أصدرت الأمم المتحدة أمس بيانا بمناسبة اليوم العالمي للمياه قالت فيه «إن المياه أمر مركزي في إعادة أعمار العراق وإنعاشه» وإن «المياه في العراق أمر حيوي وضروري ليس فقط للحياة والصحة، وإنما لمختلف القطاعات بما فيها الزراعة والصناعة والكهرباء وفرص العمل للمواطنين العراقيين». وأشار البيان إلى أنه في بلاد النهرين (دجلة والفرات) فإن أسرة واحدة فقط من بين كل خمس أسر خارج بغداد تستطيع الوصول إلى مرافق الصرف الصحي، فيما يتم قذف ثلثي إنتاج مياه الصرف والمجاري في بغداد في نهري دجلة والفرات، وهذا يؤدي إلى أمراض الإسهال نتيجة تلوث المياه وقلة النظافة، وهما سببان رئيسيان لوفاة الأطفال في العراق.
وإذا كان هذا هو حال العراق الغني بالماء، فما بالنا بوضع المياه في البلدان الأخرى التي قد تكون أكثر خطورة في السنوات المقبلة وهو الأمر الذي قاد الأمم المتحدة هذا العام إلى طرح شعار اليوم العالمي للمياه «تقاسم المياه... تقاسم الفرص»، مع تركيز خاص على المياه العابرة للحدود.
وكانت تركيا قد احتضنت في مارس/ آذار الجاري «المنتدى العالمي الخامس للمياه»، تحت عنوان «حل الخلافات من أجل الماء» بهدف إيجاد حلول لمشكلات المياه في العالم وتعزيز التعاون بين الدول والمنظمات. وقال رئيس مجلس المياه العالمي لويس فوتشون خلال مراسم الافتتاح إن مستقبل موارد المياه الضرورية». ودعا المنتدى أمس - في ختام أعماله - إلى ضرورة توفير مياه وطرق صرف صحي وحل المشكلات ذات العلاقة وخاصة التلوث، مشددا على ضرورة نشر الوعي بخطورة المشكلات المتعلقة بأزمة المياه والاتفاق على سن قوانين تمنع الحروب من أجل الحصول على المياه، داعيا إلى التعاون بين الأمم لحل الخلافات الحدودية التي تتعلق بالمياه ومكافحة التصحر والجفاف واستخدام الأراضي بشكل مناسب.
وفي البحرين نحن بحاجة إلى خطة وطنية للمياه الصالحة للشرب والزراعة، مع الأخذ بعين الاعتبار الاستنزاف الحالي للمياه الجوفية، واحتياجاتنا لمزيد من المياه المعالجة في الزراعة مع الحفاظ على البيئة. وهناك حاليا وسائل حديثة للزراعة تستخدم المياه الجوفية التي زادت ملوحتها بعد معالجتها، كما أن هناك حاجة إلى الاشتراك في برامج الأمم المتحدة لكي نحصل على المساعدة في هذا المجال ولاسيما أن التوقعات تشير إلى أن حروب وأزمات المستقبل سيكون سببها الماء لا النفط.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2390 - الأحد 22 مارس 2009م الموافق 25 ربيع الاول 1430هـ