من اجله .

    • زائر 1 | 9:38 م

      بهلول

      هنا الصعود بهوية البلد ... إلى الهاوية

اقرأ ايضاً