عندما يخاف التجار وأصحاب الثروات من تأثير الكساد على التدفقات النقدية لأعمالهم، فإنهم يقومون بتُقليل تبرعاتهم للأعمال الخيرية عندما يصلون إلى مرحلة الإحباط. والعكس كلما ضمن التجار استمرار التدفقات النقدية من أعمالهم، زادت تبرعاتهم.
في فترة الانتعاش الاقتصادي، تجد الكثير من رجال الأعمال والشركات تبادر بطرح مشروعات تنموية خيرية، وتتباهى بالمسئولية الاجتماعية، وتقدم دعماً للمشروعات الخيرية بمجرد أن تطرق بابها مرة واحدة. أما في فترة الكساد فقد يحتاج ذلك لأن تطرق باب الشركة 3 أو 5 أو 10 مرات.
ويرى البعض أن التبرعات تزداد في حالة، الرواج واطمئنان أصحاب المدخرات على سلامة أوضاعهم المالية، فيبدؤون في ضخ الأموال في الأعمال الخيرية.
وهناك نظرة معاكسة، وهي أن بعض التجار عندما تصيبه مشكلة مالية في تجارته ويحدث كساد في السوق، فإنه يتبرع بهدف أن يوفقه الله سبحانه وتعالى، وتزدهر تجارته كما كانت في السابق.
في البحرين، هناك تراجع في الأعمال الخيرية، بسبب الكساد الاقتصادي، فقد شعر كثير من القائمين على المشروعات الخيرية والتنموية أن الشركات المساهمة والشركات العائلية والشركات الحكومية قللت تبرعاتها وأنها لم تكن كما كانت في السابق.
عندما تسأل رجال أعمال عن أوضاع السوق، تجد في إجابتهم قلق وخوف من كساد اقتصادي. بينما إذا سألت مؤسسات خيرية عن العمل الخيري فستجد في إجابتهم انخفاض في الدعم، وتراجع في التبرعات.
أعتقد أن رجال الأعمال سيصابون بالإحباط من الوضع الاقتصادي في الفصل الثالث من العام 2010، وكذلك سيصاب العاملون في المؤسسات الخيرية بالإحباط نهاية العام من انخفاض الدعم.
وبعد مرحلة الإحباط، سيصاب التجار باليأس في الربع الأول من العام 2011، وفي هذه المرحلة سيبدأ بعضهم بالتبرع للأعمال الخيرية حتى لو على حسابه الخاص، كنوع من التأمل والتفكير مع الذات في ظل ظروف قاسية. وهو ما يرى بعض الناس بأن بعض التجار يتبرعون في وقت الأزمات حتى يفرج الله عنهم محنتهم، ويوقفهم في تجارتهم، وهي أمور تتعلق بالمعتقدات.
وعند ذلك، تبدأ مرحلة الأمل، ومن ثم التفاؤل بأن الكساد الاقتصادي بلغ مداه، وأننا مقبلون على مرحلة جديدة من النمو الاقتصادي، ومن ثم تزاد الطمأنينة لدى التجار وأصحاب الثروات بتحسن بيئة العمل وتدفق النقود إلى حساباتهم، ومن ثم تبدأ موجة التبرع للأعمال الخيرية في التصاعد والارتفاع في نهاية العام 2011 وبداية العام 2012.
إقرأ أيضا لـ "عباس المغني"العدد 2841 - الأربعاء 16 يونيو 2010م الموافق 03 رجب 1431هـ
هكذا هي الحياة
تطور الى اعلى وبعدها انزلاق الى الاسفل ويمكن نحن مقدمون على حروب ودمار ونقص الثروات الزراعيه بسبب كثافه سكانيه في العالم