العدد 2845 - الأحد 20 يونيو 2010م الموافق 07 رجب 1431هـ

السرية والعلانية في استراتيجية أميركا الجديدة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في نهاية الشهر الماضي اعتمدت الإدارة الأميركية استراتيجية جديدة للأمن القومي، ومن ضمن الحوارات التي بدأت بها الاستراتيجية قبل صدورها تحديد منطلقات جديدة، من بينها أن «السرية» لم تعد حجر الزاوية في استراتيجية الأمن القومي، ولا تعتبر ميزة يمكن الانتصار بها على الآخرين، ولاسيما أن العالم كله يتجه نحو المزيد من الشفافية وتدفق المعلومات. وعليه فإن التفوق الاستراتيجي الأمني لا يمكن تحقيقه عبر اعتماد مفهوم الرئاسة التقليدي.

التفوق الأمني الاستراتيجي يقصد منه القوة النسبية التي تمكن أمة واحدة أو مجموعة من الدول السيطرة بصورة فعالة على سير الأوضاع عسكرياً أو سياسياً، واستراتيجية الأمن القومي الجديدة تقول إن الأمة الأميركية تصعد إلى مستوى التحدي لمواجهة فترات حاسمة تمر بمرحلة انتقالية، وهي مرحلة تتطلب إضافة طريق مواز لاستخدام القوة، وهو الحوار، والدبلوماسية العامة، بما في ذلك الدفاع عن القانون الدولي. والنقطة الأخيرة جديرة بالاهتمام لأن أميركا وقفت أمام تنفيذ القانون الدولي فيما يتعلق بـ «إسرائيل»، وفيما يتعلق بإنشاء المحكمة الجنائية الدولية، وفيما يتعلق بحماية البيئة وبإزالة الألغام وغيرها.

مع ذلك، فإن الحديث عن الدفاع عن القانون الدولي يعتبر تغييراً مهمّاً في السياسة الأميركية، كما أن الرئيس باراك أوباما تحدث عن ترابط موضوعات الدفاع والدبلوماسية والتنمية، بوصفها أجزاء لا تتجزأ؛ لأن البعد العسكري للتدخل يفقد دوره المميز من دون مصاحبته بالدبلوماسية وبدعم برامج التنمية التي تعتبر ضرورية لمنع نشوب الصراعات ولحفظ السلام وتحقيق الاستقرار.

المهم أن الاستراتيجية الجديدة أزالت الحديث عن الحرب على الإرهاب والأصولية الإسلامية واستبدلتها باستهداف تنظيم القاعدة وغيرها من الحركات المشابهة بهدف تعطيلها وتدميرها ضمن خطط مكافحة الإرهاب، وتخلت عن وجهة النظر الاستراتيجية العسكرية عن مصطلح «الحرب ضد الإرهاب». ثم تحدثت الاستراتيجية عن أهداف ملحقة لتعزيز الأمن القومي، وهي أهداف تتعلق بالتدخل المباشر لأغراض إنسانية والسعي إلى الترويج للمفاهيم والقيم الديمقراطية، وهذا يتطلب تعزيز الولايات المتحدة داخلياً من خلال سياسة اقتصادية تعالج العجز في الموازنة ودعم التعليم والتنافسية والابتكار والتكنولوجيا، وإيجاد بدائل الطاقة، ونظام للرعاية الصحية أكثر كفاءة، بحيث يمكن إبراز أميركا كقدوة، كما يتطلب ذلك إزالة السجن الأميركي في خليج غوانتنامو من الذاكرة الإنسانية واستبداله بما يحبب العالم في أميركا. كل هذه الأفكار السامية لا تعني أن العمليات السرية للأجهزة الأميركية ستكون أقل، بل على العكس، فمع صدور هذه الاستراتيجية أوضحت الصحف الأميركية أن العمليات السرية للقوات الأميركية في الخارج ازدادت كثيراً في عهد أوباما، وفي هذا يكمن التناقض مع ما تتحدث عنه الوثيقة الجديدة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2845 - الأحد 20 يونيو 2010م الموافق 07 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 3:00 م

      god bless america 2

      تكملة للتعليق السابق
      وحتى عندما قامت باستعمال السلاح النووي ضد اليابان لم يكن هناك أمامها من خيار آخر غير ذلك.
      ولنقم بمحاولة المقارنة بين أمريكا والشعوب العربية، انظروا إلى نكران الجميل وعدم الاعتراف بالآخر، فماذا جنت إيران منهم بعد مساندتها للقضايا العربية غير إعلان الحرب عليها؟
      وحديثي لا يعني أمريكا والعرب كأنظمة فقط، بل الإنسان الأمريكي والإنسان العربي هم كذلك.
      كيفما تكونوا يول عليكم

    • زائر 3 | 2:59 م

      god bless america

      حضارة الولايات المتحدة تختلف عن جميع الحضارات السابقة على طول عمر البشرية، ففي الحقيقة فإن أمريكا ليست امبريالية كالامبرياليات السابقة، وللنظر إلى الدول الكبرى في السابق كيف تستأثر بما تنتجه عقول أبنائها، في حين أن منتجات الشعب الأمريكي العظيم في متناول يد جميع البشر في نفس اللحظة التي يتم فيها تدشينها.
      أختلف مع السياسة الأمريكية بخصوص التعامل مع القضية الفلسطينية، ولكن ما عدا ذلك أجد بأنه لا يوجد أكثر انسانية ونبلاً من أمريكا.

    • زائر 2 | 12:25 ص

      امريكا مربى الظلم

      لا يمكن محو من الذاكره الوحشيه الأمريكيه التاليه:
      1- حرب الأهليه بين شمال و جنوب امريكا .
      2- القاء القنبله الذريه على هرشيما و نكازاكى
      3-حرب فيتنام ملايين قتلى من جانبين
      3-تطوير القنبله الذريه الى بقوة 60 مليون طن من (تى إن تى)
      4- حرب شرق اقصى و اوربا
      5-حرب افغانستان و العراق
      6-و حماية كل المستبدين فى العالم ووو.. انتشار المنكر و الخراب و الفساد الأخلاقى ...

    • زائر 1 | 11:19 م

      امريكا ام الارهاب الدولي

      كيفا لا وهي ترعى الدولة اللقيطة اسرائيل وتغذيها بشتى انواع اسلحة الدمار والفتك بل تدعم انشتطها الارهابية كما حدث لقوافل المساعدات الانسانية المتجهة الى غزة وموقف امريكا المتخاذل من الهجمة الارهابية على قوافل المساعدات الداعم للكيان الارهابي الصهيوني فاين مصداق امريكا كما تزعم من تحسين صورتها وهي ترى هذا الارهاب بأسلحة امريكية وتحت انظار العالم فيجب ان نقول النفاق الامريكي تجاه العالم لتصحيح صورتها لانها تظهر خلاف ما تبطن

اقرأ ايضاً