بلاشك أن التشجيع ومؤازرة المنتخبات ومساندتها من قبل الجماهير الوافدة على جنوب إفريقيا، بأساليب مشوقة وعادات وتقاليد حملتها معها، أو بصيحات جديدة لافتة للنظر أصبحت السمة الأبرز في كل بطولة من بطولات العالم التي أقيمت منذ انطلاقتها الأولى العام 1930 ميلادية بأميركا اللاتينية، وهي الظاهرة التي باتت تشد الأنظار وتسلط الكاميرات عليها وتتابعها وسائل الإعلام بغزارة واضحة، بل أصبحت - هذه الظاهرة - في غرائبها وطرائفها مادة إعلامية دسمة، حتى غدت سر نجاح كل بطولة وتميزها. أما الدولة غير القادرة على استيعاب هذه الجماهير العاشقة المجنونة فستكون خارج حسابات «الفيفا» وتحرمها من الترشح لتنظيم بطولات كأس العالم المقبلة.
وعلى رغم قولنا كمحررين وكنقاد رياضيين، بأن حلاوة كل بطولة في الإمتاع الفني الذي تقدمه المنتخبات من خلال مبارياتها والمستويات الكروية المتطورة، والمهارات الفردية الرائعة، إلا أن الإمتاع الجماهيري الذي تسلط عليه الأضواء أصبح - اليوم - يضاهي الإمتاع الفني وأصبح شريكا في نجاح كل بطولة. لأنه يشع الفرحة والسعادة والروح فيها، ومن هذا المنطلق أصبح الاتحاد الدولي مهتما بدرجة عالية بالحضور الجماهيري، ويحاسب كل دولة منظمة في حالة وجود أماكن كثيرة شاغرة!
أما الركن الاهم في هذه الظاهرة وهو الركن الغائب الذي لا تسلط عليه الأضواء بدرجة عالية هو المردود المالي الكبير الذي يعود على الدولة المنظمة، والبذخ المالي الذي تصرفه الجماهير الوافدة في ساعات قليلة لدرجة أن الأسعار تصبح نارا وتضاعف قيمتها بشكل غير طبيعي، لدرجة أن «الفوفوزيلا» وهي الآلة الموسيقية المزعجة أصبحت من علامات مونديال جنوب إفريقيا وأصبحت من أهم صادراتها ويندر أن يعود مشجع لبلده من دون أن يحملها معه ويقدمها كهدية إلى أحبابه.
أما الأمر الذي يدور في بالي ويشغلني، وقررت أن أطرحه على القارئ الكريم وأنا أتابع الحملة الإعلامية الباهرة التي تقوم بها دولة قطر لاستضافة مونديال 2022 أقول فيه «إذا كانت دولة قطر قادرة على بناء أكبر الاستادات الرياضية المكيفة، وقادرة على بناء أكبر المدن الرياضية كما فعلت حينما نظمت دورة الألعاب الآسيوية العام 2006 ومازالت المدينة الرياضية غير مسكونة اوغير مستغلة ..! هل تصبح قادرة على استيعاب هذه الحشود الكبيرة من الجماهير غير الملتزمة بأي لون سياسي أو عقائدي لأنها تعيش لحظاتها بحرية مطلقة وبتصرفات غريبة مجنونة قد لا تسمح بها دولة عربية لها تقاليدها وأعرافها؟».
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 2846 - الإثنين 21 يونيو 2010م الموافق 08 رجب 1431هـ
محمد--------قطر
ان شاالله مايحصلونها.