ثمنت وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي خلال كلمتها في افتتاح بيت بتلكو لرعاية الطفولة تشريف سمو الشيخة هالة بنت دعيج آل خليفة باعتبارها داعمة المشروع الإنساني، الذي بدأ بمبادرة من سموها. مبينة أن المشروع ثمرة الشراكة المجتمعية مع القطاع الخاص.

واستعرضت الوزيرة البلوشي في مجمل كلمتها أن وزارة التنمية الاجتماعية تحتفل اليوم مع شركائها بهذا الإنجاز الاجتماعي والحضاري، لما توليه الوزارة وبالتعاون مع مجلس إدارة دار رعاية الطفولة من اهتمام خاص لتوفير بيئة تربوية سليمة وشاملة لأبنائنا من مجهولي الوالدين والأيتام وأبناء الأسر المتصدعة وإعانتهم على أن يكونوا مواطنين صالحين يساهمون في بناء الوطن محافظين على هويتهم الوطنية والإسلامية.

وأوضحت الوزيرة أنه تم من خلال هذه الدار توفير أوجه الخدمات والرعاية اللازمة لعدد 13 شاباً تمكنوا حالياً من الالتحاق بالعمل والاستقلال في شقق خاصة بهم من خلال برنامج التخريج الذي بدأ العام 2006 ليعيشوا حياتهم الطبيعية منخرطين في المجتمع. وقالت: «يسعدني أن أشير إلى أنه تزوج منهم شابان وشابتان ومازالت الوزارة ومجلس الإدارة يقدمون الدعم المالي والمعنوي المطلوب لهم».

وتابعت «على صعيد آخر ومن خلال لجنة الحضانة الأسرية، وصل عدد الأطفال الذين تم احتضانهم من قبل أسر بحرينية إلى ما يقارب 350 طفلاً وطفلة».

ولفتت الوزيرة إلى أن الوزارة تعكف حالياً على إطلاق برنامج جديد وهو «برنامج الرعاية البديلة» لتشجيع رعاية هؤلاء الأطفال في بيئة أسرية طبيعية بعيداً عن الجو المؤسسي لدور الرعاية الحالية، وسيمثل هذا البرنامج نقلة نوعية في رعاية واحتضان هؤلاء الأطفال..

كما أشارت إلى أن مشروع بيت بتلكو أصبح اليوم مثالا للشراكة المجتمعية وتحمل القطاع الخاص لمسئوليته الاجتماعية نحو المجتمع البحريني، وهذا ليس بغريب عن شركة بتلكو حيث تكفلت بتمويل بنائه وتجهيزه بمبلغ يقارب 900 ألف دينار على الأرض التي خصصتها الوزارة لهذا المشروع وساهمت عائلة المغفور له الوجيه راشد الزياني بمبلغ 50 ألف دينار لتأثيث المبنى. بالإضافة إلى متابعة التنفيذ من قبل مجلس إدارة دار رعاية الطفولة بالتعاون مع إدارة الموارد المالية وإدارة الرعاية الاجتماعية بالوزارة.

وذكرت الوزيرة أن «بيت بتلكو الذي نحتفل اليوم بافتتاحه يوفر سكناً بطاقة استيعابية لـ 38 طفلاً وشـاباً. ويعيش حالياً في هذا البيت 17 من الأبناء والأطفال من الجنسين بصفة دائمة وتتراوح أعمارهم ما بين 4 سنوات و24 سنة ما بين الروضة والجامعة، هذا بالإضافة إلى جناح خاص بالمبنى لإيواء الأطفال اللذين تحيلهم إلينا المحاكم والنيابة العامة لتوفير الحماية والرعاية اللازمة لهم لحين إيجاد حلول قانونية نهائية لهم»، لافتة إلى أنه يوجد في المبنى مقر إداري لإدارة المبنى ومتابعة رعاية الأطفال من خلال مرافق المبنى كالحديقة ومكتبة ومختبر حاسوب وغرفة معيشة وتجمع لجميع الأبناء وقاعة تسلية ورياضة.

وأضافت الوزيرة أن المبنى يهدف لتقديم الخدمات المعيشية والصحية والنفسية والتربوية للأبناء بصورة شاملة. كما يتم التأكيد على إدماجهم في المجتمع من خلال إشراكهم في الأندية الرياضية والصحية والمعاهد الموسيقية والفنية والمجالس الثقافية وبجانب التحصيل العلمي يتم إلحاقهم بدورات تدريبية مختلفة في الحاسوب والورش المختصة بتعليم المهارات الحياتية كما يتم إشراكهم في المحافل المحلية والدولية المختلفة، حيث تميز عدد من الأبناء في هذه المجالات وحصلوا على الميداليات الذهبية والشهادات التقديرية.

وفي ختام كلمتها شكرت الوزيرة البلوشي صاحبة السمو الشيخة هالة بنت دعيج آل خليفة على اهتمام سموها ورعايتها, كما شكرت شركة بتلكو على الدعم السخي الذي قدمته من أجل بناء هذا البيت والى عائلة المغفور له الوجيه راشد الزياني لمساهمتهم في تجهيز المبنى، وإلى رئيس وأعضاء مجلس الإدارة الذين حملوا على عاتقهم المشاركة في تحمل مسئولية رعاية هؤلاء الأبناء وتوفير كل متطلباتهم. ولكل العاملين من الإداريين والفنيين والاختصاصيين والمساعدين والمتطوعين الذين أحبوا عملهم وقدموا خدمات جليلة من دون مقابل في سبيل رعاية وتربية الأبناء.

يشار إلى أن بيت بتلكو لرعاية الطفولة إحدى دور الرعاية الاجتماعية التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية ويهدف إلى رعاية وإيواء الأطفال مجهولي الوالدين والأيتام وأطفال الأسر المتصدعة حتى بلوغهم 18سنة وتعمل على توفير أوجه الرعاية الاجتماعية والتعليمية والنفسية والصحية والمعيشية لهم، ويأتي افتتاحه ضمن برنامج الشراكة المجتمعية الذي تنفذه وزارة التنمية الاجتماعية مع القطاعين الأهلي والخاص.